المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
ماجد الهذلي
ماجد الهذلي

لايف كوتش معادلة تعني لايف كاش



قبل بضعة أيام وعبر منصة تويتر الحوارية والمساحات المخصصة للحديث وجدت مساحة خاصة تتحدث عن تعلم ودراسة اللايف كوتش وتوضح مدى فائدة للناس ويفرق فيها بين عمل الإخصائي النفسي وممارس اللايف كوتش في الحقيقة بخلاف ما دار في تلك المساحة من لغط كبير حول الأهمية والفروق وأنواع التدخلات المستخدمة ومصادرها إلا أن الموضوع أخذ مسار أخر حيث كعادات تلك المساحات لا تضيف لك إلا نوع جديد من الصداع نتيجة الخلط الكبير في المفاهيم ، وينتهي بك المطاف مكان ما بدأت بالضبط، مع فارق بسيط أنك أصبت بالصداع حرفياً.

دعونا أولاً نتعرف على ماهيته هذه الوظيفة فكما يحب ممارسيها تسميتها (علم إدارة الحياة) مع تحفظنا الشديد على كلمة علم، فهم يدعون ببساطة أنهم أناس متدربون بعناية لمساعدة الناس على إدارة حياتهم وذلك بتعريفهم بمصادر القوة لديهم وكيفية استغلالها وتعليم المستفيدين التخطيط الجيد وبناء الأهداف بشكل سليم والتخلص من العقبات التي تواجه الفرد بأنواعها. وتتم ممارسة هذه الوظيفة على شكل جلسات ومن الممكن أن تكون جلسات جماعية أو فردية يتم فيها الكشف عن شخصية الفرد واختياراته وتفضيلاته وذلك لمساعدته لبناء الأهداف والتخلص من المشكلات البسيطة هذه هي ببساطة وظيفة اللايف كوتش. ويتم التفريق عندهم بن دور الإخصائي النفسي ودورهم أنهم لا يتعاملون مع الاضطراب النفسي فهم يرون أنه خط أحمر ويجب أن تحال الحالة لأهل الاختصاص وهم فقط يتعاملون مع أصحاب الصعوبات البسيطة، وهذا الكلام رائع في مجمله، ولكن عندما تتفحص الجوهر تجد هناك مغالطات كبيرة في هذه المهنة على الرغم من سلامة هدفها وهو المساعدة، ولكن المشكلة الحقيقية في هذا النوع أنهم يتعاملون مع الإنسان بغير تأسيس علمي رصين وهنا سؤال يدور بذهني لماذا عندما أرادوا التفريق ذهبوا لعلم العيادي فقط والاضطرابات النفسية؟ فهل علم النفس يختزل في علم النفس العيادي؟ ماذا عن الإرشاد النفسي ودور المرشدين النفسيين؟ وهذه مغالطة كبيرة جداً حيث يؤدي الإرشاد النفسي المهمة ذاتها وأكبر . ومن الأسئلة التي يجب أن يثيرها الشخص قبل التوجه لهذه الممارسات أو التصديق بها هل الشخص الذي سوف أتوجه إليه مؤهل؟ وهنا أعني التأهيل العلمي والمعرفي والتطبيقي وهل يتمتع بصفات تجعله شخص مؤتمن وذو مصداقية وسرية، في الغالب عزيزي القارئ سوف تجد إجابة لهذه الأسئلة فمثلاً سوف تجد العديد من الدورات وسوف تجد الكثير من تناقل الأحاديث حول الموضوع فالشخص (س) استفاد وحقق نجاحات منقطعة النظرية والشخص (ب) تخلص من كل العقبات في جلسة واحدة، وتجد الشخص (ج) يقاسمك بالله أنه استفاد فائدة عظيمة. ولكننا نعلم أن الإنسان كائن متفرد وأن الخبرات البشرية الخاصة لا تعمم ناهيك عن أثر الإيحاء في مثل هذه الجلسات وسؤال آخر ما إمكانية الحدود العلمية لديهم لمعرف أصحاب الاضطراب النفسي ؟وما الأدوات التي يستخدمون للكشف عن الاضطرابات؟ فكلنا نعلم تعقيد الظاهرة النفسية وتداخل الاضطرابات وتنوعها فقد تبدو مجرد صعوبات عند غير المختص ويصبح التعامل معها من غير المختص أشبه بالمشي في حقل ألغام. ومن المفارقات التي وجدت في هذه الوظيفة أنها ليس لها جانب نظري أو مرجعية علمية ولا حتى وظيفية واضحة أو أساليب فعالة تواترت الدراسات على فاعليتها فهي أشبه بالتحدث مع صديق.

في اعتقادي أن الدور الذي يقوم اللايف كوتش دور ينقصه الكثير من العلم والخبرة والتأصيل فكل التطورات والتقدم بالعلم هو لخدمة الإنسان وإثراء البشرية لذلك يعد الإنسان الثروة الأكبر فهو يستحق الأفضل في كل شيء، وعلم النفس يقدم هذه الخدمات وأكثر بمختلف فروعه.
بواسطة : ماجد الهذلي
 1  0  16.9K