دردشات الصومعة: العصا البيضا ويوم المساواة للأمريكيين المكفوفين
شاركت على مدى أسبوع في فعاليات يوم البصر العالمي والعصا البيضاء 2021 بدء بالحضور كضيف شرف بدعوة كريمة من جمعية الصداقة للمكفوفين بمملكة البحرين في الملتقى العربي الأول (الأربعاء والخميس 13- 14 أكتوبر 2021م) بعنوان (بصيرة متوقدة) تحت شعار (ببصائرنا نضيئ كوننا) الذي نظمته الجمعية بمناسبة الاحتفاء بيوم البصر العالمي تحت رعاية سعادة الأستاذة فائقة بنت سعيد الصالح وزيرة الصحة البحرينية بمشاركة عدد من منظمات ذوي الإعاقة البصرية ومؤسسات المجتمع المدني محليًا وعربيًا، قدم خلال الملتقى أوراق عمل تناولت مواضيع طبية، تربوية، حقوقية، تكنولوجية، إعلامية، بالإضافة إلى إبداعات ونماذج ملهمة من ذوي الإعاقة البصرية، وكان الملتقى مثيرًا للاهتمام بما حققه من توعية المجتمع بأمراض العيون والعمى الممكن تفاديه وأهمية التشخيص المبكر لضعف البصر وعلاجه، والتأكيد على أهمية الشراكة المجتمعية للمنظمات المعنية محليًا وعربيًا، واجتذاب وسائل الإعلام لتسليط الضوء على الملتقى.
كما حظيت بالمشاركة في ندوة الاتحاد العربي للمكفوفين الافتراضية (15 أكتوبر 2021) بمناسبة يوم العصا البيضاء مع نخبة من المكفوفين المتخصصين من الأردن، الجزائر، السودان، العراق، فلسطين، قطر، لبنان، ليبيا، المغرب، قدمنا خلالها أوراق عمل تناولت لمحة تاريخية عن يوم العصا البيضاء، الحقوق والتشريعات الدولية للعصا البيضاء والمكفوفين، الوصول الشامل في البيئة العمرانية، معوقات استخدام العصا البيضاء في الدول العربية، التحديات التي تواجه المرأة في استخدام العصا البيضاء بالإضافة إلى مشاركة شعرية ومشهد تمثيلي لأهمية العصا البيضاء وكانت مشاركتي عبارة عن محاضرة لمدة 10 دقائق لفت فيها الانتباه إلى ذكر القرآن الكريم لأهمية العصا على لسان سيدنا موسى عليه السلام « قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ» والخلفية التاريخية ليوم العصا البيضاء وأنواع ومقاييس العصي وأهميتها للكفيف، وأن تأتي الاحتفالات القادمة وقد أزيلت كافة الصعوبات والعقبات التي تواجه المعوقين بصريا ليمارسوا حياتهم بصورة طبيعية. وختمت الندوة التي أدارها الدكتور صادق حسين كينج نائب رئيس الاتحاد العربي للمكفوفين بمداخلات واسئلة الحضور ورفع توصيات سيعلنها الاتحاد لاحقًا.
وفي يوم السبت 16 أكتوبر شاركت فريق مكنه التطوعي ندوتهم "استقلالي بعصاتي" التي نظموها عبر مساحات تويتر وشارك فيها كل من الأخصائية النفسية نورة الفصام، الاخصائي الاجتماعي سليمان النمر، المصورة أمجاد المطيري كفيفة بصر جزئيًا، الأستاذ أنور النصار مشرف عموم تربية خاصة سابقاً في وزارة التعليم، بأوراق عمل تناولت أثر استخدام العصا البيضاء في استقلالية المعاق، أفكار المجتمع الخاطئة عن استخدام العصا البيضاء، استعراض تجارب عدد من المكفوفين مع استخدامهم العصا البيضاء، التوجه والحركة وأهمية تعلمها. وتلخصت محاضرتي في الحديث عن تجربتي الشخصية مع فقدان البصر والتحاقي ببرنامج إعادة تأهيل في الولايات المتحدة الأمريكية والعودة منه باستخدام العصا البيضاء ونقل التجربة إلى المملكة العربية السعودية بتأسيس جمعية إبصار وعملي مع أطباء العيون في مستشفيات مغربي إبان تأسيس الجمعية من أجل دعم وتحفيز مرضى العيون المعرضين للعمى، وسياق قصص واقعية لحالات عايشتها آنذاك.
