المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
الإعلامي إبراهيم البارقي
الإعلامي إبراهيم البارقي

نقد الأموات


ابداء الرأي النابع من حرية التعبير حق مشروع، ومن لوازمه المقطوع بها أن يقترن بآداب الاحترام ، ومراعاة ضوابط الفكرة المتواردة، حتى لا يقع في فخ الخلط بين النقد والتشهير
والتعدي على حقوق الآخرين، وحرماتهم، سواء احياء أوامواتا، ومن المعلوم أن الانسان عرضة لارتكاب الخطأ عمدا وجهلا أو سهوا، ولايمكن العصمة من ذلك إلا لصفوة الخلق وهم الرسل والأنبياء عليهم افضل الصلاة والسلام فيما اوحاه الله إليهم .
من المؤسف والمؤلم مايحدث احيانا في العملية النقدية والوقوع في أخطأ تتخطى حدود النقد الايجابي ممن يزعمون في أنفسهم قيادة الرأي والتأثير بأفكارهم وأقلامهم مواقفهم،
حيث ينأون بالنقد عن مساره في البحث والتنوير وايصال المعلومة الصحيحة، وإصلاح مواطن الخلل واظهارالقيمة المعرفية إلى الاسقاط والإساءة بالعبارات الجارحة، والمبطنة المدعومة بالاكاذيب والخزعبلات التي تطال
الاشخاص وأسرهم مباشرة وليس فكرة ومشروع المعني بالتقد.

قرأت بالأمس مقالا في إحدى الصحف الشهيرة لكاتب معروف ، وكثيرا مايثير الجدل بآراء تصادمية وغير مألوفة في المجتمع ، أو مثيرة للشبهات، كان المقال يتحدث عن ما اسماه عقيدة نادي النصر ، وإن كان المصطلح لامشاحة في استخدامه في المعنى اللغوي، إلا أنه في عرفه الاصطلحي مرتبط بشأن ديني، وهو ما كان من باب أولى الابتعاد عنه حتى لايلتبس على البعض ، ويفتح باب التأويل فليس كل من يقرأ ملم.
ليس محور حديثي هذا ، ولكن زبدة الموضوع أن الكاتب كان متشنجا مثقلا بالتعصب، موشحا بسلاح العاطفة ينطق بهوى ميوله الكحلي ، وكيف وهو من قال أنه (لا يتصور أحد من الرياض لا يكون هلاليا) ، من تلك الزاوية نطق بما يخالف ابجديات العدالة والتوازن الموضوعي فيما عبر عنه شکلا ومضمونا ، فقد ذهب يهيم في مقالته في عالم الخرافات والتخريف، يضرب يسرة ويمنة موجها سهامه بلا هوادة أو مراعاة لحرمة الأموات ، الذين غادروا دنيانا بلارجعة ولم يلتزم بمبدأ ( اذكروا محاسن موتاكم) والادهى أنه حمل التشنيع والتهم لشخص الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود رحمه الله ، وبين الاقواس ماقاله عنه: (الأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر الأسبق يقف أمام الكاميرا ويصرح
بعد كل مباراة بأن الحكم سلب النصر فوزا مؤكدا، ثم يتهم الهلال بالمصيبة التي حلت بناديه، ثم يعقبها ببكائيات وتظلم ومطالبات لا تتعدى قيمتها لحظة التصريح ثم اردف قائلا : لم تبق هذه التصريحات التي رددها سموه مجرد تصريحات مناكفة أو تبرير، تحولت مع السنين إلى عقيدة ألزم بها كل من جاء بعده. مررت من جيل إلى جيل إلى جيل حتى ترسخت كتعويذة. لا يمكن أن تشجع النصر قبل أن تتشرب هذه العقيدة وترددها بإيمان لا يشوبه الشك.
وفي سطر آخر قال أن الأمير عبدالرحمن ينتظر الهفوة من أي حكم في أي مكان ليعزز المظلومية ، اي اسفاف هذا وأي وماهو سقف الجراءة الذي انتهجها في تقزيم قامة كبيرة مثل الأمير الراحل ابن ثاني ملوك مملكتنا الحبيبة التي نباهيبها وبأبطالها من حكامنا الأوفياء ، من الطبيعي ان يكون لدى المرء القدرة والثقة فيما يقول ولكن عندما تتحول إلىmالهجوس وتخيلات بعظمة المكانة واطلاق عنان اللسان
والحديث عن الاخرين دون مراعاة اماكنهم ومكانتهم وقاماتهم الاجتماعية، والتحرر من قيود الاعتبارات الشخصية ، هذه المرحلة متى وصل لها كائن من كان فعليه سرعة زيارة الطيب النفسي لعله يتدارك وضعه قبل الانتقال إلى مرحلة الاطباق العقلي .

وفي جزء آخر قال ( عبدالرحمن بن سعود كان هو رئيس النصر والناطق الرسمي باسم النادي ومحاسب النصر وصحفي النصر وبواب النصر ومدرب النصر، ومن يريد أن يدعم النصر لا مكان له داخل النادي، عليه أن يشجعه بقلبه وبماله وبلسانه في المدرجات فقط، أما من يريد أن يقدم أي إسهام في إدارة النادي فهذا مرفوض. كل الذين كان يأتي بهم ليعملوا معه يعملون بصمت ولا تتملكهم الرغبة في الشهرة أو الظهور ويفتقرون للطموح. هكذا كان يختارهم) وهنا أظن الكاتب اصابته نوبة أخرى من تقليعاته الفريدة ابرزها اعتذاره في تغريدته الشهيرة عن الخمر معترفًا أنه فسّر الآيات بشكل خاطئ، وأرجو أن لايكرر تفسيراته الخاظئ

مدرسة عبدالرحمن بن سعود مدرسة رياضية الكل يحترمها ولا يمكن أن يتجاهل فترة الحراك الرياضي التي أوجدها رحمه الله إلا متعصبا فاقد لأهلية قول الحقائق ، كان ابا خالد محباً عاشقاً وكل من عايشه يعلم ذلك الوفاء الذي عاشه الأمير عبدالرحمن ولم يكن كما صوره الكاتب مستأثرا محتكراً لمن سيقدم للنصر والنجاح والانتصارات ومن عملوا معه أو معه أو جاءوا من بعده حققوا الانتصارات والبطولات وهم نتاج فكره التوافقي لخدمة الكيان ورعاية مصالحه وإلا لما كان هناك هذا الكم الهائل من أعضاء الشرف والمحبين لو أنهم وجدوا من يحاربهم ويلزمهم فقط بالتشجيع دون المشاركة والتأثير .
ختما لقد افتقدت الساحة الرياضية الأمير المحب الرياضي المخضرم الصوت الذي ينشد العدالة ونزاهة المنافسة، وقدم جهده وماله لخدمة الرياضة السعودية بكل أمانة وليس مثالاً لهوامش الجدليات والتشعبات الفكرية والضجيج الشاذ.
 0  0  11.3K