دولة حضرموت 3
في الأسبوعين الماضيين تناولت على عجل نبذة قصيرة من تاريخ حضرموت قديماً وحديثاُ وتوقفت عند الحلم الحضرمي بإقامة دولة خاصة بهم،
تحمل اسمهم وهويتهم، وهذا لا يعني رغبة في انفصال الحضارم عن المشروع الأممي الكبير المتمثل بالأمة الإسلامية الواحدة فقد كانت حضرموت ورجالها جزء من هذا المشروع بدأً من اللحظات الأولى لقيام الدولة الإسلامية التي وضع مداميكها المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام،
والخلفاء الراشدون من بعده ومن جاء من بعدهم من الخلفاء الذين وصلت في عهودهم الدولة الإسلامية شأنا عظيما.
وكذلك تبنّى بعض الحضارم أفكار المشروع القومي العربي في القرن العشرين منخدعين بالشعارات البرّاقة التي رفعت حينها (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) وغيرها من الشعارات التي صُنِعَت خصيصاً لسلخ العرب عن مجموع الأمة الإسلامية الواحدة، ونسوا ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فاذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله)
ولهذا فقد كانت الروح الوحدوية لدى الطليعة الحضرمية في ذلك الوقت وبحسن نيّةٍ لدى البعض هي من سهلت ضم حضرموت للدولة التي قامت عام 1967م تحت مسمى (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) فأصبحت حضرموت المحافظة الخامسة في هذه الجمهورية الوليدة، ثم (الجمهورية اليمنية) بعد تحقيق الوحدة عام 1990م،
وكان لكثير من رجال حضرموت وسياسييها دوراً كبيراً في تثبيت عُرى الوحدة عام 1994م،
وعندما ازدادت الاختلالات في منظومة الحكم وتفشي الفساد وإهمال حضرموت من ابسط مشاريع التنمية وحرمانها من ريع الثروات التي حباها الله في أرضها وبحارها وهي التي ترفد الميزانية العامة للجمهورية اليمنية ب 80% تقريباً من إجماليها،
فقد كان للقيادات الحضرمية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني دوراً كبيراً في الخروج بمشروع اليمن الاتحادي ذو الأقاليم الستة ومنها إقليم حضرموت الذي رأت في هذا المشروع انه انقاذاً لحضرموت خاصةً واليمن عامةً،
ولكن بعد أن وصلت الدولة اليمنية الى منحدر خطير وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من التشرذم والتشظي بعد أن سُلّمت صنعاء لمليشيات انقلابية شُرعِنت باتفاقية السلم والشراكة وهناك من وصف عمران التي سقطت في ايديها مسبقاً بأنها قد عادت الى حضن الدولة، ثم شُرعنت مليشيات أخرى اسقطت عدن وحملت مشروع التقسيم في العلن،
فهل على حضرموت وابنائها العودة الى الوراء الى تلك الحقبة السحيقة التي عانت فيها الأمرين؟
قطعاً هناك مجموعة من أبناء حضرموت تستهوي ذلك المشروع لسببٍ وآخر، لكن الأغلبية لا يقرون لهم بذاك فقد تحركت الأصوات الحضرمية الرافضة لذلك المشروع، وأعلنتها صراحة بأن حضرموت لن تعود لحكم الهضبة في الشمال ولا لحكم هضبة الجنوب،
فلهذا كانت وقفة الجمعة الماضية التي نظمها شباب قبيلة آل كثير في مدينة سيئون وشارك فيها العديد من أبناء حضرموت رافعين العلم الرمزي لحضرموت وخرج الحشد ببيان مهم:
ان حضرموت اليوم عصية على الاقصاء والتهميش اللذان عانت منهما 55 عاماً، وأعلنت للجميع بأن أبناء حضرموت لن يقبلوا بأقل من أن تكون لهم السيادة على أرضهم وثرواتهم وتمكين أبنائهم أمنياً وعسكرياً لحمايتها من جميع الأخطار المحدقة بها،
وكذلك التأييد المطلق لما أجمع عليه الحضارم من مخرجات في مؤتمر حضرموت الجامع وما أجمعت عليه المراجع القبلية وكافة المكونات الحضرمية ومنها العصبة الحضرمية حول حقوق حضرموت وسيادتها.
