المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 26 أبريل 2024
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عن د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عميدسابق بجامعة البترول.

حاجتُنا لتنظيمٍ مُتكاملٍ للأُسرة Family Planning

فكرةُ تنظيمِ و إعادة هيكلة الأسرة آنَ أوانُها مُنذ امدٍ طويل؛ و ذلك مع تزايد تعقيدات الحياة، و تآكلِ البيئة و التصحر، و تعاظمِ المصروفات المنزلية و العامة و التفاقم السكاني.
**و من أساسات تنظيم الأسرة عندنا الحرصُ على تلبية الدعوة الحكومية المباركة، المُعبّر عنها مؤخراً في ربيع هذا العام 2022م، فقالت بتوجيه الناس للعمل على تخفيف التزاحم السكاني و تفاقم أعداد تناسل الناشئين مما يُضاعف من أعداد (طالبي العمل.)

**فعلينا محاولة الرفق بالموارد الطبيعية و البيئية، و مختلف المرافق و المرور و الطرقات و مواقف السيارات و أماكن الترفيه و أَسرّة المشفيات.
و علينا التذكّر و التذاكُر عن الواقع بأنّ جُلّ مساحة المملكه متصحرٌ و صحراء، و عن محدودية المساحة الصالحة للزراعة، ناهيك عن المناسب من السكنى.
**و اذكرُ إحدى توصيات فريق البنك الدولي الذي تعاقدت معه المملكةُ في أواخر عهد الملك فيصل.. بأهمية ضبط نسب التناسل عندنا.. فكانت هكذا توصية.. و لَمّا تترعرع بعدُ ما اسميناه وقتها بالطفرة البترولية!! و أذكرُ نسبة النمو السكاني المشار بها في تقريرهم.. حتى في تلك الحقبة.. بأن كانت 3.46%، و على أنها مرتفعة، مقارنةً بالاحصاءات العالمية وقتها.
*و كان ذلك في 1974م، إبّان إعداد الخطة الخمسية (الثانية)! و بالكادِ بُعيدَ بزوغ ما كنا ننعته بالطفرة النفطية!
*{و قبلها بأقل من عقدٍ، كُنّا نتداولُ في كتب مدارسنا أنّ تعداد سكان المملكة كان حوالي الستة مليون!!}*
**فإنّ دعوَتي هنا لإعادة هيكلة الأسرة عندنا تعتمدُ على (النقاط الخمس عشرة) التالية:-*
**1. أن لا يُشرَعَ في التفكير في الزواج و لا في حجز قاعة الزفاف، الخ، قبل إتمام التأهيل الكافي بشهادة عليا فوق الثانوية لكلٍ من الخطيبين المُرتقبين؛
**2. و بعد الأخذ في الحسبان الفترة المعتادة لحمل 'الملف الأخضر'، (أو مايعادلها من فتراتِ انتظار الوظيفة).
**فلعلّ من المنصوح به أن يكون سِنُ عقد النكاح عندنا (نَبَوياً): أي في حوالي سن الـ25عاماً: (26 بالتقويم القمري/الهجري!)
**3. أن يأخذ الخطيبان دورةً أو أكثر مكثفة عن (دَيناميّة) التفاعل و (تعديل السلوك) الإنساني/الاجتماعي بعامة، و التعامل الشخصي بخاصة (.. بينهما، و مع الآخرين)؛
**4.التعرّف و التعارف الحقيقي و غير السطحي.. و فيما وراء جلسات مقاهي 'كوستا' و 'ستاربك' و غيرهما (بين الخطيبين)؛ و أن يكون التعرّف في مدة مناسبة، و لو لعِدةِ شهور؛
**5. الحرصُ على إجراء عدة (فحوصٍ) أساسية، لتشمل:--*
*أ)* 'الفحص.قبل.الزواج'، و هو الذي أضحى مألوفاً و مقبولاً و مُلزِماً عندنا..'؛ و هو الفحص الطبي الذي يشمل النظر في توافق الدم بين الخطيبين.. و من ذلك تحاشي إمكان حدوث امراض مثل الدم المَنجَلي/Sickler.. الذي يساهمُ في عاهات و تشوّهات جسدية و ذهنية في المواليد.. و خاصة نتيجةً للتزاوج البيني/و المتواتر بين الأقارب. بل علينا الاستئناس بـ'تباعدوا تحابّوا'!
*ب)* و هناك اهمية تطبيق فحص او اكثر يُعنى بقياس مدى التوافق و التآلف (الإجتماعي/الشخصي) بين الخطيبين؛
*ج)* كما و يحسن اجراء الفحصٍ الذي يختص بالنواحي (النفسية) عند كل من طرفي الزواج.. فيسعى ذلك للكشف عن إحتمالية عاهات شخصية/سلوكية او اضطرابات نفسية.(..و ذلك كله (قبل) تحرير و إصدار 'عقد القِران/عقد النكاح!)
**6. الاتفاق على ترتيبات حفل العقد و الزفاف في (حدود) إمكانات الخطيبين؛
**7. و من جملة ما يلزم الخطيبين التوافق و الإتفاق عليه هو تحاشي التباهي و التطاول في الإسراف؛ و أن يتشاركا في التكاليف.. و أن ينأيا عن البذخ؛
** *و من ذلك:-*
*أ)* تجنب المُغالاة فيما يسمىّ بالمَهر (و أنا أرى أنّ تسمية 'الصَّداق' افضلُ!)؛
