عناية كريمة بالكتاب من الملك المؤسس إلى الملك سلمان
من السنن الحميدة والسجايا المجيدة لولاة الأمر منذ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز العناية بالعلم والعلماء، ومن مظاهر العناية بالعلم الاهتمام الكبير والعناية الفائقة بنشر وطباعة الكتب، دعماً للثقافة العامة ونشراً للعلم الشرعي، ومساعدة طلبة العلم، ومنذ بواكير عهد الإمام الموحد جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - وقبل أن تتوفر الموارد المالية، كلّف - رحمه الله - مجموعة من العلماء انتقاء مجموعة من الكتب العلمية، وأمر بطباعتها في عدد من الدول الإسلامية التي تتوافر فيها المطابع الكبيرة آنذاك.
وقد عدَّ أحد الباحثين ذلك بأنه من أبرز المظاهر الحضارية التي شهدتها جزيرة العرب في أواخر القرن الثالث عشر، وأوائل القرن الرابع عشر الهجريين، ظاهرة طباعة الكتب على النفقة الخاصة ووقفها، وقد أسهم الملك عبد العزيز - رحمه الله - في هذا المجال، وأمر بطباعة أعداد كبيرة من الكتب الشرعية والتاريخية، وقد كانت الكتب التي أمر جلالته بطباعتها حافزاً مشجعاً لنشاط حركة التأليف، ونشر المخطوطات في أرجاء البلاد، مما كان له الأثر الملموس في نشاط الحركة العلمية والفكرية في المنطقة.
وقد دأب ولاة الأمر منذ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على العناية بالعلم والعلماء، ومن مظاهر العناية بالعلم الاهتمام الكبير والعناية الفائقة بنشر وطباعة الكتب، دعماً للثقافة العامة ونشراً للعلم الشرعي، ومساعدة طلبة العلم، ومنذ بواكير عهد الإمام الموحد جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - وقبل أن تتوفر الموارد المالية، كلّف - رحمه الله - مجموعة من العلماء انتقاء مجموعة من الكتب العلمية، وأمر بطباعتها في عدد من الدول الإسلامية التي تتوافر فيها المطابع الكبيرة آنذاك، وقد عدَّ أحد الباحثين ذلك بأنه من أبرز المظاهر الحضارية التي شهدتها جزيرة العرب في أواخر القرن الثالث عشر، وأوائل القرن الرابع عشر الهجريين، ظاهرة طباعة الكتب على النفقة الخاصة ووقفها، وقد أسهم الملك عبد العزيز - رحمه الله - في هذا المجال، وأمر بطباعة أعداد كبيرة من الكتب الشرعية والتاريخية، وقد كانت الكتب التي أمر جلالته بطباعتها حافزاً مشجعاً لنشاط حركة التأليف، ونشر المخطوطات في أرجاء البلاد، مما كان له الأثر الملموس في نشاط الحركة العلمية والفكرية في المنطقة.
وقد سبق وأن أعلنت دارة الملك عبد العزيز منذ مدة عن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حين كان أميراً لمنطقة الرياض، ورئيساً لمجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز للدارة، بإعادة طبع عدد من الكتب الشرعية - على نفقته الخاصة - يضاف إلى ما سبق طبعه في مناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، وذلك ضمن اهتمامه بنشر الثقافة الشرعية على منهج السلف الصالح، إدراكاً منه - أيده الله - لحاجة المكتبات إلى المؤلفات الإسلامية التي تُعد مرجعاً مهماً في الفقه والعقيدة والمعاملات، وهي من أمهات الكتب في مجالها، وقد حظيت بالتحقيق، وضبط النص، وتخريج الأحاديث وهي:
1- كتاب الآداب الشرعية (3 أجزاء)، تأليف الإمام الفقيه المحدث أبي عبد الله محمد بن مفلح المقدسي (ت 763هـ).. ويشتمل على جملة كثيرة من الآداب الشرعية والمصالح المرعية، التي يحتاج إلى معرفتها كل عالم عابد، بل كل مسلم، وقد سبق مؤلف هذا الكتاب الكثير من العلماء الذين ألفوا في هذا الموضوع، وهذه المعاني، وقد جاء المؤلف بعدهم، فاستفاد ممن قبله، وزاد عليهم الكثير من الفوائد، وتفرَّد بالكثير من المسائل الفقهية، والكتاب زاخر بالأصول العظيمة في الاعتقاد والأخلاق والفضائل النفيسة؛ الفردية منها والاجتماعية التي تحقق لمن يعمل بها طهارة الروح، وصحة العقل والبدن، وقد احتوى على نُقول عديدة من كتب نفيسة، لعل أعظمها كتاب: (الفنون) لابن عقيل الحنبلي، و(الرعاية الكبرى) لابن حمدان، و(المستوعب) لمحمد بن عبد الله السامري، إلى غير ذلك من المصنفات النافعة، وقسَّم الكتاب إلى فصول متعددة، احتوت على معلومات في علوم الفقه، والمعاملات، والقرآن، والحديث، واللغة العربية، وآداب السلوك العامة، وهناك فصول اختصت بالمصحف، والتداوي، والطب والعلاج، وخواص بعض المأكولات، وعمارة المساجد.
