مؤسسة التنمية والإغاثة
في آخر زيارة لي إلى مصر الحبيبة والتي طالت فترتها عن سابقاتها بسبب فحوصات طبية وعملية تفتيت حصوة أجريتها تكللت بالنجاح ولله الحمد،
اتيحت لي زيارة الكثير من المناطق وزيارة بعض الشخصيات والأصدقاء الأكارم وزرت معرض الكتاب في يومه قبل الأخير، وزرت المؤسسة اليمنية للإغاثة والتنمية بدعوة كريمة من الدكتور محمد حسن والتي حقيقةً تفاجأت بنشاطها لخدمة الجالية اليمنية المتواجدة في القطر المصري الشقيق،
وذهلت من معلومة عرفتها من خلالهم أن اجمالي اليمنيين المقيمين في مصر قد بلغ عددهم خلال السنوات الماضية الى مليون وسبعمائة ألف يزيد قليلاً أو ينقص قليلاً، ناهيك عن أعداد أخرى يأتون ويغادرون بمعدل 300نسمة يومياً،
طبعاً مجموع المقيمين ليسوا كلهم من المسؤولين او الأثرياء بل معظمهم محدودي الدخل وبعضهم قد تقطعت به السبل انهكته المصاريف والايجارات والرسوم الدراسية وتكاليف العلاجات،
المهم أن هذه المؤسسة الخيرية تأسست على أيدي نخبة من الشخصيات الاجتماعية اليمنية والمصرية كاستجابةً للأوضاع الاستثنائية التي تعاني منها الجالية اليمنية جراء المرحلة الراهنة التي يعيشها الداخل اليمني، وقد بدأت العمل منذ سنة ونصف تقريبا،
ورؤية المؤسسة ورسالتها هي الاسهام في القضاء على مسببات الضعف في المجتمع صحياً وتعليمياً وتنموياً وإغاثيا للجالية اليمنية وتعزيز ثقتهم في بناء ذواتهم شخصياً ومعرفياً،
هذا بعضاً مما احتوته النشرة التعريفية للمؤسسة،
وأما ما حدثاني به الدكتور عبد الرقيب فتح والدكتور محمد حسن عن نشاط المؤسسة خلال سنة واحدة فشيء يثلج الصدر، عدد من الاتفاقيات مع مجموعة من المستشفيات والمراكز الطبية لتقديم الخدمة للمرضى اليمنيين بأسعار رمزية أو مخفضة عن السعر الأساسي تتراوح من 10% إلى 40% بالإضافة الى تكفل فاعلي خير لعدد من الحالات منها حالتي استبدال أطراف صناعية،
بالإضافة إلى توزيع أكثر من 4000 سلة غذائية و2000 بطانية لعدد من الأسر المحتاجة،
وكذلك تقديم مساعدات مالية لحوالي 60 اسرة
والجميل في هذا الأمر أن معظم هذه المساعدات قدمها فاعلي خير من أبناء جمهورية مصر العربية الشقيقة في دلالة كبيرة على مدى التراحم بين الشعوب وأن أفعال الخير لا تحدها حدود،
كما أن نشاطهم امتد لإيجاد منح دراسية لعدد من الطلاب المتفوقين،
إضافة إلى ما سبق فإن الطموح كبير جداً بتجهيزهم لعدد من الدراسات لبعض المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة منها إنشاء مدرسة للجالية اليمنية ومشروع إنشاء عيادات طبية لتسعة تخصصات، إضافة لبعض المشاريع التي ممكن تساهم في تشغيل بعض العاطلين عن العمل وتعود ببعض الإيرادات تساهم في الميزانية التشغيلية للمؤسسة،
حقيقة أحيي هذه الجهود المبذولة وهذه النبتة الطيبة التي زرعها الخيرون في أرض الكنانة لتثمر عوناً ومساعدةً لكثير من أبناء اليمن الذين تكالبت عليهم الظروف من جراء الحرب التي لم تضع اوزارها بعد
وشكراً للجهات الرسمية والشعبية في مصر العروبة التي تدعم وتسهل مثل هذه الأعمال الخيرية،
كما أدعوا المقتدرين من أبناء اليمن وغيرها لدعم هذه المؤسسة فهي وسيط خير بينكم وبين المحتاجين،
ووضع الكثير من الأسر اليمنية لا يسر الحال ولن أتحدث هنا عن هذا الموضوع ونتركه لمناسبات قادمة،
وبطبيعة الحال يطول الكلام في هذا الجانب لكنني أختم بما قاله الامام الشافعي رضي الله عنه.
الناس بالناس مادام الحياء بهم
والسعد لا شك تارات.. وهبّات
وأفضل الناس ما بين الورى رجل
تقضى على يده.. للناس حاجات
لا تمنعن يد المعروف عن أحد
ما دمت مقتدراً.. والعيش جنات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم.. وهم في الناس اموات