المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
محمد بالفخر
محمد بالفخر

أبين العلهي

عنوان قد يبدو غريباً أو عجيباً لدى بعض الأخوة القراء والمتابعين لكنه عنوان حساب في أشهر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) تابعته منذ عامٍ ونيف تقريباً رغم أني لا أقبل صداقة اسم مستعار طلبت منه يعرفني باسمه فأعتذر لأسبابٍ أمنية بحتة، فالتمست له العذر،
هذا الحساب تخصص في إظهار ما يراد له أن يختفي أو يظل في دهاليز النسيان، وهي الفترة السوداء التي عاشها المواطنين داخل الستار الحديدي الذي سُمّيَ بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية،
تلك الفترة التي شهدت ما سُمّيَ بالأيام المجيدة حيث تم تأميم ممتلكات المواطنين من عقارات ووكالات تجارية ومزارع وغيرها والأشنع من ذلك الشعار الذي رُفِعَ حينها ((السحل السحل حتى الموت للإقطاعي والكهنوت)) وذبح على أثر ذلك المئات من العلماء والمشايخ والوجهاء واعتقل مثلهم وشُرّد الالاف الى خارج الوطن ممن استطاع الهروب وتسلق الستار الحديدي متجاوزاً قناصة حرس الحدود الذين يحاولون ابقائهم في الفردوس الموعود،
حساب (أبين العلهي) الفيسبوكي راصدا لكل تلك الانتهاكات التي طالت الانسان سواءً بالقتل أو الاعتقال أو التشريد ففي كل أسبوع يضع صورة شخصية من هذه الشخصيات مع نبذة تعريفية بسيطة عنها وهي في الأصل غير كافية لكنه اجتهاد ويشكر عليه حقيقةً، لأنه من الأهمية بمكان تعريف الأجيال الجديدة التي لم تعش تلك الحقبة السحيقة وتعريفها بما جرى لأن هناك وفي حاضرنا المعاصر وفي ظل انحسار الوعي وتغييب الفكر وشقلبة الحقائق رغم سهولة الوصول للمعلومة أتانا من يحدثنا عن الفردوس المفقود وسويسرا الشرق التي ضاعت عام 1990 أو 1994م كلٌ وحسب تفصيله وضاعت عليهم حينها دولة النظام والقانون والأمن والأمان ولم يذكروهم بالتهجير والقتل والمعتقلات والتعذيب والطوابير الصباحية من أجل الحصول على كيلو طماطم وكيلو بطاطس ورطلين سكر نهاية كل شهر، ولم يذكروهم بمظاهرات وجوب تخفيض الراتب ووجوب حرق الشياذر وغيرها من الواجبات المؤكدة لمرحلة النضال والعنف الثوري وقطعاً لم يذكروهم بالشعار الشهير (لا صوت يعلو فوق صوت الحزب) ولا بالتصفيات الدموية فيما بينهم منذ البداية وحتى يناير 1986م التي شهدت أعنفها لدرجة القتل حسب بطاقة الهوية ومن أي محافظة أنت.
عندما تابعت حساب العلهي ورأيت تلك الصور وتلك الشخصيات الي تم قتلها أو اخفائها أو تهجيرها وماتت في مهاجرها شخصيات لها مكانتها العلمية والاجتماعية ومنهم من كان في مناصب حكومية مدنية او عسكرية ومن كل المحافظات لم يسلم منهم أحد والشيء المحزن والمضحك أن تجد بعض التعليقات لبعض الغافلين او المأجورين من ينكر ذلك أو يشكك في ما جرى بل وتجد أحدهم يبرر وهو يحرك أصابعه على لوحة المفاتيح وهو جالس فوق أريكة وثيرة وتحت برودة التكييف التي تشعره بالسعادة والانشراح فيقول أن الشيخ الشهيد علي باحميش رحمه الله الذي تم دهسه بالسيارة على رصيف منزله ومرّ القاتل فوق جسده بكفرات السيارة عدة مرات ليتأكد من القضاء عليه يقول هذا وما أدرانا ان يكون مجرد حادث عرضي ولا يجب علينا أن نتحدث في ذلك وهكذا يقولون عن من تم اغتيالهم من علماء ودعاة عدن في الخمس السنوات الماضية على ايدي المليشيات الجديدة وريثة تلك القديمة وبالتالي لا يتحرك في انفسهم شيئاً بسيطاً من إحساس على أقل تقدير بأسرة وأطفال من تمت تصفيتهم لأن هناك من شيطنهم في دماغه وبالتالي يستحق الموت وغير مأسوف عليه،
تحية لك أخي العلهي ودعوة للجميع بمتابعة حسابك ودعوة لدور النشر وفي مقدمتها مركزي حضرموت وعدن للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر لتسجل تاريخ تلك الحقبة وإظهارها في مجموعة من الكتب شاهدة على ذلك العصر كي يطّلع عليها الجميع.
بواسطة : محمد بالفخر
 0  0  9.7K