المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
محمد بالفخر
محمد بالفخر

نهاية المرتزقة


الأسبوع قبل الماضي شاهد العالم جميعا تلك الصور القادمة من العاصمة الأفغانية للهروب الجماعي لمرتزقة أمريكا وهم يتشبثون بما يمكن التشبث به ولو كان ذيل طائرة من طائرات اسيادهم الامريكان الذين لم يلقوا لهم بالاً بعد أن أمنوا خروج جنودهم وكلابهم فكان منظراً مرعباً ومقززاً ومهيناً لكرامة الأنسان اولاً واخيراً فكيف لك ان تقلع أيها الطيار الأمريكي دون أدنى اعتبار لسلامة من هو متشبث بأطراف طائرتك بمنظر جنوني من ذلك المتشبث المرتعب خوفاً من جراء ما كسبت يداه تجاه بلده خدمةً لسيده الأمريكي الغازي لوطنه، وكأنه يقول لهم لا قيمة لكم عندنا وبالتالي لا قيمة ولا أهمية لحياتكم استنفذنا ما اردناه منكم فلا مكان لكم في بلادنا ناهيك أن تحملكم طائراتنا،
هذا هو تعامل الأمريكان مع من هم دونهم بحسب غرورهم واستكبارهم في الأرض،
وهذه النهاية الطبيعية للمرتزقة على الرغم أنهم لم يصنفوا كأرخص مرتزقة في العالم كما صُنِّفَ غيرَهم،
الرئيس الأمريكي بايدن قال إن أفغانستان مقبرة للغزاة أخيرا وهي كذلك وستظل، اعترف بما هو معروف اصلاً لكن هل سيعتبرون؟
اثنين تريليون دولار انفقتها أمريكا في غزوها لأفغانستان رقماً مهولاً في عالم الحسابات المادية،
ولو أمعنا النظر قليلا وقلنا لو أن أمريكا انفقت نصف هذا المبلغ للتنمية في أفغانستان في الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية والتنمية البشرية ومساعدتهم في استخراج ثرواتهم المطمورة تحت الأرض،
كيف سيكون حال أفغانستان الآن؟
وكيف سينظر الافغاني بغض النظر عن توجهاته وأفكاره تجاه من ساعده وأخذ بيده، لكن عقلية الاستعلاء والغطرسة وامتهان الشعوب التي تنتهجها السياسة الاستعمارية الامريكية ستجعلها مكروهة لدى الشعوب جميعاً ويصبح لسان حالها ما قاله شاعر الحرية العراقي احمد مطر ذات يوم وهو يتحدث عن أمريكا كمنظومة حكم سياسية ولا يقصد الشعب الأمريكي لأن فيهم الكثير والكثير لا يتفقون مع سيسة حكومتهم:
أنا ضد أمريكا الى أن تنقضي
هذي الحياة ويوضع الميزان
أنا ضدها حتى وإن رقّ الحصى
يوماً وسال الجلمد الصوان
بغضي لأمريكا لو الأكوان
ضمّت بعضه لانهارت الأكوان،
هي جذرُ دوحِ الموبقات وكل ما
في الأرض من شرٍ هو الأغصان
من غيرها زرع الطغاة بأرضنا
وبمن سواها أثمر الطغيان
حبكت فصول المسرحية حبكةً
يعيا بها المتمرس الفنان
هذا يكر وذا يفر وذا بهذا
يستجير ويبدأ الغليان
حتى إذا انقشعَ الدُّخان مضى لنا
جرحٌ وحل ّ محله سرطان.
نعود الى ما ابتدأنا به من منظر المرتزقة في مطار كابل طبعا لم يكن الأول ولن يكون الأخير قد سبقته مناظر أخرى في سبعينيات القرن الماضي في مطار سايجون في فيتنام عندما مرغ الثوار الفيتناميون انف أمريكا في التراب وأذاقوها شر هزيمة في تاريخها وقد كادت أن تتكرر على ايدي الاحرار العراقيين لولا دهاء برايمر وارتهان السيستاني للدولار الأمريكي مما ساهم في تفكيك الجبهة الداخلية العراقية،
عموماً لن أطيل فالعنوان واضح والدرس ماثل للعيان متى ما تم رفع الغطاء عن أي مجاميع من المرتزقة
يصبحون في العراء وكما قال أحد السياسيين أن المتغطي بالأمريكان عريان.
بواسطة : محمد بالفخر
 0  0  8.9K