تحمل اسمهم وهويتهم، وهذا لا يعني رغبة في انفصال الحضارم عن المشروع الأممي الكبير المتمثل بالأمة الإسلامية الواحدة فقد كانت حضرموت ورجالها جزء من هذا المشروع بدأً من اللحظات الأولى لقيام الدولة الإسلامية التي وضع مداميكها المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام،
والخلفاء الراشدون من بعده ومن جاء من بعدهم من الخلفاء الذين وصلت في عهودهم الدولة الإسلامية شأنا عظيما.
وكذلك تبنّى بعض الحضارم أفكار المشروع القومي العربي في القرن العشرين منخدعين بالشعارات البرّاقة التي رفعت حينها (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) وغيرها من الشعارات التي صُنِعَت خصيصاً لسلخ العرب عن مجموع الأمة الإسلامية الواحدة، ونسوا ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فاذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله)
ولهذا فقد كانت الروح الوحدوية لدى الطليعة الحضرمية في ذلك الوقت وبحسن نيّةٍ لدى البعض هي من سهلت ضم حضرموت للدولة التي قامت عام 1967م تحت مسمى (جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) فأصبحت حضرموت المحافظة الخامسة في هذه الجمهورية الوليدة، ثم (الجمهورية اليمنية) بعد تحقيق الوحدة عام 1990م،
وكان لكثير من رجال حضرموت وسياسييها دوراً كبيراً في تثبيت عُرى الوحدة عام 1994م،
وعندما ازدادت الاختلالات في منظومة الحكم وتفشي الفساد وإهمال حضرموت من ابسط مشاريع التنمية وحرمانها من ريع الثروات التي حباها الله في أرضها وبحارها وهي التي ترفد الميزانية العامة للجمهورية اليمنية ب 80% تقريباً من إجماليها،
فقد كان للقيادات الحضرمية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني دوراً كبيراً في الخروج بمشروع اليمن الاتحادي ذو الأقاليم الستة ومنها إقليم حضرموت الذي رأت في هذا المشروع انه انقاذاً لحضرموت خاصةً واليمن عامةً،
ولكن بعد أن وصلت الدولة اليمنية الى منحدر خطير وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من التشرذم والتشظي بعد أن سُلّمت صنعاء لمليشيات انقلابية شُرعِنت باتفاقية السلم والشراكة وهناك من وصف عمران التي سقطت في ايديها مسبقاً بأنها قد عادت الى حضن الدولة، ثم شُرعنت مليشيات أخرى اسقطت عدن وحملت مشروع التقسيم في العلن،
فهل على حضرموت وابنائها العودة الى الوراء الى تلك الحقبة السحيقة التي عانت فيها الأمرين؟
قطعاً هناك مجموعة من أبناء حضرموت تستهوي ذلك المشروع لسببٍ وآخر، لكن الأغلبية لا يقرون لهم بذاك فقد تحركت الأصوات الحضرمية الرافضة لذلك المشروع، وأعلنتها صراحة بأن حضرموت لن تعود لحكم الهضبة في الشمال ولا لحكم هضبة الجنوب،
فلهذا كانت وقفة الجمعة الماضية التي نظمها شباب قبيلة آل كثير في مدينة سيئون وشارك فيها العديد من أبناء حضرموت رافعين العلم الرمزي لحضرموت وخرج الحشد ببيان مهم:
ان حضرموت اليوم عصية على الاقصاء والتهميش اللذان عانت منهما 55 عاماً، وأعلنت للجميع بأن أبناء حضرموت لن يقبلوا بأقل من أن تكون لهم السيادة على أرضهم وثرواتهم وتمكين أبنائهم أمنياً وعسكرياً لحمايتها من جميع الأخطار المحدقة بها،
وكذلك التأييد المطلق لما أجمع عليه الحضارم من مخرجات في مؤتمر حضرموت الجامع وما أجمعت عليه المراجع القبلية وكافة المكونات الحضرمية ومنها العصبة الحضرمية حول حقوق حضرموت وسيادتها.