دعمُ التنمية بالعمل.التطوعي
23 من يونية يصادف "اليوم العالمي للعمل التطوعي''؛ و ليتنا نتوسع و بشكل ملموس في غرس (فكرة و ممارسة) الخدمة العامة التطوعية الخيرية في مجتمعنا: بترسيخها في برامجنا الاعلامية و مناهجنا، و في مختلف انشطة المنتديات الاجتماعية، و في بقية مؤسسات 'المجتمع المدني'. و عسانا ننشرها في عموم الشباب و الشابات، و خاصة الذين اصبحت لهم سِمة 'المحتسب'.
ً و عليه، فيمكن توجيه الطاقات من مختلف الفئات عندنا ليستفاد منهم في العمل التطوعي. و هذا يتطلب تدريبهم و إعادة تدريبهم و تأهيلهم فيقومون بعشرات و مئات الأعمال، و بخاصة في المجالات التنموية و المهارات البيئية العديدة التي فعلأَ يحتاج اليها الوطن و المواطنون بتضوُّر.
فكثيراً ما نقرأ عن 'الجمعيات' الخيرية، و نسمع عن 'التبرعات' و 'المشتريات' لغرض كذا أو لمريضٍ هنا، أو لعائلةٍ هناك..
وهذا جميل و مشكور، بالطبع؛ و لكن، قد يكون من الأجدى لو كانت نشاطاتنا الخيرية تدريبية تعليمية تربوية أدائية.. و مستدامة؛ و ألا تكون مجرد 'استجابة' مع حاجة هنا أو حدث طارئ هناك؛ بل و يحسن ان تأتي هكذا نشاطات في شكل ابتداري.. اكثر من استجابي أو رد-فِعلي.
و في الدول المتقدمة، نسمع عن افراد و جماعات، بمن فيهم من هم من المستويات الموسرة: يقدّمون خدماتهم في مختلف المنشئات في المجتمع، و منها الصحية و مؤسسات إيواء العجزة و المعوزين و الايتام و المعوقين، وفي جمعيات رعاية الأطفال، و المحتاجين بمختلف تصنيفاتهم.
فقد تكون ربة منزل ذات مؤهل معين أو كفاءة محددة، لكنها بعد أن اصبحت رسمياً متقاعدة تـُـقرر ان تتحاشى المكوث الخامل في البيت، و ألاّ تنشغل او تتشاغل بالأعمال التي لا طائل منها سوى مجرد قضاء الوقت.. أو حتى قتله.
لكن، تقوم السيدة تلك بنشاط تطوعي، فمثلاً تعرض خدماتها للقيام بـ'زيارة' عدد من المرضى بمشفى مُعَين قد يكون قريباً أو بعيداً عنها، حسب امكانات المواصلات عندها، فتقوم بمشاركة حنونة في برامج زيارة منسَّقة مع إدارة ذلك المشفى؛ فربما اقتصرت مشاركتها على مجالسة حانية مع منوَّم من المرضى، و خاصة من الذين لا اهل لهم أو من لا زوار يعودونهم، فتقوم بمحادثتهم و ملاطفتهم و بتفقد أحوالهم و سؤالهم عن مدى تحسن صحتهم. و قد نجد أن تلك السيدة (و السيد ايضاً).. تقوم بهذا كله و هي تجد السعادة تتفاعل بين ترائبها.. و تحس بتحقيق المتعة الشخصية عندها، و ربما حتى بتحقيق ذاتها، و ذلك بمنح خدمتها و وقتها و جهدها لأسعاد الآخرين.
و لعلنا في هذا كله، نكون غير مستنكفين من التشمير عن اكمام ثيابنا او بلوزاتنا، و القيام ببعض العمل اليدوي.. و ذلك (إلى جانب) اساسات الاستماع و المحادثة و التخفيف و الملاطفة.
و لربما قام هكذا متطوع بخدمة مريض بقراءة فصل من كتاب أو عدد من الصفحات بكتاب مفضل مُسلٍ لذلك المريض؛
بل ربما قامت المتطوعة بمساعدة أو مشاركة الممرضات الرسميات في حتى ترتيب أو تغيير ملاءات سرير المريض؛ أو في مجرد تقديم جرعات العلاج.. و خاصة إن كان للمتطوع الزائر في سابق تنشئته و مهاراته و هواياته ما يتناسب مع التجربة التمريضية أو أساسات الاسعاف الاولي.
وعندنا، يمكن الاستفادة من اوقات و طاقات المواطنات و المواطنين القادرين المستعدين بوقتهم و بمواردهم الشخصية و المادية لمساعدة الآخرين، و خاصة المعوزين.
