المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
محمد بالفخر
محمد بالفخر

العالم المفقود

يقول الكاتب المسرحي الروسي أنطون تشيخوف ما أجمل أن تستلقي على الكنبة بلا حراك وأن تشعر أنك وحيد في غرفتك، السعادة الحقيقية مستحيلة بدون الوحدة.
وأقول أنا في ظل البحر المتلاطم من الأحداث المأساوية التي تحيط بنا من صنع الساسة والسياسيين غالبا افتقدنا الشعور الحقيقي بالسعادة لم نعد نسعد بلقاء من نحب كما يجب، لم نعد سعد ونحن على السفرة مع زوجاتنا وابنائنا لم يفرق الموت بيننا،
لم نعد نسعد ونحن نمشي والصحة تجري في اجسادنا، لم نعد نسعد ونحن نتناول طعاما شهيا لا فرق غلى سعره أو قل. نحن نمشي مثقلين بهمومنا وهموم كوكب الأرض كاملة، مشغولون بارتفاع درجات الحرارة مهمومين بانخفاضها نعيش ألم الحروب وغُصّة القهر للإنسان. نقضي أيامنا نترنح بين المواقع الإلكترونية نتابع هذا ونجتهد للرد على ذاك تغمرنا نشوة انتصار وهمية عندما نستطيع محاجة الخصم ,نعيش في يقظتنا هموما أكبر من قدراتنا على تحملها نوسع دائرة اهتمامنا بالعالم برا وبحرا وجوا وفي هذا الجري العنيف نفقد أرواحنا نفقد قدرتنا على التحليل الصحيح نفقد مشاعرنا تجاه عالمنا الخاص والخاص جدا (أنفسنا و عائلاتنا ) إننا نعيش عالما واسعا من التلقي للمعلومات والصور و الأحداث جعلتنا صرعى الهموم والخوف والقهر لا نصنع حلا ولا نعالج مشكلة فقط اصبحنا تقريبا جميعنا نتقن الكلام نتفنن في رص الحروف وإن كان المقابل هدم أرواحنا وتشقق بيوتنا (الا من فهم اللعبة وانسحب على اصلاح الدوائر المحيطة به).
عندما اجلس مع نفسي واتحدث إليها بهدوء بعيدا عن الضوضاء التي نفتعلها حولنا أكاد أجزم أننا جزء مهم من مشكلة هذا الكون فقد بالغنا في الضجيج وافتقدنا العمل، بالغنا في تحمل هموما شكلية حتى قصمت عقولنا فعجزنا أن نوجه ونضع حلولا عملية قد تفيد من يحيط بنا. نحن نعيش عصر الانجاز الوهمي كل منا يكتب يتكلم يناقش ونحن نظن أننا قد أدينا المهمة الانسانية والوطنية والدينية والتربوية على أكمل وجه والحقيقة أننا ممتلئون بالكلام فارغون عن العلم والعمل.
ربما مقالي هذا أشبه بخواطر مبعثرة لكنها حالة انسانية اشعر بها واتألم لحالنا كيف فقدنا عالمنا الخاص ونحن نرغي في الحلول الكرتونية للعالم.
نحن في وسط المعمعة هل يجب أن نتوقف ونعيد هيكلة أفكارنا أعمالنا نحسن جودة أعمارنا.
نعود لنعطي لعالمنا الخاص وقته ومتعته وفرحته وانجازه الحقيقي؟
أم أنه قد فات الأوان وما علينا سوى المواصلة كقطيع يساق لحتفه؟
خاتمة شعرية:
للشاعر احمد مطر
لمن نشكو مآسينا؟
ومن يصغي لشكوانا ويجدينا؟
أنشكو موتنا ذلا لوالينا؟
وهل موت سيحيينا؟
قطيع نحن والجزار راعينا
ومنفيون نمشي في أراضينا
ونحمل نعشنا قسراً بأيدينا
ونُعْرِبْ عن تعازينا لنا فينا
فوالينا أدام الله والينا
رآنا أمةً وسطاً
فما أبقى لنا دنيا
ولا أبقى لنا دينا.
بواسطة : محمد بالفخر
 0  0  7.8K