من هو يا فتحي؟!
أولاً اعتذر للإخوة المتابعين للجزء الثاني من مقالي (حضرموت بين المدنية والقبيلة) فقد ارتأيت تأجيله للحديث عن حدث طارئ ويمس حضرموت ايضاً بل وأعتبره يصيبها في مقتل،
مساء الثلاثاء طلب الإعلامي المتألق فتحي بن لزرق من متابعيه الانتظار أمام صفحته على الفيسبوك
فهو بصدد نشر موضوع في غاية الأهمية،
مدن حضرموت التي تعاني من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي لساعات طويلة في اليوم الواحد وقد يصل في بعض الأحيان الى 24 ساعة كاملة أو يزيد،
بينما ملايين الدولارات لشركات الطاقة المشتراة تتخم أرصدتها شهرياً.
فإن تفتح ليلة القدر لدعوات صادقة من رجل مريض او امرأة مسنة نتيجة ما يعانوه من لهيب الحر الشديد فيهيئ الله شركة في سلطنة عمان الشقيقة تعثرت بعض مشاريعها هناك فأرادت أن تُقدّم محطة كهرباء غازية طاقتها الإنتاجية 285 ميجا وات وعرضتها على السلطة المحلية بوادي حضرموت وعبر وزير الكهرباء السابق بمبلغ زهيد جداً عبارة عن 30 مليون دولار شاملاً الفك والتركيب والصيانة والتشغيل لمدة عام كامل، عرض خيالي أو (عرطة) حسب لهجة أحبتنا في صنعاء وحقيقة فرصة لا تعوّض،
بلدٌ في أمس الحاجة إليها وأن تأتيك بهذا السعر،
ماذا تنتظر؟
فعلياً لم يكن هناك انتظار، فقد سارع الوزير لاغتنام الفرصة وإنهاء سنوات طويلة من معاناة حضرموت مع الكهرباء فأرسل فريقاً فنياً من المهندسين المختصين ليفحصها على ارض الواقع،
وتم توقيع عقد ابتدائي ودفع 10% من قيمة العقد
وتم رصد القيمة كاملة للشراء في حساب البنك المركزي فرع سيئون من حصة الوادي من مبيعات النفط،
وقبل أيام من تحويل المبلغ الى حساب الشركة العمانية حدث ما لم يكن في الحسبان.
سكرتير مسؤول كبير يسافر الى عمان ويطلب من الشركة ثلاثة مليون دولار نسبة المعزّب،
فرفضت الشركة ذلك،
وعقب انتهاء المدة المحددة تم بيع المحطة لشركة إيرانية،
وما على الحضارم الا ندب حظوظهم العاثرة والاستمرار في المطالبة من خلال مكونات وأحزاب هزيلة وشخصيات إدارية لا همّ لها الا ترتيب وضعها الخاص فقط،
والغريب في الأمر كذلك كما أشار الأخ فتحي أن المبلغ المرصود في البنك اختفى هو الآخر ضمن مجموع المخفيات وما أكثرها!
السؤال الذي طرحه فتحي وأطرحه أنا ايضاً:
هل سيجرؤ أحد على الكلام أو على فتح باب التحقيق في هذه القضية؟
وهل يستطيع أي مسؤول في الدولة أن يقول للناس أين ذهبت قيمة هذه المحطة؟
وكم من نُسبٍ مماثلة أُخذت من مشاريع أخرى؟
وطبعاً لن نجد جواباً عند الذين دُعُوا للنفير الى الضبّة الأسيرة بعد أن قيل لهم (نهار ادعيكم الى الضبّة لا يقعدنّ أحدٌ في داره)
وفي منتصف الطريق قال لهم عفواً هناك مطبّات في الطريق وإذا تقدمتم خطوة سيزعل الكفيل اللي ما نقدر على زعله،
والسؤال ايضاً موجّه لأسراب الذباب الالكتروني الذين يقضون الساعات الطوال في مساحات تويتر ووسائل التواصل وقد استخدموا ملايين المفردات من الاساءات والكذب والتضليل وهم بانتظار ساعة الصفر لإعلان الكفاح المسلح لتحرير وادي حضرموت من قوات المنطقة الأولى التابعة لقوات الاحتلال اليمني حسب قولهم على الرغم أنهم مشتركين معه في الحكم،
فيا أخي فتحي لو أنك كشفت عن هذا المسؤول الكبير وأنت قطعاً لديك من الوثائق فلربما أرحت الكثير من الناس ليعودوا لجادة الطريق ويبصرون طريق حضرموت الحقيقي لعلهم يصلون للهدف المنشود.