عدن تصرخ من الجبايات
في الأسبوع الماضي كان موضوعنا عن معاناة أبين جراء الجبايات غير المشروعة التي تفرضها على قاطرات شحن البضائع نقاط المليشيات المنتشرة على طول الطريق من عدن حتى شبوه.
وفي الأيام الماضية انطلقت صرخات أصحاب المحلات التجارية بمديرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن جراء الجبايات المجحفة التي فرضها عليهم مدير عام المديرية منددين بما يرهق كاهلهم وكاهل المواطن بهذه الضرائب الغير قانونية والتي يتم تحصيلها بغير وجه حق، وقيامه بإغلاق محلات من لم يدفع، ولهذا قام البقية بإغلاق المحلات تضامناً مع زملائهم وطالبوا المواطنين بالوقوف الى جانبهم ورفعوا شكواهم الى الغرفة التجارية لعلها يكون لها موقفاُ قوياً ضد هذه البلطجة التي بلغت مداها، وبلغ السيل الزبى بعد أن تفننوا في اختراع مسميات لهذه الضرائب تصل الى المليون ريال شهرياً ومن المضحكات أنهم ايضاً يطالبونهم بمبالغ الزكاة مقدماً للعام القادم،
هذا وضع عدن على مرأى ومسمع من قيادة مجلس القيادة الرئاسي الذي يقطن في قصور المعاشيق مستمتعين بمناظر بحر صيره الخلابة فلهذا لن تصل الى اسماعهم صرخات التجار ولا انات وآهات المواطنين الغلابا،
هذه عدن التي تم التغني بها يوماً من الأيام كعاصمة اقتصادية ويتم التحدث عنها أنها ممكن أن تكون سوقاً حرة نظراً لما تمتلكه من إرث تاريخي في هذا المجال أبان الاحتلال البريطاني (البغيض) وبما لها من موقع مميز للسفن التجارية العملاقة وغير العملاقة،
هذه المناظر وهذه الوضع التي تعيشه عدن منذ سبع سنوات وفي ظل إدارة من فصيلٍ واحد ويحمل توجه سياسي واحد ومشروع انفصالي معلن بدون تردد،
هل هذه الممارسات التعسفية هي شعار وبرنامج الدولة المنشودة المزمع اقامتها او استعادتها؟
هل هذه عدن التي بإمكانها استعادة هيبتها كمشروع اقتصادي ضخم لا نقول لسحب البساط من تحت أقدم جبل علي بل المنافسة فقط؟
من كان لديه جواباً مقنعاً يفيدنا به، ما نراه أنه لن يسحب بساطا ولا مجال للمنافسة بهذه العقليات على الاطلاق، كلما في الأمر أن وجدوا بغيتهم في غياب الدولة وأصبح كلٌ ايده له النهب والبسط على الأراضي واستغلال الوظيفة بأقصى ما يمكن أن تكون فنون الاستغلال،
هذا النموذج المُعاش في عدن صار واضحاً أمام الجميع ويضرب به مثل السوء في المناطق التي تحت سيطرة المليشيات الحوثية وبالتالي تتم المقارنة الظالمة والمجحفة فيقال للمواطن هناك انظر لحال عدن التي يفترض أنها محررة وتحت إمرة الشرعية كيف حالها،
كذلك الأمر الآخر ما يجري في عدن اعطى انطباعاً لدى المواطن في حضرموت على وجه التحديد أن المصير سيكون في حضرموت كحال عدن لو تم تمكين هذا الفصيل من السيطرة عليها، ولهذا قد قيل في الأثر
(أن السعيد من اتعظ بغيره)
وفي الأخير نقول ما سبق وقد قلناه من قبل لو كان هؤلاء القوم يحملون مشروع دولة لما هو الحال كما هو عليه الآن،
خاتمة شعرية:
للشاعر محمود درويش
ذَهَبْنَا إِلَى عَدَنٍ قَبْلَ تَارِيخنَا،
فَوَجَدْنَا اليَمَنْ
حَزِيناً عَلَى امْرئِ القَيْسِ،
يَمْضَغُ قاتا،
وَيَمْحُو الصُّوَرْ.