2- كتاب طبقات الحنابلة (3 أجزاء) للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى الفرَّاء البغدادي الحنبلي (ت 526هـ)، ويُعد أول كتاب كامل لتراجم أصحاب الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -، وقد أشاد به العلماء، ووصفوه بأنه أجود كتب المؤلف الذي كان من علماء القرن الخامس وأول القرن السادس الهجريين، ويتميز الكتاب بأن المؤلف صنف الطبقات الست لعلماء الحنابلة على حروف المعجم حتى يسهل على العلماء، وطلاب العلم، البحث فيه، ويشتمل على سبعمائة وسبع من التراجم، وهي لأغلب أصحاب الإمام أحمد حتى زمن المؤلف، حيث بُدئت بترجمة أحمد بن إبراهيم الدروقي (168 - 246هـ) وخُتمت بترجمة طلحة العاقولي (المتوفى سنة 512هـ).
3- كتاب جامع العلوم الحكم (جزءان) تأليف الإمام الحافظ الفقيه زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي ثم الدمشقي، الشهير بابن رجب (ت 795هـ)، ويتضمن الكتاب شرح خمسين حديثاً منتقاة من جوامع الأحاديث النبوية الشريفة، يندرج تحتها معانٍ كثيرة في ألفاظ قليلة، وهي مما خصَّ الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، وأصل هذا الكتاب ستة وعشرون حديثاً جمعها الإمام أبو عمرو عثمان بن موسى الشهرزوري الشهير بابن الصلاح، ثم إن الإمام النووي زاد عليها تمام اثنين وأربعين حديثاً، وسمَّى كتابه الأربعين، ثم إن الحافظ ابن رجب ضم إلى ذلك كله ثمانية أحاديث من جوامع الكلم الجامعة لأنواع العلوم والحكم، فبلغت خمسين حديثاً، ثم استخار الله - تعالى - إجابة لجماعة من طلبة العلم في جمع كتاب يتضمن شرح ما يسَّر الله من معانيها، وتقييد ما يفتح به - سبحانه - من تبيين قواعدها ومبانيها، وقد اعتنى في شرحه هذا بالتفقه في معاني الأحاديث النبوية، وتفسير غريبها، وشرح غامضها، وتأويل مختلفها، وبيان أحكامها الفقهية والعقدية التي تضمنتها، وما اختلف فيه العلماء منها.
4- كتاب عرش الرحمن وما ورد فيه من الآيات والأحاديث (جزءان)، تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية، وأصل هذا الكتاب فتوى وجوابها لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية عن العرش، وهل هو الكرسي أم لا؟ وعما قيل من كونه هو الفلك التاسع عند أهل الهيئة، وكيف يتفق ذلك مع صفة العلو لله والاستواء على العرش؟ وقد أجاب الشيخ - رحمه الله - إجابةً مفصلةً مدعمةً بما ورد في العرش من الآيات والأحاديث.. تلا ذلك مجموعة من الرسائل والمسائل للشيخ في شؤون العقيدة.
