في بيتنا عاطل ..

غازي الثقفي*

ترددت كثيرا في ان اكتب هذا المقال لمعلوميتي بحساسيه البطالة وماتعنيه في هذه الايام وربما يأتي من يقول ليس هذا وقت المقال وانا هنا لا اتحدث عن البطالة كنسبه او عن اسبابها لكنني ارى انها احد المسببات في انحراف بعض الشباب للفكر الضال ..

اب لديه عائله دخل متوسط ابناء وبنات وام ربه منزل تعليم الاب متوسط الام غير متعلمه وهذا حال اغلب الاسر فلسنا كلنا دكاترة او فلاسفة ..

تخرج اخر ابنائه من الثانوية العامة بتقدير ممتاز ولكن حاصرته اختبارات القياس واخواتها عسفت بمعدله حتى منعته من دخول اي جامعه وكذلك العسكرية لم تقبله لطوله لنظره .. دخل في حاله نفسيه من نظر الام .. وتبدا فصول الحكاية ..

*الام .. ابو فلان الولد حاله ما يسر طفشان دايم

الاب .. والحل يا ام فلان .. الله المستعان

الام .. نجيب له جوال ونت خله يضيع وقته

الاب .. من وين

الام .. حاول تدبرها والله يعينك

اتصل الاب على احد الزملاء يطلب سلفه منه لحل المشكلة وحصل على المبلغ وتيسرت ولله الحمد ..

اشترى جوال وشبكه ..

تبدء فصول القصة الثانية ..

الام .. تراقب الولد وهو مشغولا بجواله في عزله عن العالم وهي سعيدة لما تراه وتبلغ الاب بأجمل النتائج التي راتها

الام .. ابو فلان ابشرك نفسيه الولد احسن من اول بكثير وهو مبسوط الله يجزاك خير

الاب .. الحمد لله الله يبشرك بالخير..

تمر ايام وشهور ولابن في عزلته على جهازه الذي لا يفارق عيناه .. يتنقل هنا وهناك بين وسائل التواصل الوتساب والقرويات اخر همه يجد ضالته في الفيس بوك والتوتير الاب غارق في هموم الحياه ولام غارقه في هموم المطبخ والجارات هناك من يسرق ابنهم امام اعينهم ..

يجد الابن ابا اخر في تويتر يسمع همومه واحزانه ويتقرب اليه اكثر يشكي له وهو يصبره ويشتكي من بطالته وهو يضغط على جرحه لينزف يوصله هذا الاب الجديد او الصديق الافتراضي الى مرحله اليائس فلن تجد وضيفه ولن تكمل دراستك طريقك قاتم مظلم في هذه الحياه ..

*فبعد ان *بتمكن منه بخبره ان هناك طريقا يشع منه النور وهو طريق الحياه الأبدية وهو طريق حور العين والجنة والشهادة . ولكن ؟! * *ثمن هذا الطريق غالي جدا ..

خدعه ويستمر في خداعه *أن هناك طريقا واحده فقط .. ؟!

* هي الشهادة في سبيل الله والتقرب لله بقتل او تفجير **ولكن لهذه الطريق شروط. أولها البيعة لخليفه المؤمنين كما يزعمون..

النتيجة يدفع *المغرر به ويقتل نفسه بالتفجير او القتل*فنتحر وفي ظنه جنة الخلد التي تنتظره!! * .. ومعلمه لازال يبحث عن فريسه اخرى ..

سرقوا ابنائنا امام اعيننا وساعدناهم في ذلك تركناهم وحيدون دون رقيب فإلي اين سيصلون بنا ..

الفراغ .. للشباب مقتله هيئه العلماء تقترح الحلول الدراسات قامه على قدما وساق اعلامنا يتحرك .

* *لكن متى سيبدأ الحل هل ستنفرج الازمه ؟ * *ام نقول اشتدي يازمه تنفرجي*!!؟ .