مِن عين وَنْ إلى العيون (3)
أشرت في الأسبوع الماضي الى مؤتمر وادي (عين وَنْ) الذي عُقِدَ في ضواحي مديرية الشحر بمحافظة حضرموت كظاهرة مدنية حضارية حتى وإن كانت الدعوة من احدى القبائل وإن اختفت وثائقه في دهاليز الأمن السياسي وبالتالي لم يستجب النظام آنذاك للمطالب التي خرج بها المؤتمر إلاّ بحصول بعض الشخصيات لبعض المناصب والامتيازات لآخرين،
في العام 2006م حرّك ابن حضرموت المهندس فيصل بن شملان (رحمه الله) عجلة التغيير في اليمن عموماً بقبوله الترشّح مدعوماً من أحزاب اللقاء المشترك منافساً لمرشح المؤتمر الشعبي العام المتشبث بكرسي الحكم لأكثر من ربع قرن، ولأول مرة شعر النظام ومعه العائلة الحاكمة ومنظومة الفساد قاطبة باهتزاز كرسي الزعيم فخرجوا جميعاً عن طورهم واستخدموا كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة كي يفوز زعيمهم ويخسر بن شملان وللأسف حتى حضرموت خرجت بقضها وقضيضها وتوافدوا من كل حدبٍ وصوب من المدن والأرياف والجبال والأودية والشعاب على مهرجانات عفاش الانتخابية في سيئون والمكلا ولم يكونوا بربع هذه الكثافة في مهرجانات فيصل بن شملان وإن كانت نتائج التصويت في صناديق الاقتراع تقريباً مناصفة بينهما،
ولكن يحسب للمهندس فيصل أنه حرّك المياه الراكدة في الوضع اليمني.
بعد اشهار ملتقى التصالح والتسامح وانطلاق فعاليات الحراك الجنوبي الشهيرة في المكلا ابتداء من سبتمبر 2007م (قد أفرد لها مقالات خاصة في قادم الأيام)،
لكن عام 2008م شهد نشاطاً من قبل بعض الشخصيات الحضرمية الناشطة سياسياً وقد كنت أحدهم ولا فخر، فتبلور هذا النشاط على فكرة إنشاء (ملتقى حضرموت التضامني) وكان الأخ عبد المجيد وحدين الشخصية الفاعلة في هذا النشاط بجهده وفكره،
وتلخصت فكرة الملتقى في جمع شمل كل فئات المجتمع الحضرمي بطريقة مدنية حضارية بحيث يضعوا حضرموت نصب اعينهم وفي مقدمة خياراتهم
من خلاله صياغة رأي سياسي موحد لكل حضرموت يشترك الجميع في صياغته وتعلن الأهداف من خلال مؤتمر عام تحدد فيه أهم مطالب الملتقى وهي مطلب كل حضرمي،
حقوق أبناء حضرموت في المواطنة المتساوية وفي الثروة والوظيفة العامة وحقهم في الالتحاق بالأمن والجيش،
والسعي الحثيث لإبراز دور حضرموت ومكانتها لتكون في المقدمة في مسيرة البناء والنماء وليست تابعة أو في مؤخرة الصفوف،
وكان من أهداف الملتقى تشكيل مجلس (حكماء حضرموت) يضم في تكوينه الصفوة من العلماء والمثقفين والمناصب والمقادمة والسياسيين والاقتصاديين وكل المبرزين من كافة فئات المجتمع في الداخل والخارج،
وتم تحديد يوم الخميس 3/7/2008م موعداً لانعقاد المؤتمر في قاعة الملكة بالمكلا، كل ذلك تم بطريقة حضارية وفق الدستور والقوانين النافذة في البلد،
فكانت المفاجأة أن تتصدى السلطة المحلية برئاسة محافظ حضرموت (الحضرمي) الأستاذ سالم الخنبشي فصدرت منه الأوامر لملاك القاعة الذين قد استلموا الايجار بمنع انعقاد المؤتمر وتم الانتشار الأمني على مداخل المكلا وعلى الطرق المؤدية الى القاعة وهُددت بعض الشخصيات وتم تحذيرهم من مغبة المشاركة في المؤتمر،
في الوقت نفسه عقدت الكثير من الملتقيات المشابهة في صنعاء ومأرب والجوف مؤتمراتها وحضر المشاركون بأسلحتهم دونما يعترضهم أحد،
ولهذا السبب كتبت حينها مقالاَ في صحيفة الأيام بعنوان (لماذا حضرموت؟) ولكنني لم أجد للسؤال جواباً شافياً،
كل تلك الارهاصات ماهي إلا بذور تم زرعها في باطن الأرض الطيبة وقد بدأت تلك البذور تنبت بإذن ربها وستصبح اشجاراً مثمرةً وارفةَ الظلال وسيعم نفعها البلاد والعباد.