وختمت مشاركاتي بحضور الملتقى الافتراضي "نور الحياة" الذي نظمته جمعية إبصار الخيرية (17-18 أكتوبر) تحت رعاية مدير إدارة تنمية المجتمع بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الأستاذ أحمد صفحي، بعد أن وصلني إعلان الملتقى عبر الوتساب وحرصت على حضوره من أجل الوقوف على المستوى الذي وصلت إليه جمعية إبصار في ظل إدارتها الجديدة.
وقد خلصت من إجمال تلك المشاركات أن هناك زيادة في الوعي والاهتمام بمناسبتي يوم البصر العالمي ويوم العصا البيضاء مقارنة بالماضي ومع ذلك تبقى تلك المناسبات محدودة الأثر في مجتمعاتنا مقارنة بالتأثير الذي تحدثه في مجتمعات الدول المتقدمة اقتصاديا خصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية التي ابتدعت هذه المناسبة في العام 1964م وجعلتها مناسبة وطنية وأطلق عليها الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما في العام 2011م يوم المساواة للأمريكيين المكفوفين، ويلزم القانون رئيس الدولة بالإدلاء سنويا بكلمة فيها وحث المجتمع على الاحتفاء بها مع اتخاذ أي إجراءات تسهم في الوصول إلى تحقيق أعلى مُثُل المساواة وإتاحة الفرص للجميع.
وفي هذا العام أدلى الرئيس جوزيف بايدن بكلمة نشرت على موقع البيت الأبيض في 14 أكتوبر 2021م أكد فيها بأن إدارته تلتزم بالبناء على أساس قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة من خلال ضمان حصول الأمريكيين المكفوفين وضعاف البصر على فرص متكافئة في التوظيف والتقدم الوظيفي. وأعلن أنه وقع أوامر تنفيذية لتعزيز التنوع والمساواة والإدماج وإمكانيات الوصول للقوى العاملة الفيدرالية ورفع الحد الأدنى لأجور المقاولين الفيدراليين إلى 15 دولارًا في الساعة وهذه الأوامر ستؤثر بشكل مباشر على العديد من المتعاقدين الفيدراليين المكفوفين وضعاف البصر. وأن هذه الإجراءات ستعمل على تمكين العمال الفيدراليين ذوي الإعاقة من الوصول إلى أماكن إقامة معقولة واكتساب قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي الاقتصادي مع تحفيز الحكومة الفيدرالية لتكون صاحب عمل نموذجي في توفير بيئات عمل عادلة ومتاحة وشاملة للموظفين ذوي الإعاقة. وأن إدارته وفرت فرص تمويل عبر الوكالات لتعزيز فرص العمل التنافسية المتكاملة للعمال المعوقين، ومنحت 20 مليون دولار عبر برنامج Randolph-Sheppard Vending لمساعدة رواد الأعمال المكفوفين وتوفير الفرص للبائعين المكفوفين لتشغيل مرافق البيع على الممتلكات الفيدرالية.
ومن جانب أخر أطلقت مدينة أوستن بوابة إلكترونية مخصصة ليوم العصا البيضاء تضمنت الفعاليات والأنشطة الافتراضية المخصصة للمناسبة وإتاحة الحضور لكافة المهتمين بها من داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، عدا العديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة التي نظمتها منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في عدد من المدن الأمريكية فضلًا عن إنتاج المواد التوعوية المقروءة والمرئية وإتاحتها على شبكات التواصل الاجتماعي
والمتتبع لهذه المناسبة وفعالياتها ومستوى الاهتمام والرعاية التي توليها الدول المتقدمة اقتصاديا للعمى والعميان والمناسبات المرتبطة بهم سيخلص إلى أن تلك المجتمعات أقرب للإسلام منا فيما يتعلق برعاية وضمان حقوق ذوي الإعاقة البصرية التي الزمنا بها ديننا الحنيف بنزول وحي بشأنها في سورة (عبس، النساء، الحج، النور) حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكرم الصحابي الكفيف عبد الله بن أم مكتوم بمنزلة لم يحظى بها الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم حيث كان يفرش له ردائه ويقول له "مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي".
