المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 26 أبريل 2024
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عن د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عميدسابق بجامعة البترول.

حج إفتراضي (للمتكررين)!

عملاّ بالقاعدة الفقهية الأساسية المعتمدة على عقد (النيّة) لاحتساب أي أجر أو مردود إزاء أداء أي من الفرائض و أثناء تأدية كافة أركان شعائر العقيدة من صيامٍ و زكاة و حجٍ و صلاة.. (و أن الأعمال بالنيات)...

فالمقترح المُقدم هنا يركّز على الحج؛ بل و يقتصر هدفه على المتقدمين بطلبات القدوم المتواترة و المتكررة، سَنةً بَعد سنة و عاماً بعد عام.

و هناك أعداد غفيرة و متنامية منهم ممن يأتي بمسمى إعادة الحج؛ و بعضهم بدعوى الإنابة عن قريب او رفيق او صديق!

..بينما الذي نلاحظه في واقع الحال هو مجيء الآلاف و مآت الآلاف.. ثم يبقون و يتخلفون (بدوافع الحصول على عمل)!
و نلاحظ أن الجهات المسؤولة -مُوسماً بعد موسم، و حِجة بعد أخرى، تضطر الى تقصي أولئك و ملاحقتهم.. ثم العمل على تسفيرهم.. في مجاهيد صعبة وملاحقات مُضنية.

فالمقترح هنا هو حصراً إزاءَ طلبات القدوم للحج (المتكرر!)، و بالتالي تمكيناً للحاجّين لأول.مرّة 'حِجة فرضهم'/فريضتهم)؛ و ذلك دونما تزاحمٍ و لا تداحم.
و هي فكرة للمساهمة في إسداء الفرصة الكافية لمآت الآلاف من تطبيق القدْر المعقول من مختلف الاحترازات اللازمة.. كما للكورونا و غيرها.

فيكون على أولئك (الراغبين في الحج المُكرر و المتكرر..) أن يقوموا بتعبئة نماذج طلباتهم (أون.لاين)/على منصة مُعدّة على الانترنت لهذا الغرض.. و يشفعون طلباتهم بمختلف المعلومات الصحية المفصلة، و عن حالتهم الاجتماعية.. هم و كافة تابعيهم من أهليهم؛ إضافة الى كافة التواثيق بدءاّ بتاريخ ميلادهم و مكانه و مقر إقامتهم و عملهم، و الإقرار عن عدد الحِجات التي قاموا بها قبلاً.. و متى.

و أقترح أن يُقدّم مع الطلب مبلغاً رمزياً. و عندها يقدٌّمون له في القنصلية شهادة رسمية مخطوطة بخط جميل و ذهبي اللون عن حصوله على (حج افتراضي)؛ و كذلك يُمنحون آلة عرض افتراضية، يشاهدون فيها و يعيشون معها كافة الشعائر و اماكن التعبد و الزيارة.. في الحرم المكي و المسعى و في عرفة و منى.. و بالطبع زيارة المسجد النبوي.. و بقية المزارات المدنية.

و بذا تتحقق (النيّة).. و الحصول على شهادة بخط جميل و مميز و باللون الذهبي.. و بتوقيع كل من السفير او القنصل و فضيلة سادن الكعبة و فضيلة المشرف العام على الحرمين الشريفين.

و إنّ لب الفكرة هنا هو الجمع بين تحقق (النية).. مع تخفيف و تحاشي ازدحام قاصدي الحج (المتكررين!!)

امّا القادمون لتادية فريضة الحج لأول-مرة، فمرحباً بهم؛ و بالطبع بعد تحقيق كافة الشروط.. بما لا يقل عن كامل متطلبات السفر و السكن و التجمع في زمن الكورونا.

و أيضاً مع تجنب إنهاك الطاعنين في السن و ذوي المناعة الضعيفة.. و هذا يخفف أيضاً من قدوم أولئك الذين اعتادوا على المجيئ ليختموا حياتهم في بلدتيْ الحرمين، مكة المكرمة و المدينة المنورة (و خاصة للدفن بمقبرة المعلاة و البقيع)!!

فإنّ أساس الفكرة هنا هو الحد من تفاقم و تزاحم طلبات القدوم -بدون حاجة لتادية فريضة؛ و هو اقتراحٌ لتخفيف الزحام؛ و لتحاشي تفاقم الحوادث و متراكم الآلام.

لقد كنت قد كتبتُ مثل هذا منذ عشر سنين، اقتراحاً بهكذا فكرة لتمكين الراغبين في معاودة الحج و تكراره، لكن بطريقة الحج الافتراضي: Virtual Reality.

ثم دارت الأيام.. و مررنا بموسمين توقّف الحج في احدهما؛ ثم في العام التالي، في موسم حج 1442م، سُمح فقط لستين ألفاً من المواطنين و المقيمين داخل السعودية.

ثم كان في منتصف العام الهجري، 1443م، و يوم 9 من جمادى الأولى/13من ديسمبر، 2021م، أن عقد فضيلة الشيخ عبدالرحمان بن عبدالعزيز السديس مؤتمراً صحفياً في 13/ديسمبر، 2021م قال فيه: "لدينا مكانز دينية و تاريخية عظيمة؛ و يجب علينا 'رقمنتها' و إيصالها للجميع." قالها و هو يُدشِّن (مبادرة الحَجَر الأسود الافتراضي) ممثلَة بإدارة المعارض الرقمية، و بالتعاون مع معهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج و العمرة بجامعة أم القرى، و تهدف الى استخدام الواقع الافتراضي Virtual Reality/VR و التجارب الرقمية التي تشير الى محاكاة الواقع الحقيقي.

كما يهدف المشروع الافتراضي هذا الى محاكاة أكبر عدد ممكن من الحواس مثل الرؤية و السمع و اللمس.. بل و حتى الشم!

و في ختام اقتراحي هنا عن الحج الافتراضي)، أكرِّر بأنّه مُوجّه إزاء "راغبي الحج" لكنهم من المكرّرين و المتكررين.. و طالبي تأشيرة الحج (كعادة!)..أو للحج (نيابة) عن غيرهم..الخ!
 0  0  8.8K