*ب)* لعلّّ طرفي النكاح يكتفيان بتبادل 'هدية الزفاف' و تنظيم أساسات بداية العِشرة سويةً و كلاً مِن سعته؛ فلعلّ الخطيبَ يكتفي بتقديم طقمٍ معقول من الحُلي.. (و هذا بكل وضوح و تأكيد يفوقُ و يتعدّى ما جاء في الأثر عن ''خاتمٍ من حديد.'')؛ و مع تحمّل الخطيب الحصةَ الأكبرَ من 'رحلة العسل' (مثلاً، من مجموع تكلفة الرحلة، مثلاً: 21000، ليساهم هو بـ14000، مثلاً؛ أو بـ30000 من 45000، مثلاً. فيساهمُ (هو) بضِعفُ ما تساهمُ هي به، (و بذا، و منذ البداية، يشتركان، و يساهمان)؛ و كذلك المشاركة بحصةٍ وافرةٍ في تجهيز المسكن المعقول الكافي لهما و لنجليهما (الاثنين)؛
*ج)* الإتفاق في ذات ليلة التعاقد على الاقتران و أثناء تحرير عقد النكاح على مختلف الشروط الضرورية عند كل من الطرفين، النوعيةٍ منها و الكمية، كأنْ يكونَ لكلٍ من الطرفين و ليس لأحدهما، *حقُ فسخِ العقد؛* فلا يَحدثُ فراقٌ و لا ينفذُ أي طلاق (من جهةٍ واحدة)؛ بل يلزم أن يحدثَ ذلك -اذامَ و متامَ لَزمَ الفِراق- في حضورٍ كلٍ منهما و بتواجدٍ شخصيٍ منهما، أمام و عِند ذات مأذون المحكمة -أو بديلهِ- الذي كان قد جمع بينهما أوّلَ مرّة! و بذا يغادران (العِشرة الزوجية) في سلامٍ.. كما كانا قد دخلاها (و مع الأمل بأن يتركا باباً للفضل بينهما)!
**8. و بُعيدَ عقد النكاح يَحسنُ أن يَتمّ الإتفاقُ على توقيت (بدء الحمل الأوّل)، فيكون بعد مدة كافية لهما من التعرف الحقيقي (بينهما)، و بما لا يقل عن عدة شهور؛ و بذلك يكون ذلك التعرف و التعارف الحقيقيان فيما وراء التعارف على وسائل تواصل الانترنت و جلسات المقاهي و فُسحات التماشي؛
**9. بعد ولادة الطفل الأول، يَحسنُ ترك فرصة للأمِ/الوالدة تكفيها لاستعادة و لو معظم قوامها و شخصيتها، و نفسيتها؛
**10. إتمام حَولين كاملين من "الرضاعة“؛ و ليس المقصود هو النوع المثالي بمعني الرضاعة الطبيعية (الكاملة)، و لو انها هي او جزء منها هو المفضّل؛ و لكنّ المقصودَ و المأمولَ هو تحققُ الحميميٍ من تعايشِ و تقاربِ الأم مع مولودها.. و بالعكس.
**11. إعطاء الأول (من المولودين) فرصة للتعرف و التآلف الوثيق مع أمه و أبيه دون منافس.. و لاستمتاعِ كاف بينهم الثلاثة، (و كذلك بدون تواجد (اجنبيةٍ) بالدار في دور أمٍ رديفة.. او أمٍ بديلة!
**12. التوجُّه نحو معاودة الحَمل، فقط فيما بعد سنتين، أي (بعد) تمام سنتي رضاعة الطفل الأول.. و بعد اقترابه من سن (الحضانة)؛
**13. ففي الجولة الثانية من الحمل، ستتكررُ صعوبةُ استعادة الأم قوامَها و رشاقتها (فإنّ من المعلوم أن مع كل فترة حمل يزيدُ وزنُ الأم بمقدار حوالي 11ك؛ و في الغالب يستحيل عليها الرجوع الى قوامها و نضارة شبابها)؛
**14. فعليه، و لصالح الوالدين و المولودين جميعاً، يَحسنُ الاكتفاء (بطفلين إثنين) في رباعية الأسرة الواحدة، و العمل على تحقيق مستوىً 'نَوعيٍّ' لكلِّ من أفرادها (الأربعة)؛
**15. فيحسنُ تصوّر ما يَنتظرُ الوالدين من مسؤوليات في التنشئة السوية و متطلبات الحياة الكريمة.. (و ذلك فيما وراء الحد الأدنى من اساسيات المعيشة الكريمة من مأكل و مشرب و علاج و تعليم و ترفيه).
**و كما صار جلياً، فهذه كلها آخِذةٌ في تعالٍ متواثب و تفاقمٍ مُتعاقِب من الكُلفة و الغلاء؛ خاصةً بعد تتالي صعوبات المعيشة، و بعد توالي هجمات الأوبئة و الجائحات و الحروب و الصراعات؛ و مع هذا و ذاك: أيضاً ما صار لزاماً على الأفراد و الجماعات من اقتصاد في التجمعات و تجنب الفائض من الجلسات و المتأخر من السهرات؛ (و مواجهة موجات تكاليف الحياة في الحل و الترحال)؛ مما يستدعي تدبير أمورنا و حماية أجيالنا بأقومِ و أدومِ مستوىً ممكنٍ من الأحوال!

