خذ صفعه تاخذ بسطه!!
[avatar user="mshaary" align="left" link="file" /]
مشاري بن سليّم
من الظواهر المنتشرة في "بلدية جدة التاريخية" والتي يلاحظها كل من يتجول بين أزقتها من سواح ومواطنين، ظاهرة بما يسميها عامة الناس ب "البسطات" أو "تجار البسطة".
"متعب الشهراني" مواطن سعودي اختار العمل في هذا المجال بعدما ترك وظيفته من أجل تحسين وضعه المادي وتوسيع رزقه.
و قد أراد مزاولة تجارته نظاميا، عكس بعض المخالفين الذين يمارسونها عشوائيا دون رخصة، فلجأ إلى "بلدية جدة التارخية" لذلك الغرض، إلا أنه في كل مرة كان يقابل طلبه بالرفض.
بعد عدة محاولات فاشله مع البلدية اضطر متعب أن يفرش بسطته مثله مثل غيره من المخالفين ولكن للأسف قامت جولات البلدية التفتيشية بمصادرة بضاعته دون غيره وتعرض للضرب والاهانة أمام الملأ من قبل رجال البلدية.
إثر تلك الاعتداءات والمضايقات التي كان يتعرض لها شبه يوميا، وقد كانت آثارها النفسية ظاهرة على تعابير وجهه وصوته المخنوق وهو يحدثني عنها، توجه متعب الى ديوان المظالم والذي انصفه وصدر له حكم بمبلغ 30 الف ريال تعويضا عن جميع بضاعته المصادرة من بلدية جدة والتي تمثل ثلاث بسطات.
لكن أمانة جدة ماطلت في تنفيذ الحكم.
والذي يجدر بالذكر أن قضية متعب ليست إلا واحدة من عشرات القضايا، وكلنا يتذكر قصة المواطنة السعودية "أم عبد الله" صاحبة الصفعة المشهورة وكان الهاشتاق #مقيم_يصفع_سعودية ، قد هز أركان كل مواقع التواصل الاجتماعي والذي اتضح بعد ذلك أن المتعدي سعودي الجنسية، وجدتها صدفة في نفس المكان وهي تبسط بسطتها برخصة رسمية من البلدية ،وعندما سردت قصتها تبين لي أن سبب الاعتداء كان نزاعا في أولوية المكان لفرش البسطة وعرض بضاعتهم.
وبين اصحاب البسطات لا تخلوا مثل هذه الاعتداءات خصوصا بين المخالفين منهم، ومتعب وأم عبد الله وأم حمود ماهم إلا عينة مما يجري في كواليس "بلدية جدة التاريخية"، على حسب ما أدلوه شاهدو عيان إثر تواجدي في موقع الحدث.
وأخيراً .. لا يمكننا أن ننسى موقف صاحب السمو الملكي الأمير "خالد الفيصل" بعد حادثة "أم عبد الله" والذي أمر وقتها بتشكيل لجنة تقف على وضعها، الأمر الذي جعل أمانة جدة توفر لها بسطة مرخصة لها تساعدها في العيش بكرامة، كما أمر سموه بصرف مبلغ مالي قدره 30 الف ريال من وزارة الشؤون الاجتماعية وتسابقت إليها الجمعيات الخيرية لمساعدتها .
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه:
كيف لبلد يشهد العالم بغناه وثرواته المتعددة، وجهوده المبذولة في مساعدة البلدان الاخرى، والذي يأوى كل من يلجأ اليه طالبا الأمن والأمان، كيف لمملكتنا العظيمة أن تسمح أن يهان مواطنوها بهذا الشكل !!
وهل يجب أن تصفع الحرة على وجهها، وبضرب الشريف أمام الناس، ويهان المواطن في بلده حتى يسمع صوته مستعينا بالإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بحيث اصبحوا تقريبا الوسيلة الوحيدة للوصول إلى المسؤولين وولاة الأمر لاسترجاع حقوقهم المنسوبة ..!!
والشكر موصول لأمانة جدة والمتمثلة في متحدثها الرسمي "أ.محمد البقمي" ومدير بلدية جدة التارخية "م. سامي نوار" لتسهيل حصول متعب على رخصته وحسن استقبالهم وسعة صدورهم.
بقلم :
مشاري بن سليّم
المقال للنشر
رابط #تقرير #مشاري_بن_سليّم
http://t.co/6ruW1JWokl
@meshari_sl : تويتر
[email protected]: ايميل