وهذه هي الأمثلة التي يجب علينا تسليط الضوء عليها في هذه المناسبات وإبرازها للعالم كنموذج للاقتداء به، وأختم دردشتي بأبيات للشاعر علي بن عبد الغني الأندلسي
وقالُوا: قدْ عَميتَ، فقُلت: كلاَّ *** وإنِّي اليومَ أَبصَرُ مِن بَصِيرِ
سَوادُ العَينِ زادَ سَوادَ قَلبِي *** ليَجتَمِعا على فَهمِ الأُمورِ
كما حظيت بالمشاركة في ندوة الاتحاد العربي للمكفوفين الافتراضية (15 أكتوبر 2021) بمناسبة يوم العصا البيضاء مع نخبة من المكفوفين المتخصصين من الأردن، الجزائر، السودان، العراق، فلسطين، قطر، لبنان، ليبيا، المغرب، قدمنا خلالها أوراق عمل تناولت لمحة تاريخية عن يوم العصا البيضاء، الحقوق والتشريعات الدولية للعصا البيضاء والمكفوفين، الوصول الشامل في البيئة العمرانية، معوقات استخدام العصا البيضاء في الدول العربية، التحديات التي تواجه المرأة في استخدام العصا البيضاء بالإضافة إلى مشاركة شعرية ومشهد تمثيلي لأهمية العصا البيضاء وكانت مشاركتي عبارة عن محاضرة لمدة 10 دقائق لفت فيها الانتباه إلى ذكر القرآن الكريم لأهمية العصا على لسان سيدنا موسى عليه السلام « قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ» والخلفية التاريخية ليوم العصا البيضاء وأنواع ومقاييس العصي وأهميتها للكفيف، وأن تأتي الاحتفالات القادمة وقد أزيلت كافة الصعوبات والعقبات التي تواجه المعوقين بصريا ليمارسوا حياتهم بصورة طبيعية. وختمت الندوة التي أدارها الدكتور صادق حسين كينج نائب رئيس الاتحاد العربي للمكفوفين بمداخلات واسئلة الحضور ورفع توصيات سيعلنها الاتحاد لاحقًا.
وفي يوم السبت 16 أكتوبر شاركت فريق مكنه التطوعي ندوتهم "استقلالي بعصاتي" التي نظموها عبر مساحات تويتر وشارك فيها كل من الأخصائية النفسية نورة الفصام، الاخصائي الاجتماعي سليمان النمر، المصورة أمجاد المطيري كفيفة بصر جزئيًا، الأستاذ أنور النصار مشرف عموم تربية خاصة سابقاً في وزارة التعليم، بأوراق عمل تناولت أثر استخدام العصا البيضاء في استقلالية المعاق، أفكار المجتمع الخاطئة عن استخدام العصا البيضاء، استعراض تجارب عدد من المكفوفين مع استخدامهم العصا البيضاء، التوجه والحركة وأهمية تعلمها. وتلخصت محاضرتي في الحديث عن تجربتي الشخصية مع فقدان البصر والتحاقي ببرنامج إعادة تأهيل في الولايات المتحدة الأمريكية والعودة منه باستخدام العصا البيضاء ونقل التجربة إلى المملكة العربية السعودية بتأسيس جمعية إبصار وعملي مع أطباء العيون في مستشفيات مغربي إبان تأسيس الجمعية من أجل دعم وتحفيز مرضى العيون المعرضين للعمى، وسياق قصص واقعية لحالات عايشتها آنذاك.
وختمت مشاركاتي بحضور الملتقى الافتراضي "نور الحياة" الذي نظمته جمعية إبصار الخيرية (17-18 أكتوبر) تحت رعاية مدير إدارة تنمية المجتمع بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الأستاذ أحمد صفحي، بعد أن وصلني إعلان الملتقى عبر الوتساب وحرصت على حضوره من أجل الوقوف على المستوى الذي وصلت إليه جمعية إبصار في ظل إدارتها الجديدة.
