دردشات الصومعة: الرياضيين ذوي الإعاقة والأفضلية على الأصحاء في "طوكيو 2020"
اختتمت مؤخرًا (الأحد 05/09/2021م) دورة الألعاب البارالمبية "طوكيو 2020" بحفل أقيم في الاستاد الوطني بطوكيو برعاية ولي العهد الياباني أكيشينو تحت شعار "تناغم متناغم" وحضور عدد من الشخصيات اليابانية البارزة منهم رئيس الوزراء يوشيهيديه سوغا، ورئيس اللجنة البارالمبية الدولية أندرو بارسونز، وحاكمة طوكيو يوريكو كويكيه، ورئيسة اللجنة اليابانية المنظمة للألعاب سيكو هاشيموتو. وعمدة باريس آن هيدالغو التي ستستضيف دورة 2024م بالإضافة إلى ألف شخص والوفود المشاركة.
وشهد الحفل فعاليات وعرض كبير للألعاب النارية وصفها المنظمون بأنها مستوحاة من الألعاب البارالمبية "حيث تتألق الاختلافات". وقال رئيس اللجنة البارالمبية الدولية أندرو بارسونز أن الإقبال الكبير في طوكيو كان دليلا على أن "الحركة البارالمبية أقوى من أي وقت مضى". و "ليس لدي أدنى شك أن هذه الألعاب كانت أهم نسخة من دورة الألعاب البارالمبية، أولا بسبب الوباء، وثانيا لأننا أعطينا صوتا لـ 1.2 مليار شخص من ذوي الإعاقة".
وكانت البطولة قد انطلقت في 24 أغسطس الماضي بعد أسبوعين من ختام دورة الألعاب الأولمبية الصيفية وأعدت من أبرز الدورات تقدمًا من حيث العناية بالبيئة واستخدام التقنيات، والمشاركين فقد شارك فيها نحو 4400 رياضي مثلوا 163 دولة، تنافسوا في 22 رياضة (ألعاب القوى، السباحة، تنس الطاولة، كرة السلة على الكرسي المتحرك، رغبي الكرسي المتحرك، مارثون النساء والرجال). بالإضافة إلى نوعان جديدان هما الريشة الطائرة "البادمنتون"، والتايكواندو.
وقد حرصت على متابعتها وأهم نتائجها من أجل المقارنة بين إنجازات الرياضيين العرب من ذوي الإعاقة "البارالمبيين: والأصحاء "الأولمبيين".
وقد حازت الصين على المركز الأول بـ 207 ميدالية (96 ذهبية، 60 فضية، 51 برونزية)، بريطانيا المركز الثاني 124 ميدالية (41 ذهبية، 38 فضية، 45 برونزية). الولايات المتحدة الأمريكية المركز الثالث 104 ميدالية (37 ذهبية، 36 فضية، 31 برونزية)، فريق اللجنة البارالمبية الروسية المركز الرابع (من حيث الميداليات الذهبية) 118 ميدالية (36 ميدالية ذهبية، 33 فضية، 49 برونزية).
وحصد العرب 57 ميدالية أعلاهم الجزائر بـ 12 ميدالية (4ذهبية، 4 فضية، 4برونزية)، تونس 11 ميدالية (4 ذهبية، 5 فضية، 2 برنزية)، المغرب 11 ميدالية (4 ذهبية، 4 فضية، 3 برونزية).
مصر 7 ميداليات (5 فضية، 2 برونزية) الأردن 5 ميداليات (4 ذهبية و1 برونزية). العراق 3 ميداليات (1 فضية و2برونزية)، الإمارات 3 ميداليات (1ذهبية، 1 فضية، 1برونزية). الكويت ميداليتان (1 فضية 1 برونزية) وحصلت السعودية وقطر وعمان على 1 ميدالية برونزية لكل منهم.
ويلاحظ أن الدول التي حققت المراكز المتقدمة في الألعاب البارالمبية هي ذاتها التي حققت المراكز المتقدمة في الأولمبياد مع تغير الترتيب، وقد يعود ذلك إلى تقدمها في خدمات ذوي الإعاقة ومراكز إعادة تأهيلهم، كما أنها من الدول التي عُرفت باهتمامها بالنشاط الرياضي وسبق لها تنظيم الألعاب الأولمبية والبارالمبية.
