.. الغباء القاتل ..!
وصم الانسان بالنسيان وجره ذلك للغباء والغباء المدقع والى الا مبالاة التي توصله للموت مع سبق الاصرار والترصد.
* *فالانسان لا يستمع لمعلم ولا يابه لواعظ الا من رحمه الله. فقد اعتدنا وهذه صفة الاغلبية منا من بني البشر ان نحزن لموت عزيز لدينا ولكنا لا نلبث ان ننسى الموت وننسي ذلك العزيز مهما كانت درجة التصاقنا به او درجة حبنا له كقريب او صديق او عشير..
* *وحزننا قد لا بتجاوز ايام العزاء او قد يتجاوزها لاسبوع او لسنة ولكنه في النهايه يصبح ذكرى فقط تذكرنا فيه المواقف فقط فنترحم او قد نكتفي بابتسامة تمر على المخيلة كطيف عابر ما تابه ان تزول.. فكم منى يمر بجوار المقابر ولا يسلم على دار المؤمنين وكانها سور لملعب او سور لا يعني لنا شيء. علما ان تلك الاسوار تحوي اجساد لاخوة لنا هم بحاجة الى الترحم والسلام عليهم .
اصبحنا لا نتعض بواعظ ولا نتذكر ابدا ما لنا وما علينا ونعيش كا الانعام ان لم نكن اشدد غفلة. نرى الموت يجندل البشر من حولنا كل يوم ولم يترك كبيرا او صغيرا او عظيما ولا غنيا ولا فقير . وكان شيئ لم يحدث فاصبح الموت واعظ مؤقت فقط ينتهي تاثيرة بعد ساعات قلائل او دقائق.
قد يقول البعض ان من يموت بالحوادث فجاءة لم يعطى فرصة الوعظ والتذكير فاقول بل انه يشاهد الحوادث يوميا ولم يعي الدرس او يتعظ .
وهذا يثير عاصفة من الاسئلة تمر بالعقل البشري على عجالة لتتسائل. هل اصبح الانسان آليا معدوم الاحساس يقتل نفسه وغيره دون مبالاة او استشعار بالاخرة والعاقبة ودون الاستعداد لمواجهة اهوال يوم البعث؟ ان كنا كذلك.. فكيف وصلنا الى هذه المرحلة؟ وماذا اوصلنا اليها؟ وكيف؟.
وكيف نعود لانسانيتنا ونتطبع بطباع البشر نحب اهلنا وولاة امرنا واسرنا واصدقائنا وكل من حولنا؟ كيف نعيد انبعاث شأبيب الرحمة والعطف والانسانية في نفوسنا؟ ونعود ونستدرك ما فاتنا او ما سقط من قناعاتنا وسماتنا الجميلة وتالفنا وتوادنا وتراحمنا؟ متى نعود لنرفع شعائر ديننا ونطبق تعاليمة قولا وعملا؟
*متى نحب اوطاننا ايمانا يدفعنا على الغيرة على ذرات ترابه ومقدراته المالية والبشريه ونتدافع للدفاع عنه بارواحنا واموالنا واولادنا وانفسنا؟.
*متى نعود نخشى على انفسنا من عذاب الله فنعود نبحث عن مكارم الاخلاق ونطبقها في البيت والعمل وفي كل امور حيتنا؟
*متى يحق لنا ان نقول نحن امة محمد عليه افضل الصلاة والسلام؟.
اللهم اهدنا الى سبيل الرشاد وقوم اعمالنا واقوالنا ووفقنا لما فيه خير انفسنا ومجتمعنا وجعل اعمالنا خالصة لوجهك الكريم وتقبلها منا يا جواد يا عظيم.