اتحـــــاد جِــدّه والحالة اليمنية
وأخيراً تم إسدال الستار مساء الاثنين الماضي على ختام أطول وأقوى وأغلى دوري رياضي عربي الذي تصدّر ترتيبه نادي اتحاد جدة منذ اسبوعه الرابع وحتى الأمتار الأخيرة منه وبفارق نقطي مريح وكان بالإمكان أن يكون الختام أفضل مما كان ولكن...
واتحاد جده كما هو معروف أول نادي في المملكة من حيث التأسيس فما هي إلاّ أربع سنوات ويكمل قرناً من الزمان،
تاريخ مليء بالإنجازات والانتصارات وايضاً الإخفاقات والانكسارات في بعض مراحل تاريخه،
وبلغت شهرته ومشجعيه او بالأصح عشاقه معظم الأقطار العربية ومنها اليمن بشكل عام وحضرموت على وجه الخصوص سواء في أوساط الجالية اليمنية في المملكة او في مدن وقرى وأودية حضرموت وجبالها فأين ما تذهب تجد اسم الاتحاد على هذا المحل او ذاك المتجر وتجد أنديةً وفرق رياضية في معظم مديريات حضرموت تحمل اسم الاتحاد وتلبس شعاره وتتغنى بأهازيج صالح القرني المعروفة أثناء مبارياتها،
وحتى ان الدكتور الأكاديمي المعروف نجيب الزامل رحمه الله وهو يتحدث في ندوة عن تاريخ الحضارم وبعد أن ذكر جملة من الصفات والمميزات عنهم، فقال وتجد معظمهم يشجعون الاتحاد.
وكانت مرحلة العقد الأخير هي أسوأ المراحل في تاريخ الاتحاد حيث ابتعد فيها عن منصات التتويج المحلية والآسيوية بسبب إخفاقات وفشل اداري ذريع لم يقدر مكانة واصالة وعراقة النادي، وهي نفس المرحلة تقريباً التي دخلت فيها اليمن في النفق المظلم،
وقد تفاءلت خيراً بعد النجاحات التي حققتها إدارة أنمار الحائلي الأخيرة التي انتشلت الاتحاد من الضياع وأعادت للنادي هيبته وأعادته الى مسار الانتصارات من خلال تغيير شبه جذري سواءً في اللاعبين او الجهاز التدريبي والإداري بشكل عام وكادوا أن يحصدوا ثمار ونتاج عملهم لولا بعض التفاصيل الطفيفة التي كمُنَت خلالها بعض الأخطاء، وقطعاً من يعمل سيخطي وهو أمرٌ وارد وأهم شيء كيف تصحح او تتلافى هذه الأخطاء لاحقاً لتعود الابتسامة وتعم الأفراح جماهيرهم العريضة،
ومصدر التفاؤل من استعراض شيئاً من الشأن الاتحادي هو أننا في اليمن دخلنا مرحلة جديدة وإدارة جديدة لمرحلة قادمة مباركة ومدعومة من دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية مهمتها انقاذ اليمن وانتشاله من الوضع المزري الذي وصل اليه ارضاً وانساناً،
والنجاح قطعاً سيتحقق لكن بوجود المخلصين حقيقة من يتفانى منهم لأجل وطنه لأجل تاريخه ومستقبله، ولنعد للحالة الاتحادية ولمشهد حالة الحزن والبكاء التي ذرفتها أعين بعض اللاعبين الذين عشقوا الاتحاد حتى وإن كانوا مجرد محترفين ومن دولٍ بعيدة مثل قروهي ورومارينهو البرازيليين و حجازي المصري وحمد الله المغربي ولربما هناك لاعبين آخرين كانوا مقصرين في أدائهم فلم يحترموا الشعار الذي يلبسونه وربما لم ينتابهم ذلك الشعور بالحسرة والألم والحزن كما حصل مع قروهي وروما وحمد الله وحتى كريم الأحمدي المغربي الهولندي وهو الذي قد ترك الاتحاد لإصابة بليغة لحقت به قطعاً عاش ليلة كئيبة على الرغم من بعده.
وهنا اعود للواقع اليمني وأعقد مقارنة بين شباب يقدمون ارواحهم رخيصة فداءً لدينهم ووطنهم
وهناك جرحى لا يجدوا من يتكفل بعلاجهم،
بينما أبناء وأحفاد كثير من المسؤولين والمؤلفة كروشهم يتسكعون في فنادق وملاهي القاهرة وإسطنبول ودبي وعمّان، ولا يدرون أن كان المنتخب اليمني لعب في التصفيات الآسيوية في منغوليا وعاد بثلاث هزائم ومنتخب الناشئين محقق أول بطولة لليمن قبل عام واحد عاد هو الآخر من عمّان وخرج من التصفيات بهزيمتين ولم يتأهل للدور الثاني، ناهيك أن يعلموا بما يجري من معارك في أرض اليمن وبغلاء فاحش وبطالة لا حدود لها ومناطق تكتوي بحرارة هذا الصيف ولا يستمر لديهم التيار الكهربائي لساعتين متواصلة،
هل سندرك معنى هذه المقارنات؟ ومعنى العشق للأرض وللكيانات؟
ارجو ذلك متمنياً أن يخرج الوطن والمواطن اليمني من كل أزماته.