وبالعودة إلى نتائج العرب فإنها تراجعت عما حققوه في الدورة السابقة «ريو ديجينيروا 2016م» التي حصدوا فيها (74 ميدالية)، ناهيك عن أنهم لم يحققوا حتى الآن ما استطاعوا تحقيقه في دورة أثينا 2004م التي حصدوا فيها 77 ميدالية. وأرجو أ ن لا يكون ذلك مؤشرا لتراجع مستوى الألعاب البارلمبية في عالمنا العربي.
وبالرغم من ذلك تعتبر نتائج الرياضيين العرب من ذوي الإعاقة "البارالمبيين" أفضل بكثير من نتائج الرياضيين الأصحاء "الأولمبيين" سواء في طوكيو 2020 التي حاز فيها البارالمبيين 57 ميدالية والأولمبيين 18 ميدالية أو عامة الدورات إذ بلغت حصيلة البارالمبيين 535 ميدالية منذ بدء مشاركاتهم في عام 1976م مقابل 126 ميدالية حققها الرياضيين الأصحاء "الأولمبيين" منذ أول مشاركة لهم في العام 1912م. وعلى المستوى المحلي حقق البارالمبيين السعوديين 5 ميداليات منذ بدء مشاركتهم في العام 1996م مقابل 4 ميداليات حققها الأولمبيين الأصحاء منذ بدء مشاركاتهم في العام 1972م.
ورغم تلك الأفضلية التي حققها الرياضيين ذوي الإعاقة "البارالمبيين" إلا أننا نجد أن الاهتمام الرسمي والإعلامي والجماهيري ينصب لصالح الرياضيين الأصحاء "الألومبيين" رغم تواضع حصيلتهم وأرى أنه من الضروري تعديل الكفة بإنصاف الرياضيين ذوي الإعاقة بإبراز نتائجهم بصورة تتناسب مع مستوى الإنجاز الذي حققوه لبلدانهم وتحفيزهم بصورة معنوية ومادية بالتساوي مع ما يحصل عليه الألومبيين الأصحاء من الاهتمام والرعاية والدعم.
وحيث أن الدورات البارالمبية من أهم الأنشطة العالمية التي توصل صوت ذوي الإعاقة وتدمجهم في المجتمع وتبرز قدراتهم، وتعكس صورة ذهنية إيجابية عن مستوى الرعاية والاهتمام الذي توليه الدول المشاركة بذوي الإعاقة
لذا أرى من الضروري على الجهات المعنية في عالمنا العربي وضع خطة استراتيجية مشتركة تهدف لـتعزيز المشاركات العربية في الدورات البارالمبية المستقبلية وتحقيق مراكز متقدمة فيها. من خلال تكثيف توعية المجتمع بأهمية الرياضة للأشخاص ذوي الإعاقة والمشاركة في المنافسات البارالمبية للجنسين، تشييد وتجهيز مرافق نموذجية للألعاب البارالمبية في عامة العواصم العربية ومدنها الرئيسية، تنظيم بطولات عربية للألعاب البارالمبية لاكتشاف أفضل المواهب وصقلها من مراحل مبكرة، تنمية وتطوير برامج ودروس عن الألعاب البارالمبية للمؤهلين من الأشخاص ذوي الإعاقة وإتاحتها في مراكز التعليم الخاص والرعاية النهارية، تشجيع دوائر المسئوليات الاجتماعية بالقطاع الخاص والعام على رعاية ودعم منافسات الرياضات البارالمبية ولاعبيها، تشجيع الاندية الرياضية على تهيئة مرافقها بالوصول الشامل ضمن مسئولياتهم الاجتماعية لاستيعاب الرياضيين من ذوي الإعاقة (ذكور/إناث) لممارسة أنشطتهم الرياضية فيها.
يجدر بالذكر إن الألعاب البارالمبية أهم حدث رياضي عالمي خاص بذوي الإعاقة يقام كل 4 سنوات عقب دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، وأول دورة أقيمت رسميا عام 1960م في روما بمشاركة 400 رياضي من 23 دولة. وتعود فكرة نشأتها إلى السير لودفيغ غوتمان الذي أشرف على وحدة إصابات العمود الفقري في مستشفى ستوك ماندفيل الذي عالج قدامى المحاربين البريطانيين حيث نظمت بريطانيا عام 1948م بطولة شارك فيها 16 رياضي ورياضية مقعدين، بعضهم من مخضرمي الحرب العالمية الثانية.