** *و الخلاصة:*
يحسنُ بنا النظر في بناء بيوتنا على أسس المشاركة و التكافؤ و التكافل بين الزوجين منذ بدء نبتة الأسرة. و تعتمدُ الفكرة هنا على بُنيانِ 'عِشرةِ-عُمْرٍ' زوجية (أُحاديّةِ الزوجة)؛ فتُنجبُ طفلين إثنين ليتمّ التركيز بَعدَهما على الاعتناء بهما منذ سن رضاعتهما و حتى تخرِّجهما من الجامعة.. ثم -بدوْرهما- بداية حياتهما العملية التالية.
{و أحياناً تسمعُ من يرد على لزوم تنظيم النسل (العددي)، و اهمية الاعتناء (النوعي) لنسلنا.. بقولهم عن الحاجة لإحلال 'العمال الأجانب'. و أظن انّ الإجابة عليهم.. (منها/فيها): فلا داعي لضياع الوقت حتى بالتفكير في ذلك (الإحلال)! ٩}

*و إن الهدفُ الأعمُّ المأمولُ في نهاية المطاف هو تنشئةُ أجيالٍ مُتحلّية بالقدْر الأكبر من التماسك و النوعية و الحبور و الإطمئنان في عائلةٍ أساسها زوجةٌ (واحدةٌ) و (طفلان)؛ في جوٍ من الحبور و البهجوان.. و في سلامٍ و سعادةٍ وِفاقٍ و أمان.*
 0  0  8.0K