بعد رحلة معاناة ” عادت سمر للحياة “
يحمل كل منا في داخله الكثير من الأحلام ، والآمال والرغبات .. نحلم بالكثير ..و لكننا نتجمد ، ونتقوقع داخلنا حينما نتخبّط في مرارة الواقع ... عندما نسقط في غياهب المرض .. لاسيما إذا كانت تلك الغياهب مرضا من الأمراض المزمنة النادرة التي تنخر الجسم وتعذّبه عذاباً يفوق الوصف !.
رحلة بنت المملكة التي أطلق عليها ( مريضة الخبر ) من هذا النوع ..رحلة بدأت بمجموعة من الأحلام والطموحات والرغبات لتقف عند محطات مختلفة من الألم والخوف والصدمة واليأس والتفاؤل والفرح ! هي رحلة تلونت بألوان مختلفة ..
سمر ) بنت الخبر التي تفاعل مع حالتها عدد كبير من المغردين عبر إطلاق وسم حمل عبارة “مريضة الخبر تناشدكم العلاج” ..27 عاماً عمرها .. تجربتها المرضية زادتها عمرا .. أم لابنة في الخامسة وطفل آخر عمره سنة واحدة .. عانت من مرض نادر كما شخصه الأطباء وهو ورم خارج من القلب وممتد إلى الرئتين .. نما وتطور إلى إصابتها بالعمى المؤقت لمدة ساعة حجزت بسببه في مستشفى الملك فهد الجامعي تم نقلت لمستشفى الخبر التعليمي .رحلة علاجية تعرضت فيها لمشاعر عدة ، نتيجة لمواقف عدة ..
ولكنها في النهاية تكللت بالنجاح لأنها في مملكة الخير .. مملكة الإنسانية .
حيث تم التجاوب مع حالتها من قبل الفريق الطبي الذي سعى لإخلائها وتشخيص حالتها بعد معاناة ومحاولات في العمليات لفهم نوع الورم وطريقه علاجه وتلقت العلاج الكيماوي والإشعاعي لتبدأ حالتها في التحسن والتنفس الطبيعي وممارسه حياتها نوعاً ما ولكن كانت تنتابها مضاعفات بسبب تعرضها للعلاجات القاسية .. مما أدى بها إلى طلب العلاج بالخارج وتحديداً بالولايات المتحدة الأمريكية . واستجابت الدولة .. حيث أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود أيدهما الله بسرعة التجاوب والعلاج الفوري على نفقة المملكة .
وباهتمام وعناية من صاحب السمو الملكي أمير منطقه عسير الأمير تركي بن طلال حفظه الله تم تذليل كافة الصعاب التي عرقلت سفرها بسبب جائحة كورونا ..
ليتجاوب معها سريعاً فتم استخراج التأشيرة وسافرت بعد متابعة مستمرة من المكتب الخاص لسموه الكريم .. وتوجهت إلى الولايات المتحدة .. وهناك أخبروها بأن خطة علاجها بالمملكة كانت ناجحة جداً وأن المستشفى الذي كانت تعالج به يمتلك خبرات عظيمة في علاج حالتها التي تعتبر نادرة جداً . فعادت للوطن ..
عادت سمر لوطنها وفِي داخلها فرح بما حظيت به من اهتمام الدولة بها .. وفرح بما وصل إليه وطنها من مستوى صحي عالٍ ،لتعيش حالياً حياة عادية تمامًا في المملكة كأم تعتني بأبنائها وبيتها وحياتها الخاصة وتقوم بشكل دوري بالفحوصات الطبية الروتينية وطمأنها الأطباء بأنها لا تزال في مرحلة العلاج وعليهم متابعة حالتها متابعةً دقيقة وأن تتم عمليات الفحص والتحاليل والأشعة بشكل دائم على أيدي خبراء في ذلك المرض .
أكدت سمر أن مرضها النادر كان لا يؤرقها حيث أن الإيمان بالله يجعل المرض برداً وسلاماً وتعتبر نفسها في حرب مفتوحة مع المرض .. و أرادت أن تسجل كلمة شكر لهذا الوطن المعطاء وقيادته الكريمة ولكل من ساندها ووقف بجانبها ..
كما أحبت أن تنثر الفرح والتفاؤل في داخل جميع المرضى ليتسموا برباطة الجأش والتفاؤل ليتقبلوا المرض ويتعاملون معه بإيمان القبول بقدر الله وقوة العزيمة والثبات ، وبروح جديدة مليئة بالتفاؤل .هي في كفاحها وصبرها تبعث برسالة لمرضى السرطان تقول فيها : دوما هناك أمل فلا تيأسوا "إن بعد العسر يسراً" و ذلك بعد أن بدأت بداية جديدة وولدت من جديد بجسم وخلايا جديدة خالية من السرطانات بإذن الله ..
سمر قصة ونموذج لنماذج كثيرة كان لها رحلة جهاد مع المرض .. تحت ظل الإيمان والأمل في الله ..قصة تؤكد أن لا يأس من الله .. ولا يأس مع الحياة ..ولا يأس في مملكة التكافل والتضافر والتعاون .. مملكة الإنسانية .