واختم دردشتي بما قلته سابقًا من أبيات الشاعر اللبناني عمر فروخ:
فحَي مَعي الرياضَةَ إن فيها *** فوائدَ للشَّباب الطَّامحِينا
وتبعثُ فِيهُمُ روحًا شريفًا *** فيلقون المتاعِبَ باِسِمينا
فكن فينا رياضيًا قويًا *** وكُن في الأرض إنسانًا مُعينًا
هنالِكَ نبلُغُ العلياءَ زهوًا *** ونرفَعُ رأسنا في الرافعينا
وشهد الحفل فعاليات وعرض كبير للألعاب النارية وصفها المنظمون بأنها مستوحاة من الألعاب البارالمبية "حيث تتألق الاختلافات". وقال رئيس اللجنة البارالمبية الدولية أندرو بارسونز أن الإقبال الكبير في طوكيو كان دليلا على أن "الحركة البارالمبية أقوى من أي وقت مضى". و "ليس لدي أدنى شك أن هذه الألعاب كانت أهم نسخة من دورة الألعاب البارالمبية، أولا بسبب الوباء، وثانيا لأننا أعطينا صوتا لـ 1.2 مليار شخص من ذوي الإعاقة".
وكانت البطولة قد انطلقت في 24 أغسطس الماضي بعد أسبوعين من ختام دورة الألعاب الأولمبية الصيفية وأعدت من أبرز الدورات تقدمًا من حيث العناية بالبيئة واستخدام التقنيات، والمشاركين فقد شارك فيها نحو 4400 رياضي مثلوا 163 دولة، تنافسوا في 22 رياضة (ألعاب القوى، السباحة، تنس الطاولة، كرة السلة على الكرسي المتحرك، رغبي الكرسي المتحرك، مارثون النساء والرجال). بالإضافة إلى نوعان جديدان هما الريشة الطائرة "البادمنتون"، والتايكواندو.
وقد حرصت على متابعتها وأهم نتائجها من أجل المقارنة بين إنجازات الرياضيين العرب من ذوي الإعاقة "البارالمبيين: والأصحاء "الأولمبيين".
وقد حازت الصين على المركز الأول بـ 207 ميدالية (96 ذهبية، 60 فضية، 51 برونزية)، بريطانيا المركز الثاني 124 ميدالية (41 ذهبية، 38 فضية، 45 برونزية). الولايات المتحدة الأمريكية المركز الثالث 104 ميدالية (37 ذهبية، 36 فضية، 31 برونزية)، فريق اللجنة البارالمبية الروسية المركز الرابع (من حيث الميداليات الذهبية) 118 ميدالية (36 ميدالية ذهبية، 33 فضية، 49 برونزية).
وحصد العرب 57 ميدالية أعلاهم الجزائر بـ 12 ميدالية (4ذهبية، 4 فضية، 4برونزية)، تونس 11 ميدالية (4 ذهبية، 5 فضية، 2 برنزية)، المغرب 11 ميدالية (4 ذهبية، 4 فضية، 3 برونزية).
مصر 7 ميداليات (5 فضية، 2 برونزية) الأردن 5 ميداليات (4 ذهبية و1 برونزية). العراق 3 ميداليات (1 فضية و2برونزية)، الإمارات 3 ميداليات (1ذهبية، 1 فضية، 1برونزية). الكويت ميداليتان (1 فضية 1 برونزية) وحصلت السعودية وقطر وعمان على 1 ميدالية برونزية لكل منهم.
ويلاحظ أن الدول التي حققت المراكز المتقدمة في الألعاب البارالمبية هي ذاتها التي حققت المراكز المتقدمة في الأولمبياد مع تغير الترتيب، وقد يعود ذلك إلى تقدمها في خدمات ذوي الإعاقة ومراكز إعادة تأهيلهم، كما أنها من الدول التي عُرفت باهتمامها بالنشاط الرياضي وسبق لها تنظيم الألعاب الأولمبية والبارالمبية.
وبالعودة إلى نتائج العرب فإنها تراجعت عما حققوه في الدورة السابقة «ريو ديجينيروا 2016م» التي حصدوا فيها (74 ميدالية)، ناهيك عن أنهم لم يحققوا حتى الآن ما استطاعوا تحقيقه في دورة أثينا 2004م التي حصدوا فيها 77 ميدالية. وأرجو أ ن لا يكون ذلك مؤشرا لتراجع مستوى الألعاب البارلمبية في عالمنا العربي.
