صنعاء ليست للحوثي
ظُهر يوم الاثنين الماضي شيّع اليمنيون القاطنون في صنعاء العاصمة اليمنية السليبة شيخ اليمن القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني رحمة الله عليه في موكب جنائزي مهيب، حشد كبير لم يسبق له مثيل وبالذات في ظل سيطرة المليشيات الانقلابية الحوثية على العاصمة صنعاء منذ 21سبتمبر 2014م وخاصة بعد سنوات من القمع والترهيب والتجريف لكل مظاهر الحياة المدنية وكتم الأنفاس والتضييق على الحريات وتزايد حالات الاختفاء القسري والسجون والمعتقلات التي لم يسبق لها مثيل إلاّ في زمن الإمامة الغابر قبل ولوج فجر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة،
خرجت تلك الجموع لوداع عالم ربّاني أثرى الحياة العلمية في اليمن بما وهبه الله من الإيمان والحكمة والفقه الذي مثّل الوسطية الإسلامية بكل معانيها في اجتهاده وفتاويه فتدفق عِلماً غزيراً سيظل خالداً تستفيد منه الأجيال على مدى التاريخ وقد كان رحمه الله امتداداً لعدد كبير من جهابذة العلماء الربانيين الذين مرّوا على التاريخ اليمني كالإمام محمد بن علي الشوكاني قاضي قضاة القطر اليماني وابن الأمير الصنعاني وصالح المقبلي اليماني والامام محمد بن سالم البيحاني وغيرهم الكثير لا يتسع المقام لذكرهم، وقد تحدث عنه وعنهم الكثير من الكتاب ورثاه الشعراء بقصائدٍ جمةٍ ومنهم شاعرنا الحضرمي أبو عبدالرحمن محمد الجابري حيث قال:
لماذا ناب دمعي عن لساني؟
ولي شعرٌ تُباركه المعاني
فهل وقْعُ الرزيةِ كان أقوى
فأشجى خاطري ودهى بياني
أيرحلُ عن بلادي بحرُ علمٍ
فتسبقنا إلى الدمع المباني؟
أيرحلُ مَن رآه الفقهُ أهلاً
ليحمله بتيسيرٍ مُصانِ
هكذا كان رحمه الله، وحتى عندما تعدّت المليشيات الحوثية بقيادة صالح الصماد وحسن زيد على مسجده ومكتبته لم يحترموا مقامه العلمي الرفيع ولا كِبَرَ سنه فصادروا عليه كتبه ومخطوطاته في منظر يمثل قمة التبجح والعنجهية فقال لهم الى اين ستأخذونها فقالوا سنحتفظ بها وبعد وفاتك سنحرقها فقال لهم ما يدريكم قد تكون وفاتكم قبل وفاتي وهذا الذي حصل فقُتِلا شرّ قتلة نسأل الله السلامة، وكان الصمّاد قد قال له نحن أدخلتنا العناية الإلهية الى صنعاء فرد عليه الشيخ العمراني رحمه الله قائلاً بل أدخلَتكُم ذنوبنا وستخرجون منها بذنوبكم،
خروج تلك الجموع الكبيرة خلف جنازة الشيخ محمد العمراني وفي عز الظهيرة وهي تعلم سطوة المليشيات وبطشها غير عابئة بها في حشدٍ تلقائي دافعه أولاً: حبهم لهذا العالم الرباني الجليل واقتداءً بسنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام في أمره باتباع الجنائز،
وثانياً: هي رسالة للمجتمع اليمني وللإقليم بل وللعالم كله هذه صنعاء وهذه الجماهير اليمنية فيها لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون في صف مليشيات سلالية استولت على مقاليد السلطة في انقلاب مكتمل الأركان في وضح النهار، وإن تم اخراج بعض الجماهير في فعاليات حوثية معينة فتلك كانت مرتبة ومعروفة الأهداف كما كان يفعلها من سهّل لهم الوصول إلى صنعاء ومكنهم من الاستيلاء على مخزونه من العتاد والسلاح والرجال الذي عرّفه بنفسه أنه (مخزون عفاش) الذي مازالت اليمن تعاني منه الويلات في حاضرها وستعاني منه في مستقبل أيامها إلا أن يقدر الله لها مخرجاّ سريعاً وفرجاً عاجلاً وعسى أن يكون قريباً.
