بزرجمهر احد خير حكام الفرس

قال جبران مطران على لسان ابنة الوزير الفارسي بزرجمهر بن البختكان الذي ملأ بلادهم عدلا وأمنا ورخاء وأحبه الناس ووقروه. نبغ وبرز بعلمه وذكائه منذ صغره، وكان الوحيد الذي استطاع تفسير حلم كسرى فارس (أنوشروان) أن خنزيرا يشرب معه خمرًا في اناء من ذهب، فصدق تفسيره أن بنتا للملك تعشق غلامًا وتلبسه لباس الجواري وتربطه فيهن على أنه جارية، فبعدها عيّنه كسرى وزيرا له، لكن الوشاة من الحسّاد والحاقدين التمّوا من حوله كعادة بعض الناس ولم يدعوه وشأنه وزرعوا الفتنة فأمر كسرى الثاني حفيد أنوشروان بقتل بزرجمهر أمام الناس. فخرجت ابنة بزرجمهر حاسرة عن وجهها (الذي كان عيبا شديدا) بين جموع الناس الذي حضروا دون تحريك ساكن خوفا من كسرى. فراها كسرى فأرسل اليها يسألها:

مولاي يعجب كيف لم تتقنعـــــــي قالت له: أتعجبـــــــــا وســـــــؤالا

فارجع إلى الملك العظيم وقل له: مات النصيح وعشت أنعـــــم بالا

وبقيت وحدك بعده رجلاً، فســــــد وارع النساء ودبر الأطفـــــــالا

ما كانت الحسناء ترفع سترهــــا لو أن في هذي الجمــوع رجــالا

هناك فئة من الأشخاص الناعمين الذين يعيشون بيننا، لا نشعر بشرهم ولكنه قد يكون عظيما اذا لقوا لم اذانا تصغي وتصدق ما يحيكون دون تحر وتمعن. هذه الفئة هم الواشون أو الوشاة ومفردها الواشي بمعنى النمام أو الخيّاط.

من أجمل الردود على الواشين، رد مجنون ليلى عندما أخبره والده أن ليلى واسعة الفم، قصيرة، جاحظة العينين، سمجة، أسفل عينيها أسود مزرق.

يَقولُ لِيَ الواشونَ لَيلى قَصيرَةٌ ---- فَلَيتَ ذِراعاً عَرضُ لَيلى وَطولُها

وَإِنَّ بِعَينَيها لَعَمرُكَ شُهلَةً ------- فَقُلتُ كِرامُ الطَيرِ شُهلٌ عُيونُها
نبقى على شعارنا، عالأصل دور، اذا جاءنا الفاسق الواشي بنبأ نتبين.