صفير البطاريات
في الأسبوع الماضي كتبت عن كثرة أسراب الغربان التي غزت مدينة المكلا حتى تذكرت بيتاً شعرياً لشاعر حضرموت حسين المحضار:
يا حصن مولى البناقل محلى ركونك
خيفان بعد الزوامل ينعق عليك الغراب
وما تشكله اسراب الغربان إضافة منغصة لكثير من المنغصات التي يكتوي بها المواطن بدأً بسوء الخدمات في معظم القطاعات الى غلاء المعيشة المتفشي،
وتأتي معضلة الكهرباء وفقدها الدائم في أحياء الغلابا على وجه التحديد كأهم معضلة تعيشها مدينة المكلا وكل مدن ساحل حضرموت، فاستعان المقتدرون وأصحاب المنطقة الخضراء بمولدات خاصة تغنيهم عن الإطفاء المتكرر بالساعات الطوال وعاد البسطاء وبالذات في الفترات المسائية الى وسائل تقليدية قديمة كالإنارة بالشموع او الفوانيس المندثرة، وفجأة ظهرت في الأسواق بطاريات يتم شحنها بالتيار الكهربائي فتُغطي على الأقل انارة ومرواح بعض غرف البيت حتى تتم عودة التيار الكهربائي بأمان فتتم إعادة الشحن للبطارية من جديد، وسعرها معقول الى حدٍ ما ولهذا اقتناها معظم المواطنين،
ولكن بعدما استقرت إدارة الكهرباء بتحديد برنامج الطفي ساعتين بساعتين فساعتي الطفي تكون كاملة في العادة وغير منقوصة والأغلب انها تتضاعف فبالتالي طاقة البطارية لا تستوعب هذا ناهيك ان ساعتين لا تكفي لشحنها، فبعد مضي ساعة أو أقل تبدأ صفارة الإنذار للبطارية فيسارع الجميع بتخفيف الحمل بإطفاء بعض الإضاءة ويعاود الصفير ثانية بعد ربع ساعة أو أقل فيتم إطفاء ما تبقى من إضاءة ويتجمع الجميع في غرفة واحدة لينعموا ببعض الضوء وببعض هواء مروحة السقف، حتى تأتي صفارة الإنذار الأخيرة لتشعر الجميع أن مخزونها قد أنتهى وعليهم أن يستمتعوا بفوائد الظلام الدامس ليتعايشوا معه ومع طنين أسراب البعوض التي تبحث عن الظلام لتكثر لسعاتها في أجساد الصغار والكبار وتمتص بعضاً من دمائهم،
هذا هو الحال الذي يعيشه معظم أبناء ساحل حضرموت وعاصمتها المكلا بصفة خاصة، فعندما عنونت مقال الأسبوع الماضي (نعيق الغربان في المكلا) قلت لكم سيكون هذا الأسبوع عن صوت صفير البلابل وما أردت بذلك الا صوت صفير البطاريات فالبلابل قلّما تكون موجودة في مدينة كالمكلا تنقصها الحدائق الغناء والمساحات الخضراء التي لم يفكر بها المهندسون وإن وجدت وخططت ووثقت بعض المساحات كحدائق عامة ومتنفس للمواطنين البسطاء أهداها القائمون على إدارة المحافظة بكرمهم الحاتمي لبعض الأثرياء ليقيموا قصورهم الفارهة عليها بينما كان بإمكانهم أن يبنوا تلك القصور بعيداً عن أنين الفقراء والمساكين في المساحات الشاسعة التي أعطيت لهم ايضاً وبالمجان والتي ربما تعادل مساحة دولة من بعض الدول المعروفة،
وبالتالي لم نسمع صوت صفير البلبل المهيج لقلب الثمل كما قال الأصمعي بل هو صوت صفير البطاريات الكهربائية والتي تنذر في الوقت نفسه بخراب أحد الأجهزة الكهربائية المنزلية (ثلاجة، غسالة، مكيف) وغيرها من الأجهزة والتي لا يمتلكها معظم المواطنين إلا بشق الانفس،
وستظل قضية الكهرباء من القضايا المؤرقة للمواطن وخاصة أنه قد ملّ من الوعود الفارغة التي تذهب أدراج الرياح مثل ذلك الوعد المثير بتشغيل الكهرباء بالطاقة النووية من الرئيس الأسبق علي صالح،
وكذلك تلك البشرى التي نقلها محافظ حضرموت منذ عدة سنوات وبثتها بعض قنوات التلفزة عن انشاء محطة كهربائية لساحل حضرموت طاقتها مائة ميقا وات هدية من حاكمٍ خليجي ومعها مائة مليون دولار لزوم التحسينات، ولا ندري هل مازال الوعد قائماً؟!
أم نُفِذَ الشق الثاني فقط؟
ليستهلك ضمن عقود الطاقة المشتراة التي فعلت الأفاعيل بالمواطن قبل مُدّخرات حصة مبيعات النفط؟!
خاتمة:
ليلة الثلاثاء الماضي منتخب الشباب اليمني يضئُ شعلة الأمل في ليل اليمن الحالك السواد فأدخل الفرحة في قلوب الملايين بأهدافه الثلاثة وكان بالإمكان ان تكون مضاعفة لو استخدم الحكم نصّ القانون لكن يبدو أن بريق الرز وغياب الفار يلعب بالضمائر والأبصار،
تهانينا لرئيس اتحاد كرة القدم الشيخ احمد العيسي ولوزير الشباب والرياضة نايف البكري ولكل صُنّاع الفرح في زمن المآسي والآلام.