5- كتاب مجموعة الحديث (جزءان)، المعروف بمجموعة الحديث النجدية، وتشتمل على عدد من الكتب والرسائل لعدد من العلماء، وهي: كتاب (الأربعون النووية) للإمام النووي، و(العمدة في الأحكام) للحافظ المقدسي، و(أصول الإيمان) للشيخ محمد بن عبد الوهاب، و(فضل الإسلام) للشيخ محمد بن عبد الوهاب، و(الكبائر) للشيخ محمد بن عبد الوهاب، و(نصيحة المسلمين بأحاديث خاتم المرسلين) للشيخ محمد بن عبد الوهاب، و(رسالة الصلاة)، و(الوابل الصيِّب من الكلم الطيب)، وكلاهما للإمام ابن القيم.
6- كتاب المغني (15 جزءاً)، لموفق الدين أبي محمد عبد الله بن قدامة المقدسي الحنبلي، وجاء تأليف هذا الكتاب شرحاً وإيضاحاً لمختصر أبي القاسم عمر بن الحسين الخرقي الذي جمع فيه الأحكام على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وقد طبع طبعات متعددة، بعضها أضيف إليه بعض الشروح، ثم صدر مستقلاً في تسعة أجزاء، وقد اعتمد المحققان على هذه الطبعة، وأخرجا هذا الكتاب بعد دراسته وتحقيقه في طبعة جديدة في خمسة عشر جزءاً، كان آخرها خاصاً بفهارس الكتاب.
وكتاب المغني موسوعة في الفقه المقارن لم يكتف صاحبه بشرح المختصر، وتفريع أبوابه، وذكر فصوله، وتحرير مسائله، والتدليل لها، وإنما اقترب من الإحاطة بمذاهب الفقهاء واستدلالاتهم، وقارن بينها، واحتج لمذهب إمامه، ووفَّى كل اجتهاد حقه من بسط قوله وإيضاح دليله.
وعوداً إلى ما أشرت إليه في مطلع المقالة، فقد عُرف عن الملك عبد العزيز - رحمه الله - رعايته للعلم والمعرفة من خلال جهوده الملموسة في طباعة الكتب على نفقته الخاصة، وتكليف بعض المشايخ بطباعة الكتب، ونشرها على طلبة العلم، ومنهم: الشيخ حامد الفقي، والشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ محمد نصيف وغيرهم، وهذا الاهتمام بالكتب كان مبكراً، بل إنه سبق توحيد المملكة العربية السعودية، كل ذلك إدراكاً منه - رحمه الله - للعلم، ومن الشواهد على ذلك ما كُتب على أحد الكتب المطبوعة في حينه (طُبع على نفقة صاحب الجلالة، ومحيي السنة المحمدية، الإمام عبدالعزيز آل سعود ملك الحجاز وسلطان نجد، وملحقاتها - أيده الله تعالى -)، وهو كتاب فتاوى عبد الله بن عبدالرحمن أبي بطين المتوفى 1282هـ، المطبوع سنة 1344هـ، ومن أبرز الكتب التي طبعت على نفقة الملك عبد العزيز كما يشير إلى ذلك الدكتور مساعد الحديثي في بحثه المعنون بـ: (جهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز في العناية بالأوقاف) المقدم لندوة الأوقاف:
- تفسير ابن كثير، والبغوي - 8 مجلدات.
- البداية والنهاية - 14 مجلداً.
- المغني والشرح الكبير - 20 مجلداً
- كشاف القناع - 6 مجلدات.
- الشريعة للآجري.
- منتهى الإرادات - 6 مجلدات.
- العدة شرح العمدة.
- الإنصاف - 20 مجلداً.
- مجموع الفتاوي النجدية - 4 مجلدات.
- زاد المعاد - 4 مجلدات.
- الطرق الحكمية.
- صيانة اللسان.
- مختصر سيرة الرسول?.
- الجواب الكافي.
- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء.
- التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح.
- الروض المربع - مجلدان.
- العقيدة الطحاوية.
- طبقات الحنابلة.
