المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عن د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عميدسابق بجامعة البترول.

الموسيقى غذاءُ الروح

البارحة، و مع حلول اليوم العالمي للموسيقى، اقيمت بجامعة الاعمال و التقنية/UBT (رئيسها د.عبدالله صادق دحلان)، أمسية موسيقية جميلة بإسهام متكامل من القنصلية الفرنسية بجدة.
قبل 37عاماً، لمّا كانت ابنتي دالية في سن الخامسة، انتظمت في برنامج لتعلم رقص الباليه؛ و في معهد آخر لتعلم الموسيقى، و تخصصت في الپيانو)، في مركز تعليم الموسيقى، بحارة أم.الحصَم؛ و ذلك أثناء إقامتي السعيدة في البحرين 'الشغيغة'. (و قامت الأستاذة الفنانة سناء يونس -سعودية متزوجة من بحريني- بإجراء مقابلة على تلڤاز البحرين مع دالية و هي تعزف مقطوعة جميلة على الپيانو.
إنّ الموسيقى لونٌٌ من التعبير الإنساني، يتمّ التعبير به عن خلجات القلب المتألم الحزين؛ و كذلك عن النفس المرحة المرتاحة. و فيها يأتي المرء بالانفعالات التعبيرية المتناسقة، فيحسُّ معها بمرهف الأحاسيس؛ و يتفاعل معها سماعياً و وجدانياً و فكرياً، إحساساً متجاوباً و عميقا.
كما تساهم الموسيقى إسهاماً فعالاً في تبادل التآخي الثقافي الحضاري و توثيق الصِّلات و تقوية عرى الصداقة و المودة و تسهيل التعاون و التقارب بين الناس.
فالموسيقى ليست مجرد أنغام، بل إنها عالمٌ غنيٌ و متعددَ الأبعاد؛ فبها يمكن الأطفال (و الكبار) أن يتعلموا مساعدة الآخرين و التعاون معهم، بما يسهل التعامل و تنمية اواصر المحبة.
و معروفٌ أثرُ الموسيقى على النباتات و انتعاشها و زيادة رونقها؛ و في التعالج في المستشفيات و المصحات؛ و كذلك أثرها الواضح على نفسية الحيوانات. و كان الفنان العالمي اسلام يوسف/Cat Stevens قد قال: إن الموسيقى هي معشوقتي التي تمنحني الهواء الذي أستنشقه، و هي غذاء التواصل و الإتساق الروحاني مع نفسي. و هو و معه الفنان (سامي يوسف) نموذجان شرقيان لامعان في مجال الإبداع و العطاء لإمكان تخريجِ أجيال و أجيال من براعم بني الشرق.
و الموسيقار الواعد أنمار الرفاعي نبغ حينما كان طالباً في الثانوية؛ لم يعرف عناصر السُّلم الموسيقي، لكنه بعد بذل الجهد أصبح ألأحسن في الخليج حينما فاز على 45 متقدماً في مسابقات عُقدت في مدرسة (سانت كريستوفر) بالبحرين، شارك فيها عدد من المتنافسين من دول الخليج؛ و نال فيها أنمار الجائزة الذهبية!
فالموسيقى، و بخاصة الموسيقى الراقية، تساهمُ في علو الروح. و هي وسيلة فاعلة اجتماعية و تربوية تساهم في عمليات التفاهم و في تنمية الحس الشخصي؛ و تعمل على إدخال البهجة على النفوس و في تجميل العالم من حولنا؛ أو كما قالت فيروز: أعطني الناي و غني.. فالغِنا سرُّ الوجود! كما شدت أم كلثوم: 'المَغنى حياةُ الروح؛ يسمعه العليل يشفيه!
 0  0  12.2K