خرجت تلك الجموع لوداع عالم ربّاني أثرى الحياة العلمية في اليمن بما وهبه الله من الإيمان والحكمة والفقه الذي مثّل الوسطية الإسلامية بكل معانيها في اجتهاده وفتاويه فتدفق عِلماً غزيراً سيظل خالداً تستفيد منه الأجيال على مدى التاريخ وقد كان رحمه الله امتداداً لعدد كبير من جهابذة العلماء الربانيين الذين مرّوا على التاريخ اليمني كالإمام محمد بن علي الشوكاني قاضي قضاة القطر اليماني وابن الأمير الصنعاني وصالح المقبلي اليماني والامام محمد بن سالم البيحاني وغيرهم الكثير لا يتسع المقام لذكرهم، وقد تحدث عنه وعنهم الكثير من الكتاب ورثاه الشعراء بقصائدٍ جمةٍ ومنهم شاعرنا الحضرمي أبو عبدالرحمن محمد الجابري حيث قال:
لماذا ناب دمعي عن لساني؟
ولي شعرٌ تُباركه المعاني
فهل وقْعُ الرزيةِ كان أقوى
فأشجى خاطري ودهى بياني
أيرحلُ عن بلادي بحرُ علمٍ
فتسبقنا إلى الدمع المباني؟
أيرحلُ مَن رآه الفقهُ أهلاً
ليحمله بتيسيرٍ مُصانِ
هكذا كان رحمه الله، وحتى عندما تعدّت المليشيات الحوثية بقيادة صالح الصماد وحسن زيد على مسجده ومكتبته لم يحترموا مقامه العلمي الرفيع ولا كِبَرَ سنه فصادروا عليه كتبه ومخطوطاته في منظر يمثل قمة التبجح والعنجهية فقال لهم الى اين ستأخذونها فقالوا سنحتفظ بها وبعد وفاتك سنحرقها فقال لهم ما يدريكم قد تكون وفاتكم قبل وفاتي وهذا الذي حصل فقُتِلا شرّ قتلة نسأل الله السلامة، وكان الصمّاد قد قال له نحن أدخلتنا العناية الإلهية الى صنعاء فرد عليه الشيخ العمراني رحمه الله قائلاً بل أدخلَتكُم ذنوبنا وستخرجون منها بذنوبكم،
خروج تلك الجموع الكبيرة خلف جنازة الشيخ محمد العمراني وفي عز الظهيرة وهي تعلم سطوة المليشيات وبطشها غير عابئة بها في حشدٍ تلقائي دافعه أولاً: حبهم لهذا العالم الرباني الجليل واقتداءً بسنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام في أمره باتباع الجنائز،
وثانياً: هي رسالة للمجتمع اليمني وللإقليم بل وللعالم كله هذه صنعاء وهذه الجماهير اليمنية فيها لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون في صف مليشيات سلالية استولت على مقاليد السلطة في انقلاب مكتمل الأركان في وضح النهار، وإن تم اخراج بعض الجماهير في فعاليات حوثية معينة فتلك كانت مرتبة ومعروفة الأهداف كما كان يفعلها من سهّل لهم الوصول إلى صنعاء ومكنهم من الاستيلاء على مخزونه من العتاد والسلاح والرجال الذي عرّفه بنفسه أنه (مخزون عفاش) الذي مازالت اليمن تعاني منه الويلات في حاضرها وستعاني منه في مستقبل أيامها إلا أن يقدر الله لها مخرجاّ سريعاً وفرجاً عاجلاً وعسى أن يكون قريباً.