التقلب المناخي أرث قديم دونه التاريخ
ذكر التقرير التاريخي للأمم المتحدة " إن الاحتباس الحراري يمكن أن يجعل أجزاء من العالم غير صالحة للسكن".
وقد وصف زعماء العالم بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التقرير بأنه جرس إنذار للعالم.
وفي الحقيقة أن التغير المناخي ليس أمراً جديداً على المنطقة العربية خاصة فقد كانت شبه الجزيرة العربية واليمن عبارة عن مجموعة من البراكين الثائرة مثل بركان النار الذي كان ثائراً في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبركان ضروان في اليمن وهو الأشهر في عصر الجاهلية بسبب ثورانه الكبير الذي لا يخفى على الناس آنذاك ولأن الطبيعة ليست ثابتة والمناخ يتغير اختفت أغلب تلك البراكين وتركت اثارها حتى اليوم ولم يبق منها سوى العيون الحارة لتسجل شهادتها على أن المنطقة كانت ذات يوم منطقة بركانية.
وفي عهد ليس بالبعيد قام الرحالة الإنجليزي بير ترام توماس برحلة اجتاز فيها رمال الربع الخالي في عام 1931 في 58 يوماً واكتشف المدعو بير ترام بحيرة صغيرة من المياه المالحة وبقايا لحيوانات وآثار تدل على أن البشر استوطنوا هذه المنطقة قديماً حسبما ذكره في مذكراته وتقاريره المصورة.
الأمر الذي دفع العلماء والمختصين إلى دراسة هذه الآثار والاكتشافات وبالأخص المياه المالحة في هذه المنطقة الصحراوية وتوصلوا بعد ذلك إلى أن هذه المنطقة كانت في يوم من الأيام منطقة ساحلية وفيها عدد لا يستهان به من المياه العذبة التي جذبت السكان إلى العيش فيها ولكنها بفعل التغيرات المناخية فقدت الكثير من خصائصها الطبيعية وانحسرت مياه البحر فيها حيث نضبت المياه العذبة إلى أن أصبحت صحراء قاحلة.
فمثل هذه الاكتشافات والسجلات التاريخية القديمة التي دونها العلماء العرب وغيرهم من الرحالة الغربيين دليل على أهمية دراسة الطبيعة ومراقبة المناخ.
ولذلك نجد أن الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتاب البداية والنهاية كلما انتهى من الحديث عن عام من الأعوام لابد أن يعطي وصفاً دقيقاً للظواهر الطبيعة والتغير المناخي الذي حدث في ذلك العام إن وجد ولذلك علينا أن نقتدي بعلمائنا الأوائل ونواكب علماء هذا العصر في دراسة التغير المناخي الذي يمر به العالم، وننشر الوعي في مجتمعنا حيال هذه الظاهرة.
ولعل ما تقوم به الدولة ممثلة في وزارة البيئة والمراكز التابعة لها يستحق الثناء والتي تسعى لتحقيق رؤية ولى العهد التي تُهيء الإمكانات لمواجهة المناخ بكل الوسائل وتخفيف التغيير البيولوجي المتوقع طبيعيا والإصرار على المحافظة على مواجهة الاحتباس الحراري بكل الوسائل.