المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024

الانتحار بوابة الى النار ...للكاتبة زبيدة عبد الرحمن التركستاني

**زبيدة عبد الرحمن التركستاني في كل يوم تطالعنا وسائل الاعلام ووسائل التواصل بأسوء أخبار عن الانتحار ... مما جعلني ادلي بدلوي حول هذه الظاهرة التي تخالف شرعنا وديننا الذي انعم الله به علينا فجعلنا خيرامة اخرجت للناس وامرنا جل وعلا ان نحافظ على انفسنا ولانقتلها فقال جل وعلا ( ولاتقتلوا انفسكم انه كان بكم رحيما) وتوعد جل وعلا من يقدم على هذا العمل ليكون رادعا لمن يفكر في مثل هذا العمل يقول سبحانه ( ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا) وهنا احبتي ينقسم اصحاب هذا العمل في رايي الى قسمين .. القسم الاول .. من انهكتهم ظروف الحياة ومشاكلها وضغوطاتها فأصابتهم مشاعراليأس والاكتئاب وضعفت انفسهم وظنوا ان الانتحار هو الخلاص والحل لمشاكلهم المادية ومديونياتهم .. او مشاكلهم العاطفية فمن لم يوفق في حياته الاسرية والعاطفية او خسر من يحبهم انغلق على نفسه واستسلم لليأس المؤدي للتفكير بالانتحار .. ومن اصيب ببعض الامراض النفسية واهمل علاجه بل وقد لايعرف انه مريض اساسا فيتضاعف المرض عليه ويزداد سوءا .. ومن وقع فريسة في مستنقع الكحول والمخدرات فأضعفت مناعتهم وقدرتهم على المقاومة فوجدوا ان الخيار في الانتحار.... واما القسم الثاني .. هم من وقعوا في مصائد اصحاب الفكر الضال فزينوا لهم ذلك العمل فأقول لهم وبكل أسف ( خدعوهم فقالوا) بأنه طريقهم لنيل الشهادة في سبيل الله والفوز بالجنة .. فشوهوا المفهوم الصحيح للشهادة والاستشهاد في سبيل الله عزوجل فسارع ضعاف الدين والعقل الى الانسياق لاوهامهم وخداعهم وارتدوا احزمتهم الناسفة لينسفوا انفسهم ويقتلوا الانفس البريئة التي حرم الله قتلها الا بالحق واستحلوا قتل الابرياء المسلمين الموحدين وحتى غير المسلمين المعاهدين وروعوا المستأمنين ان من اهم الاسباب لكلا القسمين هو الخواء الديني العقدي والجهل بشرع الله جل وحكمه الذي جعل من استحل الانتحار مرتدا كافرا لايصلى عليه ولايدفن في مقابر المسلمين ..قال الشاطبي رحمه الله ( اتفقت الامة بل سائر الملل على ان الشريعة وضعت للمحافظة على الضروريات الخمس ..الدين .والنفس .والنسل. والمال . والعرض) فأي دين يحملونه من انتهجوا هذا العمل؟ ان الفهم الصحيح لديننا يجعلنا ندرك العلاج لمثل الوباء الخطير حيث يتجلى في ركن من اركان الاسلام وهو الايمان بالقدر خيره وشره فكل من ضاقت به دنياه حين يعلم ان الله جل وعلا بشره بصبره على الابتلاءات حيث ( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ) هنا فقط حين يتأمل هذه البشرى تهون عنده الابتلاءات... اننا بأمس الحاجة لتعزيز الفهم الصحيح لديننا لدى افراد المجتمع وخاصة الشباب فكيف لشاب قد يكون لايصلي بل ربما لايتقن الوضوء او حتى قراءة الفاتحة ان ينخدع ويظن ان قتل الأبرياء طريقه الى الجنة ؟ من المسؤول عن هذا المفهوم الخاطئ ؟ الاجابة وبكل انصاف نحن .. نعم يا احبتي نحن المسؤلون امام الله جل وعلا عن شبابنا وعن تعلميهم العلم الشرعي الصحيح وتصحيح المفاهيم التي تسربت الى عقولهم عبر وسائل اعلام او مواقع تواصل .. نحن مسؤولين عن تخبطهم وضياعهم وفراغهم .. وتعثرهم في حياتهم حين لم يتقن الواحد منا ثقافة الاحتواء والبدائل والحوار .. لذا حري بنا احبتي ان نسارع وننتشل شبابنا وابناءنا من هذا الوباء .. ونبادر الى مساعدة بعضنا فلو وجد المدين من يعينه في قضاء دينه لما فكر واقدم على الانتحار .. والامثال كثيرة ... اسأل الله ان يحمي ابناءنا وبلادنا ويحفظهم من كل سوء ويردنا اليه ردا جميلا ... لاتتركوني من صالح دعائكم ودمتم ...   *مديرة التحرير صحيفة غرب
بواسطة :
 4  0  10.3K