أَمَا كُنْتَ تُدْرِكُ، يَا صَاحِبِي،
أَنَّنَا لاَحِقَانِ بِقَيْصَرِ هَذَا الزَّمَنْ؟
ذَهَبْنَا إِلَى الفُقَراءِ الفَقِيرَةِ،
نَفْتَحُ نَافِذَةً فِي الحَجَرْ
لَقَدْ حَاصَرَتْنَا القَبَائِلُ، يَا صَاحِبِي،
وَرَمَتْنَا المِحَنْ،
وَلَكِنَّنَا لَمْ نُقَايِضْ رَغِيفَ العَدُوِّ بِخُبزِ الشَّجَرْ
وفي الأيام الماضية انطلقت صرخات أصحاب المحلات التجارية بمديرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن جراء الجبايات المجحفة التي فرضها عليهم مدير عام المديرية منددين بما يرهق كاهلهم وكاهل المواطن بهذه الضرائب الغير قانونية والتي يتم تحصيلها بغير وجه حق، وقيامه بإغلاق محلات من لم يدفع، ولهذا قام البقية بإغلاق المحلات تضامناً مع زملائهم وطالبوا المواطنين بالوقوف الى جانبهم ورفعوا شكواهم الى الغرفة التجارية لعلها يكون لها موقفاُ قوياً ضد هذه البلطجة التي بلغت مداها، وبلغ السيل الزبى بعد أن تفننوا في اختراع مسميات لهذه الضرائب تصل الى المليون ريال شهرياً ومن المضحكات أنهم ايضاً يطالبونهم بمبالغ الزكاة مقدماً للعام القادم،
هذا وضع عدن على مرأى ومسمع من قيادة مجلس القيادة الرئاسي الذي يقطن في قصور المعاشيق مستمتعين بمناظر بحر صيره الخلابة فلهذا لن تصل الى اسماعهم صرخات التجار ولا انات وآهات المواطنين الغلابا،
هذه عدن التي تم التغني بها يوماً من الأيام كعاصمة اقتصادية ويتم التحدث عنها أنها ممكن أن تكون سوقاً حرة نظراً لما تمتلكه من إرث تاريخي في هذا المجال أبان الاحتلال البريطاني (البغيض) وبما لها من موقع مميز للسفن التجارية العملاقة وغير العملاقة،
هذه المناظر وهذه الوضع التي تعيشه عدن منذ سبع سنوات وفي ظل إدارة من فصيلٍ واحد ويحمل توجه سياسي واحد ومشروع انفصالي معلن بدون تردد،
هل هذه الممارسات التعسفية هي شعار وبرنامج الدولة المنشودة المزمع اقامتها او استعادتها؟
هل هذه عدن التي بإمكانها استعادة هيبتها كمشروع اقتصادي ضخم لا نقول لسحب البساط من تحت أقدم جبل علي بل المنافسة فقط؟
من كان لديه جواباً مقنعاً يفيدنا به، ما نراه أنه لن يسحب بساطا ولا مجال للمنافسة بهذه العقليات على الاطلاق، كلما في الأمر أن وجدوا بغيتهم في غياب الدولة وأصبح كلٌ ايده له النهب والبسط على الأراضي واستغلال الوظيفة بأقصى ما يمكن أن تكون فنون الاستغلال،
هذا النموذج المُعاش في عدن صار واضحاً أمام الجميع ويضرب به مثل السوء في المناطق التي تحت سيطرة المليشيات الحوثية وبالتالي تتم المقارنة الظالمة والمجحفة فيقال للمواطن هناك انظر لحال عدن التي يفترض أنها محررة وتحت إمرة الشرعية كيف حالها،
كذلك الأمر الآخر ما يجري في عدن اعطى انطباعاً لدى المواطن في حضرموت على وجه التحديد أن المصير سيكون في حضرموت كحال عدن لو تم تمكين هذا الفصيل من السيطرة عليها، ولهذا قد قيل في الأثر
(أن السعيد من اتعظ بغيره)
وفي الأخير نقول ما سبق وقد قلناه من قبل لو كان هؤلاء القوم يحملون مشروع دولة لما هو الحال كما هو عليه الآن،
خاتمة شعرية:
للشاعر محمود درويش
ذَهَبْنَا إِلَى عَدَنٍ قَبْلَ تَارِيخنَا،
فَوَجَدْنَا اليَمَنْ
حَزِيناً عَلَى امْرئِ القَيْسِ،
يَمْضَغُ قاتا،
وَيَمْحُو الصُّوَرْ.
أَمَا كُنْتَ تُدْرِكُ، يَا صَاحِبِي،
أَنَّنَا لاَحِقَانِ بِقَيْصَرِ هَذَا الزَّمَنْ؟
ذَهَبْنَا إِلَى الفُقَراءِ الفَقِيرَةِ،
نَفْتَحُ نَافِذَةً فِي الحَجَرْ
لَقَدْ حَاصَرَتْنَا القَبَائِلُ، يَا صَاحِبِي،
وَرَمَتْنَا المِحَنْ،
وَلَكِنَّنَا لَمْ نُقَايِضْ رَغِيفَ العَدُوِّ بِخُبزِ الشَّجَرْ