المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
السبت 4 مايو 2024

ظلم ذوي القربى

أ ـ زبيدة عبدالرحمن التركستاني   تذكرت بيتا من قصيدة الشاعر الجاهلي طرفة ابن العبد الذي قال فيها: *وظلم ذوي القربى اشد مضاضة ************** على النفس من وقع الحسام المهند تذكرته وانا ارى واسمع تلك المأساة التي اجرت مدامعي واحرقت قلبي على ذلك الشاب المغرر به ليصبح داعشيا يوجه سلاحه بكل بشاعة ووقاحة الى ابن عمه .. إلى من قاسمه النسب .. واللقمة .. بل وإلى أبناء وطنه الالاف من علامات الإستفهام دارت في ذهني بل وفي ذهن كل محب لدينه ووطنه لم يحدث كل ذلك ؟؟ وكيف؟؟ وغيرها من الاستفهامات احبتي .. ان هذه الحادثة ليست الاولى فكم وكم من الضحايا لهذا الفكر الضال وقعوا فيه وأصبحوا من أسراه أبناء هذا البلد من اكلوا وشربوا وتنعموا في خيره وأمنه وأمانه وحين نبحث في الأسباب نجد الكثير من أصابع اللوم والإتهام موجهة نحوأطراف عديدة ومنها .. الأسرة لأنها هي النواة وهي حجر الأساس لبناء الأجيال . بالله عليكم حين يكون زوجين لايكاد يمر يوم إلا وتتعالى أصواتهم بالشتائم والمشاكل والنزاع بل والضرب والعنف أمام أبنائهم والظلم في الحقوق وعدم العدل ترى كيف سينشأ الأبناء في مثل هذه الأسرة ؟ حين يكون زوجين وقد انتهت حياتهم الزوجية بالطلاق ويسعى كلاهما للإنتقام من الاخر والسلاح الأبناء أي أمان سيشعر به ذلك الطفل وذلك الإبن ؟ حين يسمع الأبناء من والديهم في كل يوم كلمات التذمر والجحود على هذه البلاد والتشكي من تقصير بعض الداوئر الحكومية او المؤسسات .. والسخرية من بعض القطاعات في بلادنا .. والتهكم من تلك الطرق وتلك الشوارع وكل الخدمات.. كيف سينشأ الإبن ؟ وأي وطنية وأي حب وأي ولاء لوطنه سيكون في قلبه ؟ حين يجد الطالب القدوة السيئة في مدرسته والتهميش لمواهبه وهواياته وحين تموت في داخله احلاما وطموحات في أن يكون مهندسا .. او طبيبا .. أو ضابطا .. أو معلما .. فيفوز بتقدير مجتمعه وفتاة أحلامه .. فإذا بتلك الأحلام كلها تتبخر وتتلاشى أمام تعقيدات وأرقام لمعدل لم يتمكن أن يصل اليه في ظل صعوبة مناهج .. أو ضعف أداء من بعض من معلمين مستهترين .. أو إهمال منه هو لأنه لم يجد الإهتمام والمراقبة من والديه ... حين ينعزل في غرفته ويمضي الساعات الطوال في ألعاب إلكترونية مليئة بالعنف بدءا من لعبة ( حرامي السيارات) وغيرها من ألعاب المغامرات المليئة بالعنف والعدوانية بالله عليكم اي لين أو رفق سيكون لديه ؟ حين يحضر تلك المباراة لفريقه المفضل ويرى ويسمع السباب والشتائم والتعصب الأحمق لبعض من مشجعين تبجحوا ونسوا أنهم أبناء بلد واحد ترى أي فكر سيتكون لديه؟ حين يفتقر الى الحب والعاطفة والإحتواء والتوجيه . حين يخلو قلبه من مخافة الله جل وعلا ترى أي حب سيحمله؟ حين يفتقد الى التثقيف ويصبح كالإسفنج يمتص كل شبهة تنال من دينه لأنه فضل كتب الروايات والخيال وكتب الفلاسفة التي تعج بعضها بالكثير من المفاسد العقدية ترى كيف سيميز بين الدين الصحيح وغيره من الافكار الهدامة ؟ حين يعيش الغربة والعزلة فلايجد من ينصت اليه ولامن يحاوره ويشاركه همه ويحفزه ويمنحه الثقة اي امل او طموح سيبقى لديه؟ احبتي كل تلك الاسباب وغيرها الكثير والكثير (طبعا لست أعممها معاذ الله ولا اجحد نماذج رائعة أسرية وتعليمية ) لكنها تستدعي منا جميعا أبناء وبنات هذا البلد ان نتكاتف في انقاذ شبابنا من هذا الوباء الداعشي .. فيأيها الوالدين اتقوا الله في أبناءكم وسارعوا لإزالة الجفوة كونوا أصدقاء لهم شاركوهم في خروجهم رافقوهم في جلساتهم مع أصدقاءهم امنحوهم التقدير والإهتمام بدل أن يمنحها أعداؤنا لهم بزيف وخداع أيها المعلمين الأجلاء واصلوا مسيرتكم بأمانة وإخلاص وكونوا أنتم آباء وإخوة لهؤلاء الشباب استغلوا طاقاتهم ومواهبهم بسطوا لهم المناهج عززوا فيهم حب الله جل وعلا وحب رسوله عليه السلام واغرسوا في قلوبهم الدين الصحيح .. وحب الوطن ياأصحاب الاموال والشركات كفاكم عبثا واهمالا لشبابنا واستغلالهم في قطاعاتكم (بسعودة وهمية ) ليكونوا مجرد اسماء في قوائمكم ودربوهم واعينوهم لينجزوا في اعمالهم احتضنوهم ولاتنفروهم فيكرهوا العمل ويكرهوا البقاء في وطنهم . واخيراً الى كل اخواني الشباب أقول لكم أنتم الأمل بعد الله أرجوكم رجاء بعدد دمعاتي التي تتساقط الان في هذه اللحظة لاتحرقوا قلوبنا وأمهاتكم وآباءكم .. لاتغتروا بتلك الدعوات الواهية لاتخونوا الله وتخونوا دينكم ووطنكم .. ارجوكم افيقوا الى مايحاك ضدبلادنا من مؤامرات ... الى كل احبتي ابناء وبنات وطني الحبيب ارجوكم عودوا الى الله الى الدين الصحيح ..الى الصلاة .. الى الحجاب الى القراءة .. تمسكوا بالدين .. تشبثوا بالعلم .. فهيا لنكون يدا واحدة متحابين متكاتفين لبلادنا وديننا خادمين متفانين ... لاتتركوني من صالح دعاءكم ودمتم ...
بواسطة :
 32  0  9.0K