المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 4 مايو 2024

اتخيل - نعم تخيل

مصلح الخديدي*

في هذه الايام كثير مانسمع عن عبارات أوكلمات . قد تمر مرور الكرام على مسامعنا. وقد لا نلقي لها بال . وقد لا يجدر بنا أن نتوقف عندها ولو للحظة خاطفة .فكل عبارة أو كلمة في الحياة لها مدلولات ومعاني . ومن هذه الكلمات أو العبارات التي يتداولها في هذا العصر الكثير من الناس وخصوصا شريحة الشباب .. يتداولها بشكل قد نقول إنه ملفت .. ألا وهي ( تخيل ) تقال قبل الشروع فيما يود أن يطرح من أمور تجول في فكره ..

* *هذه الكلمة قد استوقفتني وجذبت إنتباهي وكأنني لم اسمعها من قبل.. أجبرت على المثول لها . وفي تلك اللحظه جعلتني استعرض شريط حياتي الخاصه . وايضا شريط حياة مجتمعنا ووطننا الذي نعيش فيه . والذي هو ايضا إمتداد لكم هائل من تخيلات أفراد المجتمع .. ثم سألت عقلي . لو اننا قررنا ؟ فرضا أو حتى عبثا أو حتى اجبرنا ( ألا نتخيل ) وقمنا بنزع قابس الخيال من حوائط عقولنا . واكتفينا بالتفكير المباشر والواقعي الخالي من الخيال .. فماذا سيحدث ؟*

اعتقد إننا حينها سنرتاح من التفكير في العوالم الوردية . وحتى أحلام اليقضة .. كما أننا سنتوقف عن الالتزام بقوانين الحياة . إبتداءا من قوانين الجنايات وإنتهاءا بقوانين نظافة الشوارع .. لماذا ؟ لأننا سنكون قد فقدنا مقدرتنا على تخيل العواقب التي تحملها أفعالنا .

* * وايضا سنتوقف عن التخطيط . فالتخطيط في مجمله تفكير في المستقبل . وتخيل لأحوالنا فيه . ولن يكن هناك تخطيط لآي طاريء أبدا .. وسنعتمد على ( طبب نفسك بنفسك ) وربما سيعلق في كل مكان بيت الشعر ( ماحك جلدك مثل ظفرك ** فتول أنت جميع أمرك ) مما يعني أننا أفراد أو مجتمع لن نحسب حساب الغد . لأننا ايضا فقدنا مقدرتنا على تخيل وجوده . فإن نحن لم نتخيل فلا نجبر أنفسنا ( ألا نتخيل ) بل لابد أن نتخيل حتى لايتوقف تطوير ذاتنا . وعمارة الأرض ونماء وطننا العزيز على قلوبنا جميعا . لنواكب العالم من حولنا .. إذا لابد وأن نجعل التخيل ديدننا . ولنورث حب التخيل للأجيال القادمة باذن الله تعالى .. فلا حياة بلا تخيل .

فحقائق اليوم كانت بالأمس أحلاما وتخيلات .. لذلك لانستغرب من شبابنا عندما يقول لنا ( تخيل ) تخيل أنت ايضا معه ودعه يسرد لك مايحب . لأن بداخله تخيلات وتطلعات تواكب جيله وعصره وزمانه .. فالعالم أصبح قرية صغيره . فزماننا غير زمانهم .

 
بواسطة :
 4  0  7.6K