المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 26 أبريل 2024
محمد بالفخر
محمد بالفخر

حضرموت أكبر من الجميع

في الأسبوع الماضي كان حديثي عن الهيئة التنسيقية لدعم حضرموت وكان ذلك الموضوع هو استكمالاً لمجموعة مقالات عن المحطات التي كان لبعض من أبناء حضرموت وقفات فيها هدفهم الأساسي حضرموت وحقوقها ومظلوميتها في حين أن الكثير كانوا بعيدين وبعيدين جداً حتى عن مجرد الاقتراب نحوها أو الحديث عنها وكلٌ له قناعاته وفهمه وأسبابه ومبرراته والبعض لهم ظروفهم الخاصة التي يُعْذرون بسببها، وآخرون وهم قلّة يتنكرون لحضرميتهم وإن وُجِدت الباء الحضرمية بارزةً في ألقابهم،
وهنا تحضرني قصة أخبرني بها ذات يوم حبيبنا سالم عسكر أبو صلاح (رحمه الله)وكان محباً للسفر قال صادفت أمامي في احدى المطارات شخصاً ولمحت الباء الحضرمية بارزة في اسمه المدوّن على حقيبة سفره فلا شعورياً بادرته بالسلام والمصافحة والسؤال التقليدي لفتح باب حوار معه، كم لك من البلاد؟ فرد مستغرباً أي بلاد؟ فقلت له حضرموت فرد بتعالي لا أعرفها وإن كنت حسبتني عليها من خلال الباء في اللقب فلو بيدي لحذفتها،
فقال رحمه الله هنا انتهى الكلام معه.
وفي الأخير حضرموت هي أكبر من الجميع ولن يستطيع أحدٌ احتوائها ولو كان أكبر الأحزاب ولا حتى فكر مذهبي او طائفي ولا حتى كبرى المنظومات الرأسمالية مهما امتلكت من مقدرات ظاهرة وخفية، ستبقى حضرموت كما اسلفت أكبر من الجميع، صحيح أنها تعاني جراء ما تعرضت له من تهميش وظلم كبير في كل مجالات الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية وهذا أمرٌ يحتاج له بحوث ودراسات متجردة وأكرر متجردة من نخبة من المفكرين والمؤرخين والباحثين ليظهروا ما خفي من تاريخها وازاحة الأتربة عنه لتراه أجيال اليوم ساطع نقي.
مقال الأسبوع الماضي أثار سخطاً وحنقاً لدى البعض لسوء فهم في التمعّن في سطوره الواضحة أو لسوء نقل الناقل الذي حرّفه بقصد أو بغير قصد،
وهنا أكمل ان تلك الهيئة كانت من المحطات التاريخية في مسارات حضرموت وتاريخها السياسي والاجتماعي وإن لم يطُل عمرها، وهنا سأعود لبعض فقرات ما تضمنه بيانها الشهير الصادر في 18/8/2014م نظراً لأهميتها كمستند تاريخي لمسار المطالب الحقوقية ولي الشرف أنني كنت مشاركاً في صياغته مع الاخوين العزيزين المهندس بدر باسلمه والدكتور متعب بازياد وخاصة أنه أتى بعد حادث إرهابي استهدف عدداً من رجال الجيش والأمن،
(إن مواجهة ظاهرة الإرهاب والأفكار المتشددة ليست مهمة الدولة فحسب بل أجهزة الدولة والسلطة المحلية ومكونات المجتمع وجميع أبناء حضرموت, ولتحقيق ذلك ترى الهيئة ضرورة العمل بشكل مشترك على تحقيق الآتي) :
1. ضرورة تحمل الأجهزة الأمنية والعسكرية والسلطة المحلية مسؤولياتها ودورها في مواجهة قوى التطرف والإرهاب وإلى جانبها كل الشرفاء من أبناء حضرموت والشعب اليمني قاطبة.

2. الدعوة لإحلال صلح عام بين كل قبائل وعشائر وأبناء حضرموت قاطبة لمدة زمنية محددة لتجنب الثارات والخلافات بين فئات المجتمع في هذا الظرف العصيب وتبني وجهاء وعلماء المجتمع الحضرمي وأهل الرأي فيه قيادة مبادرة لتحقيق هذا الهدف.

3. ضرورة تنسيق الجهود الأهلية والشعبية لقيام المجتمع بدور ايجابي وبناء في حفظ الأمن والتوعية بمخاطر استفحال ظاهرة العنف والإرهاب والحد منها ومتابعة السلطة المحلية والدولة للقيام بمسئولياتها.

4. تذكير الدعاة والعلماء الأفاضل ووجهاء المجتمع بدورهم في الإرشاد والتوجيه بمبادئ ديننا الحنيف وتقاليد مجتمعنا المسالم في نبذ التطرف والعنف وتوجيه الشباب للعمل النافع في بناء بلدهم ومستقبلهم.

5. الدعوة لتنظيم لقاء عام لطلبة العلم والدعاة بحضرموت لمناقشة ظاهرة الإرهاب والتطرف وتقديم التوصيات والقرارات المفضية لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع والبلد بشكل عام.

6. تبني الدولة والسلطة المحلية والقطاع الخاص برامج ومشاريع تنموية تستوعب الشباب وتخلق فرص عمل كبيرة.

7. التأكيد على مطالب أبناء حضرموت وأحقيتهم في التوظيف والعمل في القطاعات النفطية بحضرموت.

8. البدء بتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني من خلال نقل الصلاحيات والسلطات إلى المحافظات وإعطاء حضرموت حصتها العادلة في الوظائف الحكومية المركزية بما يناسب ثقلها الاقتصادي والتاريخي وأهميتها الجيوسياسية.

وأمام هذه اللحظة التاريخية الفارقة في تاريخ حضرموت تهيب الهيئة بكل أبناء حضرموت إلى التلاحم والتكاتف ورص صفوفهم من أجل تحقيق الأمن والأمان ودرء المخاطر المحدقة بحضارتها وتاريخها ووجودها ومستقبل أبنائها الذي لن يتحقق إلا بتعاون الجميع بمختلف مكوناتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية والثقافية... ولنجعل حضرموت في حدقات عيوننا ...وشعارنا حضرموت أولا.
تلك كانت ومضات واشارت للواقع واستشرافاً للمستقبل،
ولنا لقاء في الأسبوع القادم بإذن الله.
بواسطة : محمد بالفخر
 0  0  6.7K