زكي باحسين
عرفته منذ العام 1994م في صنعاء عندما كان طالبا في كلية الطب بجامعة صنعاء، لم تمنعه دراسته وانشغاله بها عن السعي لمساعدة اخوانه الطلبة وخصوصا القادمين من حضرموت فكان مع اثنين من زملائه من تقدموا بطلب لإدارة مؤسسة طيبة لإقامة سكن للطلاب فكان السكن الجامعي الخيري الذي استوعب 320 طالبا 75% منهم من أبناء حضرموت كأول سكن خيري أقامته مؤسسة خيرية في اليمن وكان الدكتور زكي أحد المشرفين في هذا السكن قدم مع زملائه الرعاية والمساعدة والتوجيه وحل الكثير من المعضلات والاشكاليات التي تعترض إخوانهم الطلاب،
وبعد تخرجه أشرف على تأسيس وإدارة سكناً للمرضى الحضارم القادمين الى صنعاء تبرع بتكاليف الايجار والتجهيزات البسيطة أحد المحسنين بارك الله فيه،
وكان معيناً وموجهاً لهم ودليلهم لأفضل الأطباء والمستشفيات والمراكز الطبية،
وبعد سفره الى جمهورية مصر العربية لتحصيل الدكتوراه تخصص (علم وظائف الأعضاء) والحمد لله أنهى دراسته بتفوق ونجاح كبير، إلاّ أن الظروف التي تمر بها البلاد جعلته يتأنى في اتخاذ قرار العودة اليها،
وفي الفترة التي قضاها في تحصيله العلمي والحصول على شهادة الدكتوراة كانت علاقة الدكتور زكي متميزة مع اساتذته ومع مجتمعه المصري المحيط به مندمجاً معهم بسلوكه الرائع وخلقه القويم مقدماَ نموذجاً حضرمياً من جيل الحضارم الذي اشتهر بالتميز في سابق عقود وقرون ماضية، وكأنّ أديب حضرموت وشاعرها علي أحمد باكثير رحمه الله يتحدث عنه وعن أمثاله من الحضارم المتميزين في مختلف المجالات في بيته الشهير بإحدى قصائده:
ولو ثقفت يوماً حضرمياً
لجاءك آية في النابغينا
كثيراً ما التقيت بالدكتور زكي في زيارتي المتباعدة لأرض الكنانة وفي الزيارة الأخيرة التي تجاوزت أربعة شهور التقيت به كثيراً فأجد هذا الشخص الحضرمي الكهل ينتظر الدكتور زكي عند باب العمارة التي يسكنها في أرض اللواء فيعرض عليه تقريره الطبي فيعطيه رأيه أين يذهب ومن هو الدكتور الأفضل لمراجعته بالنسبة لحالته،
أجده في يوم آخر يذهب لأحد المختبرات أو مراكز الأشعة فيأخذ تقارير فحوصات او أشعة لمريض أو مريضة يصعب عليهم التحرك ويذهب بها إليهم في سكنهم، وأتصل عليه فيقول لي انا في المستشفى الفلاني اطمئن على المريض الفلاني الذي خضع اليوم لعملية جراحية او غير ذلك ومرة أجده مشغولاً في ترتيب إجراءات تكفين مريض انتقل الى رحمة الله وترتيب سفره عبر الخطوط اليمنية الى سيئون أو عدن ليُدفن في مسقط راسه،
جهود كبيرة يبذلها الدكتور زكي بمفرده تطوعاً لوجه الله واحتساب الأجر من عنده سبحانه وتعالى تخفف الكثير من معاناة القادمين الى مصر موجهاً لهم وناصحاً وتبعدهم عن الكثير من المزالق والأخطار التي يقع فيها البعض لعدم ادراكهم بواقع الحياة في مصر التي يكثر فيها النصابين والمحتالين ويقع في حبالهم والاعيبهم الكثير ولا ينجو منها حتى بعض الأذكياء،
حقيقة ذُهلت بقدرة الدكتور زكي ومعرفته بتفاصيل التفاصيل عن مصر ومدنها وشوارعها وشخصياتها واسواقها وجامعاتها ومساجدها التي سعدت بالصلاة معه في الكثير منها وقطعنا مسافات مشياً على الأقدام في شوارعها فكلما اقتربنا من نسوة يمشين امامنا فإذا به يسرع الخطى لنتجاوزهن بسلوك ايماني قلما نجده، حتى قلت له ذات مرة يا دكتور لقد أتعبتني يحتاج أن نهرول ونجري طوال الطريق حتى نتجاوز الكم الهائل من النسوة فلا طاقة لنا بقوة إرادتك،