خاتمة شعرية:
للشاعر احمد مطر
أجلً إنّني أنحني
فاشهدوا ذُلّتي الباسِلَةْ
فلا تنحني الشَّمسُ
إلاّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ
ولا تنحني السُنبلَةْ
إذا لمْ تَكُن مثقَلَهْ
ولكنّها سـاعَةَ ا لانحنـاءْ
تُواري بُذورَ البَقاءْ
فَتُخفي بِرحْـمِ الثّرى
ثورةً.. مُقْبِلَـهْ!
في العام 2006م حرّك ابن حضرموت المهندس فيصل بن شملان (رحمه الله) عجلة التغيير في اليمن عموماً بقبوله الترشّح مدعوماً من أحزاب اللقاء المشترك منافساً لمرشح المؤتمر الشعبي العام المتشبث بكرسي الحكم لأكثر من ربع قرن، ولأول مرة شعر النظام ومعه العائلة الحاكمة ومنظومة الفساد قاطبة باهتزاز كرسي الزعيم فخرجوا جميعاً عن طورهم واستخدموا كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة كي يفوز زعيمهم ويخسر بن شملان وللأسف حتى حضرموت خرجت بقضها وقضيضها وتوافدوا من كل حدبٍ وصوب من المدن والأرياف والجبال والأودية والشعاب على مهرجانات عفاش الانتخابية في سيئون والمكلا ولم يكونوا بربع هذه الكثافة في مهرجانات فيصل بن شملان وإن كانت نتائج التصويت في صناديق الاقتراع تقريباً مناصفة بينهما،
ولكن يحسب للمهندس فيصل أنه حرّك المياه الراكدة في الوضع اليمني.
بعد اشهار ملتقى التصالح والتسامح وانطلاق فعاليات الحراك الجنوبي الشهيرة في المكلا ابتداء من سبتمبر 2007م (قد أفرد لها مقالات خاصة في قادم الأيام)،
لكن عام 2008م شهد نشاطاً من قبل بعض الشخصيات الحضرمية الناشطة سياسياً وقد كنت أحدهم ولا فخر، فتبلور هذا النشاط على فكرة إنشاء (ملتقى حضرموت التضامني) وكان الأخ عبد المجيد وحدين الشخصية الفاعلة في هذا النشاط بجهده وفكره،
وتلخصت فكرة الملتقى في جمع شمل كل فئات المجتمع الحضرمي بطريقة مدنية حضارية بحيث يضعوا حضرموت نصب اعينهم وفي مقدمة خياراتهم
من خلاله صياغة رأي سياسي موحد لكل حضرموت يشترك الجميع في صياغته وتعلن الأهداف من خلال مؤتمر عام تحدد فيه أهم مطالب الملتقى وهي مطلب كل حضرمي،
حقوق أبناء حضرموت في المواطنة المتساوية وفي الثروة والوظيفة العامة وحقهم في الالتحاق بالأمن والجيش،
والسعي الحثيث لإبراز دور حضرموت ومكانتها لتكون في المقدمة في مسيرة البناء والنماء وليست تابعة أو في مؤخرة الصفوف،
وكان من أهداف الملتقى تشكيل مجلس (حكماء حضرموت) يضم في تكوينه الصفوة من العلماء والمثقفين والمناصب والمقادمة والسياسيين والاقتصاديين وكل المبرزين من كافة فئات المجتمع في الداخل والخارج،
وتم تحديد يوم الخميس 3/7/2008م موعداً لانعقاد المؤتمر في قاعة الملكة بالمكلا، كل ذلك تم بطريقة حضارية وفق الدستور والقوانين النافذة في البلد،
فكانت المفاجأة أن تتصدى السلطة المحلية برئاسة محافظ حضرموت (الحضرمي) الأستاذ سالم الخنبشي فصدرت منه الأوامر لملاك القاعة الذين قد استلموا الايجار بمنع انعقاد المؤتمر وتم الانتشار الأمني على مداخل المكلا وعلى الطرق المؤدية الى القاعة وهُددت بعض الشخصيات وتم تحذيرهم من مغبة المشاركة في المؤتمر،
في الوقت نفسه عقدت الكثير من الملتقيات المشابهة في صنعاء ومأرب والجوف مؤتمراتها وحضر المشاركون بأسلحتهم دونما يعترضهم أحد،
ولهذا السبب كتبت حينها مقالاَ في صحيفة الأيام بعنوان (لماذا حضرموت؟) ولكنني لم أجد للسؤال جواباً شافياً،
كل تلك الارهاصات ماهي إلا بذور تم زرعها في باطن الأرض الطيبة وقد بدأت تلك البذور تنبت بإذن ربها وستصبح اشجاراً مثمرةً وارفةَ الظلال وسيعم نفعها البلاد والعباد.
خاتمة شعرية:
للشاعر احمد مطر
أجلً إنّني أنحني
فاشهدوا ذُلّتي الباسِلَةْ
فلا تنحني الشَّمسُ
إلاّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ
ولا تنحني السُنبلَةْ
إذا لمْ تَكُن مثقَلَهْ
ولكنّها سـاعَةَ ا لانحنـاءْ
تُواري بُذورَ البَقاءْ
فَتُخفي بِرحْـمِ الثّرى
ثورةً.. مُقْبِلَـهْ!