ابدأ من جديد

هذه النفس التي تحملها بين جنبيك هي أول من يستحق رعايتك واهتمامك ، فهي أمانة بين يديك ، ستسأل عنها يوم الدين ، تعبد لله بحسن تعاملك معها ، كن بها رحيمًا ، عطوفًا، تعامل معها بانسيابية وهدوء، تأملها واكتشف عمقها اللامحدود ، لبي رغباتها في حدود الدين وماشرعه الله لك محافظًا على العرف والتقاليد ، تفهم احتياجاتها المكبوتة ، وسيطر على اندفاعاتها حتى لاتتفلت منك ،حاورها،دللها، تعرف عليها جيدًا ، لاتجرّ الحزن عليها فتوجعها، ولاتحملها فوق طاقتها ، حاول أن تنقيها من أوجاع السنين لتبدأ من جديد.
كُن لنفسك واعيًا ولبيبًا، حتى تهدأ وتستقر وتستكين ، فأنت لاتملك عقلًا واحدًا أنت تملك عقلين ،عقلٌ واعي وعقلٌ لاواعي ، فإذا سيطرت على وعيك، وعرفت كيف تستفيد من تقنيات عقلك اللاواعي التي سخرها لك ربك وآمنت وأيقنت بالله وبحكمة تدبيره ، ورضيت بقدره خيره وشره، واعترفت بضعفك، وقررت المضي في خطواتك عندها ستكون بدايتك الحقيقية ، مافات ولى وانتهى فأنت وليد اللحظة ، هي حياة فلا تتعجل الممات ، فعشها بكل التفاصيل وابدأ من جديد ، وواصل المسير ، لابأس إن جهلت فاسأل، وإن لم تعلم فابحث، وإن تعثرت قُم في الحال، فلكل جواد كبوه ، وانظر ماوراء الباب ،فلنفسك عليك حق أن يكون لها في الحياة شأن ، وبين الناس اسمّ وفعل.



خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية
@hayat20202 انستجرام