المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
طارق محمود نواب _ سفير غرب
طارق محمود نواب _ سفير غرب

موضة صناع المحتوى وهوس المؤثرين

أصبحت ظاهرة المؤثرين وصناع المحتوى جزء من موضة العصر الرقمي، وبات هذا المجال يستقطب عددا كبير من المعجبين أو "المدمنين" بعبارة أدق، خاصة منهم الشباب والمراهقون. الفرق بين المؤثر وصانع المحتوى هو أن الأخير يتواجد على منصة واحدة في غالب الأحيان ويكون تأثيره كبيرا على عكس المؤثر الذي يقدم محتواه على العديد من منصات التواصل الاجتماعي.
في البداية كان المؤثرون هم الفنانون والممثلون والشخصيات المشهورة فقط، على عكس ما نراه اليوم، وهو أن أغلب صناع المحتوى أصبحوا من عامة الناس والذين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى مشاهير يملكون عدد كبيرا جدا من المتابعين، ما جعل صناعة المحتوى تتحول إلى موضة وطريقة للربح السريع أكثر منها وسيلة لتقديم المحتوى الهادف والإيجابي.
ميادين صناعة المحتوى اختلفت وتوسعت كثيرا فأصبحت تشمل كل المجالات كالمجال التقني، الطب والصحة، الأزياء والموضة، التجميل، الطبخ والوصفات، المحتوى التعليمي والتثقيفي، هذا الأخير الذي يعتبر الأقل حظا من حيث عدد المشاهدات والمتابعين مقارنة بالمجالات الأخرى التي اختار أصحابها الربح السريع حتى لو كان على حساب الجودة والفائدة، صانع المحتوى في وقتنا لا ينحصر دوره فقط في تقديم محتوى معين يعبر عن شغفه ومواهبه أو نشر تجاربه المفيدة وكسب ثقة متابعي، بل تعداه إلى الدعاية والتعاون مع الشركات والماركات العالمية لتسويق المنتجات والعلامات التجارية المختلفة ما أدى إلى ظهور ما يعرف باقتصاد المنشئين.
من يملك أكبر عدد من المتابعين والمشاهدات ليس دائما صاحب أفضل محتوى، بل على العكس تماما والدليل على ذلك نوعية المحتوى الذي يحقق أعلى نسب مشاهدة على القنوات وصفحات التواصل الاجتماعي ويكون في الغالب استعراضا الحياة اليومية وما يعرف بالروتينات واللايفات التي لا مكان فيها للخصوصية يتشارك فيها المؤثر والمتابع كل شيء حتى المطبخ وغرفة النوم, يستعمل صناع المؤثرون طرقا خاصة لجذب المستهلكين بوضع العناوين الجذابة والمشوقة لكي يأخذهم الفضول للاطلاع على محتواها: مثل "كيف تحصل على جسم رشيق في ثلاثة أيام"، و " كيف تربح 100 دولار بدون أي مجهود"، " كيف تجعل شخصا يفكر فيك ويرسل لك رسالة في الحين".... وغيرها، لتبدأ سيول الأرباح بالتساقط والتي قدرت ب 3000 إلى 5000 دولار شهريا.
حتى فئة الأطفال والمراهقين لم تسلم من هذه الظاهرة فقد أصبحوا هم أيضا مهتمين بجديد الألعاب الإلكترونية وما يعرف بألعاب العالم المفتوح التي تلقنهم الطرق والحيل الجديدة لاختراق النسخ المدفوعة والحصول على الإصدارات الجديدة بدون مقابل، واكتشاف الحيل الجديدة والخدع التي تمكنهم من العبور إلى مراحل متقدمة لم يتمكنوا من تجاوزها.
صناعة المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي يجب أن يخضع لشروط صارمة، تهدف إلى ضبط أنواع المحتوى الملائم للمتلقي، ولا يكون الهدف منه هو الشهرة والربح السريع، الابتعاد عن التقليد والتكرار ومحاولة الإبداع والابتكار، فكم رأينا من قنوات وصفحات تقوم بنسخ المحتوى بشكل حرفي دون بذل أي مجهود حتى في تصحيح الأخطاء أو ذكر المصدر، من الضروري أيضا التحديث المستمر ومواكبة التطور التكنولوجي ومسايرة الأحداث لتقديم محتوى هادف وممتع ومتجدد يبتعد عن الأفكار المستهلكة التي أكل عليها الدهر وشرب.
صانع المحتوى يجب أن يكون مسؤولا يحمل على عاتقه رسالة هادفة يمكنها أن تصل إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين، أول أسباب النجاح والتميز هو اختيار المجال الذي يمكن له أن يبدع فيه ويشارك الأفكار والخبرات والاهتمامات ويساهم حتى في تغيير الأفكار والقناعات، بطريقة احترافية وإبداعية، من الضروري أيضا استعمال أحدث الوسائل التقنية والتكنولوجية في التصوير والمونتاج وغيرها والتي تساهم في بشكل مباشر في جودة المحتوى واحترافية العمل... تحية لكل من كان هدفه فقط هو تقديم الأفضل والأنسب، وحارب من أجل أن يصل إلى هدفه ويجعل من هواياته وإبداعه رسالة يتشاركها مع متابعيه بالإرشاد والتوجيه والنصح حتى لو لم تتناسب الأرباح مع المجهود البدني والفكري المبذول.
 0  0  20.1K