المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
الإعلامي احمد عزير
الإعلامي احمد عزير

ورحل ...عثمان!

هل حقًا فارقنا عثمان؟
هل حقًا لا نستطيع أن نراه ويرانا ونُحادثه ويُحادثنا ثانية؟
هل فعلًا اختفت ابتسامته ولم نعد نتفيأ ظلالها؟
عجيب أمر هذا الموت لا يدعنا حتى نلقي الوداع على من نحب !
كعادته وبهدوء رحل عنا الأستاذ والمربي الفاضل المُعلم بتعليم جازان نائب مدير صحيفة "سهم" الإلكترونية والإعلامي الرزين والمذيع بقناة 24 يوم الجمعة الرابع من فبراير ٢٠٢٢ بالعاصمة المصرية القاهرة بفندق "بالميرا "إثر سكتة قلبية وفق الرواية المصرية إلى تاريخ كتابة المقال عصر السبت ٣ فبراير،
وحسب ما أفادت السفارة السعودية يوم أمس الأحد بأن وفاته طبيعية.
أعزي والده وإخوانه، وعائلته وقبيلته الأساملة ومنطقته ووطنه،
كان محبًا للجميع هادئ الطباع لا يحب الضجيج والفوضى؛ ولذلك عندما أراد أن يُفارق الدنيا أخذ ركنًا بعيدًا وانزوى
لا يميل إلى الاختلاف والعداوات؛ لذا عاش مسالمًا، ومات مسالمًا لم أعهد أن قدميه أخذته إلى محكمة يومًا ما.
كان محبًا لأسرته ولعائلته الصغيرة جدًا؛ لدرجة إني أشفق عليه إذا مرض أحد أبنائه أو إحدى بناته يكاد قلبه أن ينفطر لذلك.
كان محبًا لعمله ومنضبطًا وحريصًا على تعليم طلابه وأوقات تحصيلهم ما عهدته يلغي اتصالي له أو يعمل خاصية الانشغال إلا حين يكون مع طلابه سواءً بالفصل أو بالمنصة.
كان له عالمه الخاص تلحظ ذلك في تغريداته؛ فقد كان يكتب بأسلوب لا يفهمه إلا النخبة لذا كان كاتبًا نخبويًا بامتياز، لغته راقية كما هو راقٍ في كلماته وخطواته وهندامه.
عندما يزورني في منزلي هنا في الرياض لأيام، ويعود إلى أهله أجد صعوبة بالغة في العودة إلى حياتي الطبيعية لأيام؛ لتأثري به.
لا يأبه أن تفوتنا أوقات المؤتمرات أو المناسبات، وهو يتحدث إلى عامل المغسلة أو عامل البقالة كم كنت أحنق عليه في ذلك !
والآن بودي أن تعود تلك الساعات والأيام إلى الوراء، ويؤخرنا بالساعات، ولن أكترث.
مؤلم جدًا..جدًا فراق الصديق؛ كأن قطعة من جسدك تقتطع، والناس تنظر إليك، وأنت كامل الأعضاء.
أُعزي طلابه وزملاءه في المجالين التربوي والإعلامي، وأعزي نفسي ومنسوبي ومنسوبات صحيفة "سهم" الإلكترونية في وفاة نائب مدير صحيفة "سهم" الإلكترونية الأستاذ/ عثمان المسملي، وإنا لله وإن إليه راجعون.
فحسبك خمسة من الناس يُبكى عليهم ...وباقي الناس تخفيف ورحمة
وباقي الناس همجٌ رعاع........ وفي إيجادهم لله حكمة.
ومضة:
في المحنة منحة، وبداخل الظلمة هناك شمعة؛ فبقدر ما فُجع الوسط الإعلامي بوفاة الزميل أبامحمد لكن ما خفف آثار الصدمة هو التفاف معظم الزملاء والزميلات بالوسط الإعلامي الذي أثبت بما لايدع مجالًا للشك أنه وسط راقٍ جدا، وبيئة جاذبة مقارنة بغيره مما عرفناها، وعملنا بها فهذا ماصل وذاك مرسل، وذاك يسأل وهذا متأثر وتلك باكية، وتلك تتصدق وذاك يبادر بصدقة جارية أي بيئة هذه لعمري ما رأيت مثل هذا حتى من غادرنا عاد؛ ليشارك الجميع تلك المشاعر.
 0  0  9.1K