الدارُ المَكيّةُ بجدة/سامي عَنقاوي
صَمّمَ الدارَ و شيّدَها د.م. سامي محسن عَنقاوي؛ و استغرق بناؤها اكثر من 10 سنوات، و صارت قطعةً معمارية فاذّةَ في ثلاثة طوابق متعددة الملامحِ فائقة التميُّز، مفعمةً بسِمات التراث. و تقع الى الغرب من طريق 'الملك'(عبدالعزيز) بجدة، إلى الجنوب من قصر الملك سلمان)، و الى الشرق منها -على الطريق العام- يقعُ بُرجُ سعود بن فهدٍ (ذو جدار الشاشات الإعلانية، الواقع على تقاطع طريق الملك و شارع عبدالله عبدالجبار.)
و اصبحت 'المكيّة' مزاراً مَعلماً ثقافياً/فنياً/سياحياً قصَدَه الزوارَ وفوداً و أفراداً.. شملت الرئيس الأمريكي جِمي كارتر.
و كان سامي قد حصل على البكالوريوس في 1971م، بجامعة مدينة ارلنگتُن، بولاية تكساس بأمريكا؛ ثم التقينا مع بدءه الماجستير بجامعة تكساس في أوستن، في السنة التالية لبدئي مرحلة الدكتوراه.
في أوستن، تكساس، امريكا وُلِدِت محفوظتُه لَنا Lana، و قمتُ أنا بمهمةِ تسمِيتها في شقتهم. و شملت مراسم ذلك رفعيَ (الأذان) عند أُذنها اليمنى؛ و (الإقامة) عند أذنها اليسرى. و كان من المدعوين عدنان اليافي و محمد عثمان الصالح؛ و ذلك في شقة سامي و أميرة في مبنىً يقع على نفس شارعه مَسكني و زوجتي (في سكن الطلاب الجامعيين): على شارع 'ليك اوستن بوليڤارد:' Lake Austin Boulevard.
[بعد بلوغ الإبنة (لنا) مرحلة اليفاعة، قام بخَطَبتها د.وليد أحمد فتيحي.]
و اذكرُ من زملاء الدراسة في تلك الفترة: د.عدنان بَديع اليافي؛ المرحوم د.عبدالله ابراهيم السّياري؛ يعرب محمدسعيد دَفتردار؛ عبدالرحمان محمد ساعاتي؛ احمد عثمان ثابت؛ و من البحرين د.عبداللطيف جاسم كانو.
و لقد تأثّرَ سامي في فكره و فنه في تلك الأيام بموجة التنوير و الأريحية و الانفتاح المتفاعل مع عقد الستينيات الفَوّار.
أمّا في تشييده الصرح المعماري الثقافي (الدار المكية)، فقد التزم بالموثرات التراثية بعمق.. و مع الحرص على الجوانب العملية الحديثة؛ و شاركتْ في ذلك زوجتُه المصون فنانة التصميم الداخلي الأستاذة أميرة مَشّاط، ثم ابنُهما المهندس/احمد.
و 'المكيّة' هي منزل و مسكن المهندس سامي و عائلته؛ إلاّ أنه منذ 2000م قَرّر فتحها للناس، و مضت في عقد فعاليات مميَّزة؛ و استمرّت كملتقى ثقافي قدّمَ فيه ذات مرة صاحبُ الدار محاضرةً عن 'التوازن و الميزان' في العيش و الفكر و حياة الإنسان.. و مردود ذلك على المسكن و التعامل البشري بين البيئة و السكان.
و منذ عودتي من البحرين في 2005م، حضرتُ عدداً من فعاليات 'المكية'، كان منها: عرضٌ و تعريفٌ بكتاب "بنات الرياض" للكاتبة رجاء الصانع؛ و كتاب عبدالله الثابت، "الإرهابي 20". كما كانت ذات مرة أمسيةٌ موسيقية قدّمت عزفاً مشتركاً بين فرقةِ (جاز) قدِمَت من نيويورك فكانت معزوفةً نادرة مشتركة مع شبابٍ جَدَادوَة ساهموا بـ(حجاز كار)؛ و لُقّبَتِ الحفلة بإسم (جاز و حجاز).
و استمرت فعاليات (المكيّة) لحوالي عشر سنوات حتى إنبلاج 2011م! و قد داوَمَ على الحضورَ و المشاركة عددٌ من الاعلاميين و الكُتاب شمل سمو الأميرة بسمة بنت سعود، و كان لها عمودٌ في صحيفة (المدينة).
و اشتملت أعمال د.سامي المعمارية على: 1.إعادة 'بيت الشافعي' في حي المظلوم بجدة؛ 2. إعادة تعمير بيتٍ اقتناه المرحوم احمدزكي يماني، 'باب.الحرم' في حارة الباب بمكةالمكرمة؛ 3.الدار المكيّة، في حي الشاطئ بجدة؛ 4. گاليري المُنتدَى، في حي المظلوم بجدة (بأسلوب المرحوم المعماري المصري حسن فتحي)؛ 5.المركز الطبي الدولي، مشفى فتيحي، IMC، على ش.حائل بجدة؛ 6.المركز الاسلامي في بوسطن، أمريكا؛ فضلاً عن: 7. (مركز ابحاث الحج) الذي كان بجدة تابعاً لجامعة الملك عبدالعزيز منذ 1975م و حتى انتقال جهازه الى جامعة أم القرى في 1983مِ.
*و مؤخراً، في هذا الشهر، يونية، 2022م، قام محررو مجلة الأزياء و الفنون و الجمال: ڤوگ.العربية Vogue.Arabia بِنشر مقالة ضافية عن (المكيّة) شملت 10 صور مختارة خلاّبة.
https://en.vogue.me/culture/al-makki...-rare-pictures/