يا حصن مولى البناقل محلى ركونك
خيفان بعد الزوامل ينعق عليك الغراب
وما تشكله اسراب الغربان إضافة منغصة لكثير من المنغصات التي يكتوي بها المواطن بدأً بسوء الخدمات في معظم القطاعات الى غلاء المعيشة المتفشي،
وتأتي معضلة الكهرباء وفقدها الدائم في أحياء الغلابا على وجه التحديد كأهم معضلة تعيشها مدينة المكلا وكل مدن ساحل حضرموت، فاستعان المقتدرون وأصحاب المنطقة الخضراء بمولدات خاصة تغنيهم عن الإطفاء المتكرر بالساعات الطوال وعاد البسطاء وبالذات في الفترات المسائية الى وسائل تقليدية قديمة كالإنارة بالشموع او الفوانيس المندثرة، وفجأة ظهرت في الأسواق بطاريات يتم شحنها بالتيار الكهربائي فتُغطي على الأقل انارة ومرواح بعض غرف البيت حتى تتم عودة التيار الكهربائي بأمان فتتم إعادة الشحن للبطارية من جديد، وسعرها معقول الى حدٍ ما ولهذا اقتناها معظم المواطنين،
ولكن بعدما استقرت إدارة الكهرباء بتحديد برنامج الطفي ساعتين بساعتين فساعتي الطفي تكون كاملة في العادة وغير منقوصة والأغلب انها تتضاعف فبالتالي طاقة البطارية لا تستوعب هذا ناهيك ان ساعتين لا تكفي لشحنها، فبعد مضي ساعة أو أقل تبدأ صفارة الإنذار للبطارية فيسارع الجميع بتخفيف الحمل بإطفاء بعض الإضاءة ويعاود الصفير ثانية بعد ربع ساعة أو أقل فيتم إطفاء ما تبقى من إضاءة ويتجمع الجميع في غرفة واحدة لينعموا ببعض الضوء وببعض هواء مروحة السقف، حتى تأتي صفارة الإنذار الأخيرة لتشعر الجميع أن مخزونها قد أنتهى وعليهم أن يستمتعوا بفوائد الظلام الدامس ليتعايشوا معه ومع طنين أسراب البعوض التي تبحث عن الظلام لتكثر لسعاتها في أجساد الصغار والكبار وتمتص بعضاً من دمائهم،
هذا هو الحال الذي يعيشه معظم أبناء ساحل حضرموت وعاصمتها المكلا بصفة خاصة، فعندما عنونت مقال الأسبوع الماضي (نعيق الغربان في المكلا) قلت لكم سيكون هذا الأسبوع عن صوت صفير البلابل وما أردت بذلك الا صوت صفير البطاريات فالبلابل قلّما تكون موجودة في مدينة كالمكلا تنقصها الحدائق الغناء والمساحات الخضراء التي لم يفكر بها المهندسون وإن وجدت وخططت ووثقت بعض المساحات كحدائق عامة ومتنفس للمواطنين البسطاء أهداها القائمون على إدارة المحافظة بكرمهم الحاتمي لبعض الأثرياء ليقيموا قصورهم الفارهة عليها بينما كان بإمكانهم أن يبنوا تلك القصور بعيداً عن أنين الفقراء والمساكين في المساحات الشاسعة التي أعطيت لهم ايضاً وبالمجان والتي ربما تعادل مساحة دولة من بعض الدول المعروفة،
وبالتالي لم نسمع صوت صفير البلبل المهيج لقلب الثمل كما قال الأصمعي بل هو صوت صفير البطاريات الكهربائية والتي تنذر في الوقت نفسه بخراب أحد الأجهزة الكهربائية المنزلية (ثلاجة، غسالة، مكيف) وغيرها من الأجهزة والتي لا يمتلكها معظم المواطنين إلا بشق الانفس،
وستظل قضية الكهرباء من القضايا المؤرقة للمواطن وخاصة أنه قد ملّ من الوعود الفارغة التي تذهب أدراج الرياح مثل ذلك الوعد المثير بتشغيل الكهرباء بالطاقة النووية من الرئيس الأسبق علي صالح،
وكذلك تلك البشرى التي نقلها محافظ حضرموت منذ عدة سنوات وبثتها بعض قنوات التلفزة عن انشاء محطة كهربائية لساحل حضرموت طاقتها مائة ميقا وات هدية من حاكمٍ خليجي ومعها مائة مليون دولار لزوم التحسينات، ولا ندري هل مازال الوعد قائماً؟!
أم نُفِذَ الشق الثاني فقط؟
ليستهلك ضمن عقود الطاقة المشتراة التي فعلت الأفاعيل بالمواطن قبل مُدّخرات حصة مبيعات النفط؟!
خاتمة:
ليلة الثلاثاء الماضي منتخب الشباب اليمني يضئُ شعلة الأمل في ليل اليمن الحالك السواد فأدخل الفرحة في قلوب الملايين بأهدافه الثلاثة وكان بالإمكان ان تكون مضاعفة لو استخدم الحكم نصّ القانون لكن يبدو أن بريق الرز وغياب الفار يلعب بالضمائر والأبصار،
تهانينا لرئيس اتحاد كرة القدم الشيخ احمد العيسي ولوزير الشباب والرياضة نايف البكري ولكل صُنّاع الفرح في زمن المآسي والآلام.