المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
محمد بالفخر
محمد بالفخر

احذروا الفيلة.

يروى ان الإمام مالك بن أنس الأصبحي الحميري المدني جلس في المسجد النبوي كعادته يروي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
و الطلاب حوله يستمعون فصاح صائح : جاء للمدينة فيل عظيم ( ولم يكن أهل المدينة قد رأوا فيلاً من قبل ) فهرع الطلاب كلهم ليروا الفيل وتركوا مالك إلا يحيى ابن يحيى الليثي .
فقال له الإمام مالك لم لم تخرج معهم ؟
هل رأيت الفيل من قبل ؟
قال يحيى : إنما رحلت لأرى مالكا لا لأرى الفيل ..
هذا رجل حدد ما جاء لأجله فلم يلهه طارئ وكان له ما جاء لأجله .
ونحن مع رمضان كمثل الليث ابن يحيى أو مثل طلاب مالك إما أن نقول إنما هو لرمضان أو ننفض عنه فنتركه ويتركنا فلا ننهل من فضله ولا يصلنا خيره .
كثيرة هي الملهيات والتي تقطع صلتنا برمضان ولكن اللبيب من هدي فاهتدى فإنما هي ايام ولكن كل ساعة منها بعمر كامل فطوبى لمن عاش كل يوم وساعة مع هذا الشهر العظيم.
فيلة رمضان كثيرة تصنع بعناية لتشتيت الجمع حول مائدة القرآن والذكر فعلينا من الآن وضع خطة وتصور لكل ساعة ويوم مع هذا الضيف الخفيف السريع الارتحال ولنعلم أن رمضان راحل عنا وقد لا نلقاه عامنا القادم اما الفيلة فهي باقية حولنا نستطيع مشاهدتها أي وقت .
لا تجعل رمضانك يأتي ويمضي دون هدف تكتبه و تجعله أمامك كل يوم تنفذ ما كتبت،
تجعل كل دقيقة في هذا الشهر مختلفة عن سابقاتها،.
رمضان ليس شهرا لصوم أجوف أنه فرصة لتغيير النفس والسلوكيات وبناء العادات الحسنة،
رمضان فرصة قد لا يدركها بعضنا في العام القادم .
ولعل لنا في أقوال وأفعال بعض السلف شيء من التذكير بفضل هذا الشهر فقد كان الزهري اذا دخل شهر رمضان قال إنما هو قراءة القرآن
و إطعام الطعام.
وكان ابن عمر رضي الله عنه يصوم ولا يفطر الا مع المساكين فيأتي الى المسجد فيصلي ثم يذهب الى بيته ومعه مجموعة من المساكين فاذا منعهم عنهم أهله لم يتعش تلك الليلة.
ونحن على بعد يومين من إطلالته علينا وكثير من ابناء وطننا قد وصلوا الى حالة من الفقر المدقع واعداد كبيرة مما كان يطلق عليهم أنهم من الطبقة الوسطى في المجتمع سآءت أوضاعهم والتحقوا قسراً بالطبقة الفقيرة. وهناك من الأسر المتعففة قد وصل بها الحال ما الله به عليم ، هم في نظر من حولهم مستورين الحال فبالتالي لا يلتفت اليهم احد.
والتذكير هنا لعلها تصل الى بعض الموسرين
فيتفقدون من حولهم،
فما يشبع واحدا قد يطعم عشرة،
ختاماً نستودعكم الله ونلتقي بعد العيد ان شاء الله وقد تحقق لمجتمعنا سلاماً واطمئنانا.
بواسطة : محمد بالفخر
 0  0  12.9K