وقد خلصت من إجمال تلك المشاركات أن هناك زيادة في الوعي والاهتمام بمناسبتي يوم البصر العالمي ويوم العصا البيضاء مقارنة بالماضي ومع ذلك تبقى تلك المناسبات محدودة الأثر في مجتمعاتنا مقارنة بالتأثير الذي تحدثه في مجتمعات الدول المتقدمة اقتصاديا خصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية التي ابتدعت هذه المناسبة في العام 1964م وجعلتها مناسبة وطنية وأطلق عليها الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما في العام 2011م يوم المساواة للأمريكيين المكفوفين، ويلزم القانون رئيس الدولة بالإدلاء سنويا بكلمة فيها وحث المجتمع على الاحتفاء بها مع اتخاذ أي إجراءات تسهم في الوصول إلى تحقيق أعلى مُثُل المساواة وإتاحة الفرص للجميع.
وفي هذا العام أدلى الرئيس جوزيف بايدن بكلمة نشرت على موقع البيت الأبيض في 14 أكتوبر 2021م أكد فيها بأن إدارته تلتزم بالبناء على أساس قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة من خلال ضمان حصول الأمريكيين المكفوفين وضعاف البصر على فرص متكافئة في التوظيف والتقدم الوظيفي. وأعلن أنه وقع أوامر تنفيذية لتعزيز التنوع والمساواة والإدماج وإمكانيات الوصول للقوى العاملة الفيدرالية ورفع الحد الأدنى لأجور المقاولين الفيدراليين إلى 15 دولارًا في الساعة وهذه الأوامر ستؤثر بشكل مباشر على العديد من المتعاقدين الفيدراليين المكفوفين وضعاف البصر. وأن هذه الإجراءات ستعمل على تمكين العمال الفيدراليين ذوي الإعاقة من الوصول إلى أماكن إقامة معقولة واكتساب قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي الاقتصادي مع تحفيز الحكومة الفيدرالية لتكون صاحب عمل نموذجي في توفير بيئات عمل عادلة ومتاحة وشاملة للموظفين ذوي الإعاقة. وأن إدارته وفرت فرص تمويل عبر الوكالات لتعزيز فرص العمل التنافسية المتكاملة للعمال المعوقين، ومنحت 20 مليون دولار عبر برنامج Randolph-Sheppard Vending لمساعدة رواد الأعمال المكفوفين وتوفير الفرص للبائعين المكفوفين لتشغيل مرافق البيع على الممتلكات الفيدرالية.
ومن جانب أخر أطلقت مدينة أوستن بوابة إلكترونية مخصصة ليوم العصا البيضاء تضمنت الفعاليات والأنشطة الافتراضية المخصصة للمناسبة وإتاحة الحضور لكافة المهتمين بها من داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، عدا العديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة التي نظمتها منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في عدد من المدن الأمريكية فضلًا عن إنتاج المواد التوعوية المقروءة والمرئية وإتاحتها على شبكات التواصل الاجتماعي
والمتتبع لهذه المناسبة وفعالياتها ومستوى الاهتمام والرعاية التي توليها الدول المتقدمة اقتصاديا للعمى والعميان والمناسبات المرتبطة بهم سيخلص إلى أن تلك المجتمعات أقرب للإسلام منا فيما يتعلق برعاية وضمان حقوق ذوي الإعاقة البصرية التي الزمنا بها ديننا الحنيف بنزول وحي بشأنها في سورة (عبس، النساء، الحج، النور) حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكرم الصحابي الكفيف عبد الله بن أم مكتوم بمنزلة لم يحظى بها الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم حيث كان يفرش له ردائه ويقول له "مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي".
وهذه هي الأمثلة التي يجب علينا تسليط الضوء عليها في هذه المناسبات وإبرازها للعالم كنموذج للاقتداء به، وأختم دردشتي بأبيات للشاعر علي بن عبد الغني الأندلسي
وقالُوا: قدْ عَميتَ، فقُلت: كلاَّ *** وإنِّي اليومَ أَبصَرُ مِن بَصِيرِ
سَوادُ العَينِ زادَ سَوادَ قَلبِي *** ليَجتَمِعا على فَهمِ الأُمورِ