و بعامة، يمكن الاستعانة بطاقات الشباب الزاخرة، لكنها الكامنة و ربما غير المستثمرة، في مجالات التنمية في مناكب الحياة؛ فيمكن الاستفادة من فئات الشباب و الشابات في مواطن عديدة.. و في فترات متواترة خلال العام.. مع التركيز على فترات الاجازات و الصيف و الفراغ.
منذ بدايات ستـِّينات القرن 20، ابتدع الرئيس الراحل جان.كينيدي فكرة و مشروع 'فيالق السلام'، (پيس كور: PeaceCorps)، الذي شجـَّع و مكَّن آلاف الشباب و الشابات من التسجيل و الانخراط في دفعات وراها دفعات تتالت و تواصلت عبر عشرات السنين منذ بدء البرنامج؛ في برامج بيئية و تنموية في مختلف ارجاء العالم، من الشرق الأقصى الى المغرب العربي.. في الزراعة و في مقاومة الحشرات الضارة، و في اقامة و صيانة الترع و الصرف الصحي و الارصفة و الكباري؛ و كذلك في مجالات التعليم الواسعة، من محو الأمية، الى تعليم اللغات.
و بذا تمتع آلوف الشباب باكتساب خبرات ما كانوا ليحلموا بها لو انهم قبعوا في مناطقهم و ارياف ولاياتهم، فاتسعت مداركهم، و شدت هممهم، و تزايد نماؤهم و نضجهم، و تمكنوا من تطبيق ما درسوه -اكاديمياً- في الحرم الجامعي من علوم و معلومات؛ و بذا تعالت خبراتهم الميدانية و تنامت مهاراتهم الأدائية.
و العمل.التطوعي لا يلزم ان يكون حافاً-جافاً و دون اي دعم مادي؛ فلقد تم صرف مبالغ معينة لشباب جماعات 'فيالق.السلام'، و لم تكن في خانة السُخرة و التسخير!
فيمكن تطبيق مثل هذه الافكار في نشاطاتٍ (داخلَ البلاد)، في مواقع محلية لدعم مختلف مؤسسات (المجتمع المدني) بما يشمل الجمعيات الخيرية؛ و في المدارس و المعاهد و الجامعات.
فلنعمل على تأصيل فكرة 'العمل التطوعي' بين شبابنا و شاباتنا.. و لنشمل في ذلك مختلفَ الفئات بما يعود بالتجربة و النضج و الفائدة.
و نظرة عندنا إلى الآلاف المؤلفة من الدُّعاة و الداعيات.. فربما آن الأوان (خاصة مع تنامي و تضخم الأعداد، من النوعين)؛ و مع تنوع و تنامي الحاجات الاجتماعية، فيمكن الاستفادة منهم و منهن في مجالات العمل المنتج المباشر و ذلك بالممارسة المُجْدية فيما وراء ما كانوا قد تلقوه من التعليم اللفظي و الكلام البلاغي و الالقاء الخطابي.
فلعلنا نوجِّه اهتماماتنا لتوظيف الطاقات الكامنة و نوجهها وجهة العمل التطوعي الاجتماعي، المعزز للتنمية، والمتمثل بالإنتاجية خلال توليهم الوظائف؛ و في المساهمة الفعالة في رفعة النماء الوطني المستدام، المتمسك بالحميمية الوطنية، و المتحلي بالمحبة!
عميدسابق بجامعةالبترول
ً و عليه، فيمكن توجيه الطاقات من مختلف الفئات عندنا ليستفاد منهم في العمل التطوعي. و هذا يتطلب تدريبهم و إعادة تدريبهم و تأهيلهم فيقومون بعشرات و مئات الأعمال، و بخاصة في المجالات التنموية و المهارات البيئية العديدة التي فعلأَ يحتاج اليها الوطن و المواطنون بتضوُّر.
فكثيراً ما نقرأ عن 'الجمعيات' الخيرية، و نسمع عن 'التبرعات' و 'المشتريات' لغرض كذا أو لمريضٍ هنا، أو لعائلةٍ هناك..
وهذا جميل و مشكور، بالطبع؛ و لكن، قد يكون من الأجدى لو كانت نشاطاتنا الخيرية تدريبية تعليمية تربوية أدائية.. و مستدامة؛ و ألا تكون مجرد 'استجابة' مع حاجة هنا أو حدث طارئ هناك؛ بل و يحسن ان تأتي هكذا نشاطات في شكل ابتداري.. اكثر من استجابي أو رد-فِعلي.
و في الدول المتقدمة، نسمع عن افراد و جماعات، بمن فيهم من هم من المستويات الموسرة: يقدّمون خدماتهم في مختلف المنشئات في المجتمع، و منها الصحية و مؤسسات إيواء العجزة و المعوزين و الايتام و المعوقين، وفي جمعيات رعاية الأطفال، و المحتاجين بمختلف تصنيفاتهم.
