بين العقل والجنون شعرة
بحجم ماتتحمله هذه العبارة من تأويل وتفسير وتنصيبها على كثير من مواضيع حياتنا سيتسع الموضوع ويتمدد ونحن نريد التركيز على الإفادة من هذه العبارة في حياتنا كأفراد نتطلع للنمو والتطوير ونبتعد عن مزالق تهوي بنا فنلتزم الحياد والموضوعية والواقعية بدون أن نهمش العاطفة والمشاعر فنحاول الاتزان والتوسط بينهما لنصل لما تتقبله أرواحنا ونسعد به ، فالتركيز والالتزام بجانب واحد في الحياة وإغفال جانب آخر ليس هو المنهجية الوسطية التي أمرنا بها ووصفنا بها الله في كتابه الكريم (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا….) قد يتساءل البعض منا ماهو الضابط لهذه الشعرة التي تفصل بين العقل والجنون هنا ننوه ونذكر أن مرد كل توفيق وثبات وفلاح هو من الله ومادام الأمر بيد الله فليكن الضابط والمرجع الأول لحياتنا في جميع مناحيها صدق اللجوء والتوكل على الله ثم الالتزام بما أمر فما نواجهه في الحياة تكفل الله ورسوله بتنظيمه ووضع قواعده فما وافق شريعتنا أخذنا به وماخالفها تجنبناه ثم بعد ذلك نرى تقبل أرواحنا لنا فما يتفق معي قد لايتفق معك وماأميل له قد لاتميل له فالنفوس مختلفة وإن أصابتنا الحيرة فعلينا بالاستخارة والاستشارة فما خاب من استخار ولا ندم من استشار»
العاطفة طاقة قوية من الاندفاعية والتهور والجنون إذا لم يتم ضبطها وترويضها لكنها المحرك لتجاوز كثير من الأخطاء والسلبيات التي تواجهنا وهي خزان الوقود للتحمل والاستمرارية والمغفرة عندما تتحاور مع العقل الذي يميل للحكم الصارم وقد يدفعك للقسوة حتى ضد نفسك والتخلي أو حتى الحقد والانتقام هنا هو يضرك في الوقت الذي تظن فيه أنه يحميك ويصل بك لهاوية الجنون لذلك قيل بين العقل والجنون شعرة فالزيادة الدائمة في كل أمر ضرب من الجنون فمثلا زيادة الشجاعة تهور و زيادة الحرص بخل وبين العقل والجنون شعرة إن شددناها بقوة مزقناها وإن أرخيناها طارت أدراج الرياح وحينها لن ينفع ندم ولاصياح ، لذلك وجب علينا توخي الحكمة والتروي في اتخاذ القرار وبين العقل والجنون كما قيل وسيُقال شعرة
د.حياة الهندي
خبيرة العلاقات الاسرية والاجتماعية