- كتاب السنة.
- مدارج السالكين شرح منازل السائرين.
- رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية.
- فتح المجيد.
- حاشية المقنع.
- الإقناع.
- جامع العلوم والحكم، لابن رجب.
- جامع الأصول، للجزري.
- تأسيس التقديس، للشيخ أبي بطين.
- مجموعة التوحيد.
- مجموعة الحديث.
- رد شيخ الإسلام ابن تيمية على ابن البكري.
- رد شيخ الإسلام ابن تيمية على الأخنائي.
- منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية.
- ذكرى الكشافة العراقية.
- دلائل الرسوخ.
- شرح دليل الطالب.
- نقض المنطق.
- الجواب الصحيح.
- شرح نونية ابن القيم.
- الروضة الندية.
- كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب، لابن خزيمة.
- مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم.
- محاكمة الحمدين للألوسي.
- ذيل الحنابلة لابن رجب.
- ديوان ابن سحمان.
- كتاب الزهد للإمام أحمد.
- تقويم الأوقات لعرض المملكة العربية السعودية.
- مختصر سنن أبي داود 4 مجلدات.
- جامع الأصول - 10 مجلدات.
- الآداب الشرعية - 4 مجلدات.
- منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب.
- مختصر الفتاوي المصرية.
- كتاب الرد على المنطقيين لشيخ الإسلام ابن تيمية.
- الرسائل والمسائل النجدية.
وإذا كنت قد ذكرت آنفاً عناية الملك عبد العزيز بطباعة الكتب قبل توحيد البلاد، فهناك كتب طبعت في وقت مبكر، وقد بيَّن معالي الشيخ عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله - في بحث له عن اهتمام ورعاية الملك عبد العزيز بالكتاب ما نصه: (أخبرني الشيخ حمد الجاسر أنه في سنة 1340ه بدأ طبع الكتب بالقاهرة على نفقة الإمام عبد العزيز في مطبعة المنار، أما أقدم ما طبع على نفقته في الهند فديوان الشيخ سليمان بن سحمان - الجواهر المنضدة الحسان).
كما أن الملك عبد العزيز - رحمه الله - لم يذكر اسمه على بعض الكتب، يقول خير الدين الزركلي: إنه قد طُبعت على نفقة الملك عبد العزيز - رحمه الله - كتب كثيرة لم يذكر عليها اسمه، إلا أنه ورد على بعض مطبوعاتها في الهند أنها (طُبعت على نفقة من قصده الثواب من رب الأرباب).
وقد سار على هذا النهج المبارك الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله -رحمهم الله جميعاً - فقد اعتنوا بنشر الكتب، وطباعتها، وشراء الكتب، وتوزيعها، وترجمتها بلغات العالم دونما الاستئثار بتوزيعها في المملكة العربية السعودية، وليس المجال هنا لحصر كل ما تم طباعته، وكان لأصحاب السمو الملكي الأمراء جهد بارز وواضح في نشر وطباعة الكتب رغم أن المؤسسات الشرعية والثقافية تولي حركة النشر والتوزيع عناية فائقة إلا أنهم لم يكتفوا بذلك إدراكاً منهم لما للكتاب من أهمية.
ولعل السمة الملحوظة في الكتب المطبوعة في عهد الملك عبد العزيز وعن طريق أبنائه أنها تتضمَّن بالدرجة الأولى نشر العقيدة الإسلامية الصافية، وترتكز في الموضوعات التالية:
- كتب الدعوة المعتمدة.
- كتب التفاسير المعتبرة.
- كتب في الحديث والفقه الإسلامي في موسوعاته الكبرى.
- كتب تاريخية عظيمة الفائدة.
- كتب في الأدب ودواوين بعض الشعراء
ويُضاف إليها كتب الموسوعات العلمية، ومنها الموسوعة التي تبنَّى الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - طباعتها وتوزيعها، وغيرها الكثير الكثير ممن لم يدوّن به اسم المتكفل بطباعته، وكذلك الأمير نايف بن عبدالعزيز وغيره من أصحاب السمو الملكي الأمراء رحمهم الله.