كتاب سلمان.رُشدي، قامت له الدنيا و لم تقعد!
هي في الأساس عملُ روائي فيه الغادقُ من الخيال، لكاتب روائي متمكن جداً من/في اللغة. و غالبية الرواية تستعملُ أسلوباً روائياً متماوجاً بين خيال خصبٍ دافق و تمازجٍ/متخالطٍ مع عناصر من الحقيقة.. او ما يسمى في الأدب بالواقعية السحرية/ Magic Realism؛ بما فيه تخليقٌ و تحليق الخيال و تداخلٌه و تمازجٌه مع الواقع؛ و مع تتالٍ في الأزمنة و الأماكن، و بشخصيات غابرة و حاضرة!
(مما ينبغي لفت الانتباه اليه، أن معظم الرواية في الأساس كان يتعرض لأحوال وحياة المهاجرين الآسيويين المقيمين في بريطانيا!!)
صدرت تلك الرواية (آيات شيطانية؛ رواية؛ 546 صوص) قبل 33 سنة في صيف/خريف 1988م.
و عجّت حولها جهاتٌ دينية، و بخاصة بين مسلمي شبه القارة الهندية بمظاهرات ضد المؤلف، ذهبت فيها ارواحٌ كثيرة، مما اضطره الى العيش في نيويورك لمدة طالت العقد من الزمان في معتكفٍ في حماية أمنية.
كما و صدرت فتوى من ش.الخميني بإهدار دمه.. و تعيين مليون$ مكافأةً لمن يقتله. لكن، في 1998م، بعد وفاة الشيخ، تم تجميد المكافأة، و كذلك الفتوى و إبطالها، لتقادمهما.
و من المثير معرفةُ أن كان، قبلها بـ10 سنوات، قد تمَّ (تكريم) رشدي ذاته على رواية (أطفال نصف الليل/Midnight Children، التي تضمّنت متوازيةَ روائيةَ أخرى.. بيـّنت وضعاً اجتماعياَ معقّداَ لعائلتين هنديتين.. (و) مَخاضِ تخلـُّقِ دولتي الهند و پاكستان بمنتصف ليلة ١٤ من اغسطس، ١٩٤٧م. و اشتملت متوازية هذه الرواية على لهتلميحات نقد-دينية اكثر بكثير مما سنحت به رواية (آيات شيطانية)؛ بل و حصل المؤلفُ من إيران ذاتها وراء رواية -أطفال نصف الليل- على تكريمٍ أدبي و على جائزة مادية كبرى.
(و لقد قرأتُ هذه الرواية بلغتها الأصلية/الانگليزية عدة مرات: مرة بعدَ أن صدرت بخريف 1988م. ثم عاودتُ قراءتها، فكان آخرها في 2011م، بُعيدَ بزوغ الربيع العربي.
و كان سعر بيع النسخة في أول طبعة: 250﷼/25 ديناراً بحرينياً، و الآن على النت بحوالي 5$.) و في اليوتيوب مقطعٌ صوتي يَظهر مع اسم مؤلف الرواية ذات الـ٥٤٦ صفخة، و يوجزها في ٢٨ دقيقة.)
و إن عرض هذا الكتاب هو من باب الإطلاع، و للوقوف على مستويات عالية في فن الكتابة و في عمق التعبير باللغة الإنگليزية؛ و أيضاً للعلم.. بدلاً من الارتكان فقط إلى مقولات الغير، و القيل و القال! و في نهاية المطاف، فإنّ هذا التعريف هنا هو من باب: *تعلـَّم السحرَ، و لا تعملْ بـِه؛ فالعلمُ بالشيءِ و لا (الجهلُ) بهِ!*