خاتمة شعرية:
للشاعر الكويتي عطالله فرحان العنزي
في كل دوله لك ميول ومودّة
وفي كل ديـره لك طريق وعناوين
واتحاد جده كما هو معروف أول نادي في المملكة من حيث التأسيس فما هي إلاّ أربع سنوات ويكمل قرناً من الزمان،
تاريخ مليء بالإنجازات والانتصارات وايضاً الإخفاقات والانكسارات في بعض مراحل تاريخه،
وبلغت شهرته ومشجعيه او بالأصح عشاقه معظم الأقطار العربية ومنها اليمن بشكل عام وحضرموت على وجه الخصوص سواء في أوساط الجالية اليمنية في المملكة او في مدن وقرى وأودية حضرموت وجبالها فأين ما تذهب تجد اسم الاتحاد على هذا المحل او ذاك المتجر وتجد أنديةً وفرق رياضية في معظم مديريات حضرموت تحمل اسم الاتحاد وتلبس شعاره وتتغنى بأهازيج صالح القرني المعروفة أثناء مبارياتها،
وحتى ان الدكتور الأكاديمي المعروف نجيب الزامل رحمه الله وهو يتحدث في ندوة عن تاريخ الحضارم وبعد أن ذكر جملة من الصفات والمميزات عنهم، فقال وتجد معظمهم يشجعون الاتحاد.
وكانت مرحلة العقد الأخير هي أسوأ المراحل في تاريخ الاتحاد حيث ابتعد فيها عن منصات التتويج المحلية والآسيوية بسبب إخفاقات وفشل اداري ذريع لم يقدر مكانة واصالة وعراقة النادي، وهي نفس المرحلة تقريباً التي دخلت فيها اليمن في النفق المظلم،
وقد تفاءلت خيراً بعد النجاحات التي حققتها إدارة أنمار الحائلي الأخيرة التي انتشلت الاتحاد من الضياع وأعادت للنادي هيبته وأعادته الى مسار الانتصارات من خلال تغيير شبه جذري سواءً في اللاعبين او الجهاز التدريبي والإداري بشكل عام وكادوا أن يحصدوا ثمار ونتاج عملهم لولا بعض التفاصيل الطفيفة التي كمُنَت خلالها بعض الأخطاء، وقطعاً من يعمل سيخطي وهو أمرٌ وارد وأهم شيء كيف تصحح او تتلافى هذه الأخطاء لاحقاً لتعود الابتسامة وتعم الأفراح جماهيرهم العريضة،
ومصدر التفاؤل من استعراض شيئاً من الشأن الاتحادي هو أننا في اليمن دخلنا مرحلة جديدة وإدارة جديدة لمرحلة قادمة مباركة ومدعومة من دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية مهمتها انقاذ اليمن وانتشاله من الوضع المزري الذي وصل اليه ارضاً وانساناً،
والنجاح قطعاً سيتحقق لكن بوجود المخلصين حقيقة من يتفانى منهم لأجل وطنه لأجل تاريخه ومستقبله، ولنعد للحالة الاتحادية ولمشهد حالة الحزن والبكاء التي ذرفتها أعين بعض اللاعبين الذين عشقوا الاتحاد حتى وإن كانوا مجرد محترفين ومن دولٍ بعيدة مثل قروهي ورومارينهو البرازيليين و حجازي المصري وحمد الله المغربي ولربما هناك لاعبين آخرين كانوا مقصرين في أدائهم فلم يحترموا الشعار الذي يلبسونه وربما لم ينتابهم ذلك الشعور بالحسرة والألم والحزن كما حصل مع قروهي وروما وحمد الله وحتى كريم الأحمدي المغربي الهولندي وهو الذي قد ترك الاتحاد لإصابة بليغة لحقت به قطعاً عاش ليلة كئيبة على الرغم من بعده.
وهنا اعود للواقع اليمني وأعقد مقارنة بين شباب يقدمون ارواحهم رخيصة فداءً لدينهم ووطنهم
وهناك جرحى لا يجدوا من يتكفل بعلاجهم،
بينما أبناء وأحفاد كثير من المسؤولين والمؤلفة كروشهم يتسكعون في فنادق وملاهي القاهرة وإسطنبول ودبي وعمّان، ولا يدرون أن كان المنتخب اليمني لعب في التصفيات الآسيوية في منغوليا وعاد بثلاث هزائم ومنتخب الناشئين محقق أول بطولة لليمن قبل عام واحد عاد هو الآخر من عمّان وخرج من التصفيات بهزيمتين ولم يتأهل للدور الثاني، ناهيك أن يعلموا بما يجري من معارك في أرض اليمن وبغلاء فاحش وبطالة لا حدود لها ومناطق تكتوي بحرارة هذا الصيف ولا يستمر لديهم التيار الكهربائي لساعتين متواصلة،
هل سندرك معنى هذه المقارنات؟ ومعنى العشق للأرض وللكيانات؟
ارجو ذلك متمنياً أن يخرج الوطن والمواطن اليمني من كل أزماته.
خاتمة شعرية:
للشاعر الكويتي عطالله فرحان العنزي
في كل دوله لك ميول ومودّة
وفي كل ديـره لك طريق وعناوين