وبالرغم من ذلك تعتبر نتائج الرياضيين العرب من ذوي الإعاقة "البارالمبيين" أفضل بكثير من نتائج الرياضيين الأصحاء "الأولمبيين" سواء في طوكيو 2020 التي حاز فيها البارالمبيين 57 ميدالية والأولمبيين 18 ميدالية أو عامة الدورات إذ بلغت حصيلة البارالمبيين 535 ميدالية منذ بدء مشاركاتهم في عام 1976م مقابل 126 ميدالية حققها الرياضيين الأصحاء "الأولمبيين" منذ أول مشاركة لهم في العام 1912م. وعلى المستوى المحلي حقق البارالمبيين السعوديين 5 ميداليات منذ بدء مشاركتهم في العام 1996م مقابل 4 ميداليات حققها الأولمبيين الأصحاء منذ بدء مشاركاتهم في العام 1972م.
ورغم تلك الأفضلية التي حققها الرياضيين ذوي الإعاقة "البارالمبيين" إلا أننا نجد أن الاهتمام الرسمي والإعلامي والجماهيري ينصب لصالح الرياضيين الأصحاء "الألومبيين" رغم تواضع حصيلتهم وأرى أنه من الضروري تعديل الكفة بإنصاف الرياضيين ذوي الإعاقة بإبراز نتائجهم بصورة تتناسب مع مستوى الإنجاز الذي حققوه لبلدانهم وتحفيزهم بصورة معنوية ومادية بالتساوي مع ما يحصل عليه الألومبيين الأصحاء من الاهتمام والرعاية والدعم.
وحيث أن الدورات البارالمبية من أهم الأنشطة العالمية التي توصل صوت ذوي الإعاقة وتدمجهم في المجتمع وتبرز قدراتهم، وتعكس صورة ذهنية إيجابية عن مستوى الرعاية والاهتمام الذي توليه الدول المشاركة بذوي الإعاقة
لذا أرى من الضروري على الجهات المعنية في عالمنا العربي وضع خطة استراتيجية مشتركة تهدف لـتعزيز المشاركات العربية في الدورات البارالمبية المستقبلية وتحقيق مراكز متقدمة فيها. من خلال تكثيف توعية المجتمع بأهمية الرياضة للأشخاص ذوي الإعاقة والمشاركة في المنافسات البارالمبية للجنسين، تشييد وتجهيز مرافق نموذجية للألعاب البارالمبية في عامة العواصم العربية ومدنها الرئيسية، تنظيم بطولات عربية للألعاب البارالمبية لاكتشاف أفضل المواهب وصقلها من مراحل مبكرة، تنمية وتطوير برامج ودروس عن الألعاب البارالمبية للمؤهلين من الأشخاص ذوي الإعاقة وإتاحتها في مراكز التعليم الخاص والرعاية النهارية، تشجيع دوائر المسئوليات الاجتماعية بالقطاع الخاص والعام على رعاية ودعم منافسات الرياضات البارالمبية ولاعبيها، تشجيع الاندية الرياضية على تهيئة مرافقها بالوصول الشامل ضمن مسئولياتهم الاجتماعية لاستيعاب الرياضيين من ذوي الإعاقة (ذكور/إناث) لممارسة أنشطتهم الرياضية فيها.
يجدر بالذكر إن الألعاب البارالمبية أهم حدث رياضي عالمي خاص بذوي الإعاقة يقام كل 4 سنوات عقب دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، وأول دورة أقيمت رسميا عام 1960م في روما بمشاركة 400 رياضي من 23 دولة. وتعود فكرة نشأتها إلى السير لودفيغ غوتمان الذي أشرف على وحدة إصابات العمود الفقري في مستشفى ستوك ماندفيل الذي عالج قدامى المحاربين البريطانيين حيث نظمت بريطانيا عام 1948م بطولة شارك فيها 16 رياضي ورياضية مقعدين، بعضهم من مخضرمي الحرب العالمية الثانية.
واختم دردشتي بما قلته سابقًا من أبيات الشاعر اللبناني عمر فروخ:
فحَي مَعي الرياضَةَ إن فيها *** فوائدَ للشَّباب الطَّامحِينا
وتبعثُ فِيهُمُ روحًا شريفًا *** فيلقون المتاعِبَ باِسِمينا
فكن فينا رياضيًا قويًا *** وكُن في الأرض إنسانًا مُعينًا
هنالِكَ نبلُغُ العلياءَ زهوًا *** ونرفَعُ رأسنا في الرافعينا