المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 19 أبريل 2024
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عن د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عميدسابق بجامعة البترول.

10من.أكتوبر.عيدُ.الصين.الوطنية!

يصادف العاشر من أكتوبر حلول العيد الوطني لتايوان، او جمهورية الصين الوطنية. و خلال الحرب العالمية الثانية او فترة ما بين الحربين كان مسمى فورموزا يتم تداوله محل لفظة 'تاي.وان'.

و لكن بدأت أهمية تايوان عند انتقال حكومة الصين اليها من بيجين.. بعيد هزيمتها برآسة الرئيس چيانگ كاي.چيك، أمام الثوار بقيادة زعيمهم (ماو) في 1949م.
و لكن، ظلت الحكومة في تايوان أمام معظم الدول الكبرى ممثلة لعموم الصين و بكاملها!

حتى تطورت الأمور، و تنامت فاعلية حكومة ماو في بيجين، و تقاطر عدد المعترفين بها في أنحاء العالم؛ و من ذلك كان مؤتمر دول عدم الانحياز في باندونگ، إندونيسيا، في أپريل، 1955م؛ فكان چو.إن.لاي، رئيس وزراء ما تمت تسميته بمسمى جمهورية الصين الشعبية (الشيوعية) ممثلاً للصين.

و مضت الأمور على هذا الحال على خطين متوازيين، غير ان خط الأولى أخذ يقصر و خط الثانية ظل يطول.. إلى أن حل أكتوبر من عام 1971م، و تم طرح مشروع قرار في الجمعية العامة الأمم المتحدة يقترع على تولي ممثل الصين؛ و بالطبع كان هناك مقترح بديل لبقاء حكومة تايپيه/تايوان متربعة على كرسي تمثيل الصين برمتها.

و حدثت حادثة شبه طريفة، حينما تساجل المساران تحت قبة الجمعية العمومية، مداً و جزراً بين مريدي الطرفين.
و لكن في لحظة من 'تكتيكات برلمانية' أُسقِط في يد الجبهة الأمريكية -التي كنا ضمنها.. حين كان هناك تصويتان معروضين.. و حدث أنّّ حسْمَ الواحد منهما سيقدٌِمه على الآخر، بل و -عملياً- سيبطله!

و حدث ان جاء دور ممثلنا هناك، و جاءت نوبة إلقاء كلمته في نقاش الموضوع، فإذا به بإصراره على التصويت اولاً على مشروع القرار الأول (شو هو الذي حصل على عدد محدود)، ففاز مشروع القرار البديل تلقائياً. و كان جورج بوش (الأب) 'الممثلش شششششالدائم' لأمريكا وقتها؛ و أذكر انه عـَبَّر بحنق على نتيجة عملية التصويت، و وصف المندوب بالصاروخ المُضلَّل: Misguidedشش missile!

و منذ ذلك اليوم، قام ممثل الصين الشعبية بتمثيل الصين'، و خرجت تايوان من الحلبة.شش

لكن ما لبث أن قام هنري كيسنجر بزيارة سرية للصين، و قابل رئيس الوزراء چو.إن.لاي في مدينة شانگهاي؛ و بڜُعيد فترة قصيرة صارت الصين الشعبية الممثلة الحقيقية و الأحق 'للصين'.

و رغم ان حكومة الصين الشعبية تواصل إعتبار تايوان جزءاً ينتظر انضمامها إليها، إلاّ أن عدداً محدوداً لا زال يحتفظ بشَعرة تواصل مع تايوان التي لا يزال لها رئيسها (حالياً.. رئيسة)؛ و لها كيان حكومي و علاقات تجارية.

و دارت الأيام؛ و بعد أن تداول السلطة في امريكا عددّ من الرؤساء؛ و تحول دور الصين الكبرى من مجرد (معامل و مشاغل) كبرى ساهمت فعلاً في خدمة الاقتصاد العالمي.. و منها الدول الكبرى.. و منها امريكا، الى ان تنامى و تضخم دور 'الصين' الى مستوى المارد و الجبروت حتى جاوز المدى و قارب ان يأخذ الزمام من امريكا بل و ان يسعى حثيثاً ليأخذ مركزها و ان يحل محلها.

فعادت تايوان مؤخراً لتاخذ مكاناً تحت الشمس و لكن فقط كموقع بؤري للنزاع بين الصين الكبرى و امريكا (و معها من يقرر ان يقف بجانبها).

و في الأثناء، تواصل فورموزا/تايوان إقامة احتفال سنوي كعيد وطني 'صيني'، في 10 من أكتوبر!
 0  0  12.6K