وخلاصة القول رجل بهذا الجهد في خدمة أبناء بلده ينبغي أن يكون أحد أعضاء السفارة اليمنية إن لم يكن ملحقها الطبي على أقل تقدير، فهل هذا متاح يا حكومة الشرعية؟ أم أنه ليس محسوباً من ذوي القربى ولا من المؤلفة قلوبهم، سننظر لعلّ وعيسى،
وبعد تخرجه أشرف على تأسيس وإدارة سكناً للمرضى الحضارم القادمين الى صنعاء تبرع بتكاليف الايجار والتجهيزات البسيطة أحد المحسنين بارك الله فيه،
وكان معيناً وموجهاً لهم ودليلهم لأفضل الأطباء والمستشفيات والمراكز الطبية،
وبعد سفره الى جمهورية مصر العربية لتحصيل الدكتوراه تخصص (علم وظائف الأعضاء) والحمد لله أنهى دراسته بتفوق ونجاح كبير، إلاّ أن الظروف التي تمر بها البلاد جعلته يتأنى في اتخاذ قرار العودة اليها،
وفي الفترة التي قضاها في تحصيله العلمي والحصول على شهادة الدكتوراة كانت علاقة الدكتور زكي متميزة مع اساتذته ومع مجتمعه المصري المحيط به مندمجاً معهم بسلوكه الرائع وخلقه القويم مقدماَ نموذجاً حضرمياً من جيل الحضارم الذي اشتهر بالتميز في سابق عقود وقرون ماضية، وكأنّ أديب حضرموت وشاعرها علي أحمد باكثير رحمه الله يتحدث عنه وعن أمثاله من الحضارم المتميزين في مختلف المجالات في بيته الشهير بإحدى قصائده:
ولو ثقفت يوماً حضرمياً
لجاءك آية في النابغينا
كثيراً ما التقيت بالدكتور زكي في زيارتي المتباعدة لأرض الكنانة وفي الزيارة الأخيرة التي تجاوزت أربعة شهور التقيت به كثيراً فأجد هذا الشخص الحضرمي الكهل ينتظر الدكتور زكي عند باب العمارة التي يسكنها في أرض اللواء فيعرض عليه تقريره الطبي فيعطيه رأيه أين يذهب ومن هو الدكتور الأفضل لمراجعته بالنسبة لحالته،
أجده في يوم آخر يذهب لأحد المختبرات أو مراكز الأشعة فيأخذ تقارير فحوصات او أشعة لمريض أو مريضة يصعب عليهم التحرك ويذهب بها إليهم في سكنهم، وأتصل عليه فيقول لي انا في المستشفى الفلاني اطمئن على المريض الفلاني الذي خضع اليوم لعملية جراحية او غير ذلك ومرة أجده مشغولاً في ترتيب إجراءات تكفين مريض انتقل الى رحمة الله وترتيب سفره عبر الخطوط اليمنية الى سيئون أو عدن ليُدفن في مسقط راسه،
جهود كبيرة يبذلها الدكتور زكي بمفرده تطوعاً لوجه الله واحتساب الأجر من عنده سبحانه وتعالى تخفف الكثير من معاناة القادمين الى مصر موجهاً لهم وناصحاً وتبعدهم عن الكثير من المزالق والأخطار التي يقع فيها البعض لعدم ادراكهم بواقع الحياة في مصر التي يكثر فيها النصابين والمحتالين ويقع في حبالهم والاعيبهم الكثير ولا ينجو منها حتى بعض الأذكياء،
حقيقة ذُهلت بقدرة الدكتور زكي ومعرفته بتفاصيل التفاصيل عن مصر ومدنها وشوارعها وشخصياتها واسواقها وجامعاتها ومساجدها التي سعدت بالصلاة معه في الكثير منها وقطعنا مسافات مشياً على الأقدام في شوارعها فكلما اقتربنا من نسوة يمشين امامنا فإذا به يسرع الخطى لنتجاوزهن بسلوك ايماني قلما نجده، حتى قلت له ذات مرة يا دكتور لقد أتعبتني يحتاج أن نهرول ونجري طوال الطريق حتى نتجاوز الكم الهائل من النسوة فلا طاقة لنا بقوة إرادتك،
وخلاصة القول رجل بهذا الجهد في خدمة أبناء بلده ينبغي أن يكون أحد أعضاء السفارة اليمنية إن لم يكن ملحقها الطبي على أقل تقدير، فهل هذا متاح يا حكومة الشرعية؟ أم أنه ليس محسوباً من ذوي القربى ولا من المؤلفة قلوبهم، سننظر لعلّ وعيسى،