فقد تكون ربة منزل ذات مؤهل معين أو كفاءة محددة، لكنها بعد أن اصبحت رسمياً متقاعدة تـُـقرر ان تتحاشى المكوث الخامل في البيت، و ألاّ تنشغل او تتشاغل بالأعمال التي لا طائل منها سوى مجرد قضاء الوقت.. أو حتى قتله.
لكن، تقوم السيدة تلك بنشاط تطوعي، فمثلاً تعرض خدماتها للقيام بـ'زيارة' عدد من المرضى بمشفى مُعَين قد يكون قريباً أو بعيداً عنها، حسب امكانات المواصلات عندها، فتقوم بمشاركة حنونة في برامج زيارة منسَّقة مع إدارة ذلك المشفى؛ فربما اقتصرت مشاركتها على مجالسة حانية مع منوَّم من المرضى، و خاصة من الذين لا اهل لهم أو من لا زوار يعودونهم، فتقوم بمحادثتهم و ملاطفتهم و بتفقد أحوالهم و سؤالهم عن مدى تحسن صحتهم. و قد نجد أن تلك السيدة (و السيد ايضاً).. تقوم بهذا كله و هي تجد السعادة تتفاعل بين ترائبها.. و تحس بتحقيق المتعة الشخصية عندها، و ربما حتى بتحقيق ذاتها، و ذلك بمنح خدمتها و وقتها و جهدها لأسعاد الآخرين.
و لعلنا في هذا كله، نكون غير مستنكفين من التشمير عن اكمام ثيابنا او بلوزاتنا، و القيام ببعض العمل اليدوي.. و ذلك (إلى جانب) اساسات الاستماع و المحادثة و التخفيف و الملاطفة.
و لربما قام هكذا متطوع بخدمة مريض بقراءة فصل من كتاب أو عدد من الصفحات بكتاب مفضل مُسلٍ لذلك المريض؛
بل ربما قامت المتطوعة بمساعدة أو مشاركة الممرضات الرسميات في حتى ترتيب أو تغيير ملاءات سرير المريض؛ أو في مجرد تقديم جرعات العلاج.. و خاصة إن كان للمتطوع الزائر في سابق تنشئته و مهاراته و هواياته ما يتناسب مع التجربة التمريضية أو أساسات الاسعاف الاولي.
وعندنا، يمكن الاستفادة من اوقات و طاقات المواطنات و المواطنين القادرين المستعدين بوقتهم و بمواردهم الشخصية و المادية لمساعدة الآخرين، و خاصة المعوزين.
و بعامة، يمكن الاستعانة بطاقات الشباب الزاخرة، لكنها الكامنة و ربما غير المستثمرة، في مجالات التنمية في مناكب الحياة؛ فيمكن الاستفادة من فئات الشباب و الشابات في مواطن عديدة.. و في فترات متواترة خلال العام.. مع التركيز على فترات الاجازات و الصيف و الفراغ.
منذ بدايات ستـِّينات القرن 20، ابتدع الرئيس الراحل جان.كينيدي فكرة و مشروع 'فيالق السلام'، (پيس كور: PeaceCorps)، الذي شجـَّع و مكَّن آلاف الشباب و الشابات من التسجيل و الانخراط في دفعات وراها دفعات تتالت و تواصلت عبر عشرات السنين منذ بدء البرنامج؛ في برامج بيئية و تنموية في مختلف ارجاء العالم، من الشرق الأقصى الى المغرب العربي.. في الزراعة و في مقاومة الحشرات الضارة، و في اقامة و صيانة الترع و الصرف الصحي و الارصفة و الكباري؛ و كذلك في مجالات التعليم الواسعة، من محو الأمية، الى تعليم اللغات.
و بذا تمتع آلوف الشباب باكتساب خبرات ما كانوا ليحلموا بها لو انهم قبعوا في مناطقهم و ارياف ولاياتهم، فاتسعت مداركهم، و شدت هممهم، و تزايد نماؤهم و نضجهم، و تمكنوا من تطبيق ما درسوه -اكاديمياً- في الحرم الجامعي من علوم و معلومات؛ و بذا تعالت خبراتهم الميدانية و تنامت مهاراتهم الأدائية.
و العمل.التطوعي لا يلزم ان يكون حافاً-جافاً و دون اي دعم مادي؛ فلقد تم صرف مبالغ معينة لشباب جماعات 'فيالق.السلام'، و لم تكن في خانة السُخرة و التسخير!
فيمكن تطبيق مثل هذه الافكار في نشاطاتٍ (داخلَ البلاد)، في مواقع محلية لدعم مختلف مؤسسات (المجتمع المدني) بما يشمل الجمعيات الخيرية؛ و في المدارس و المعاهد و الجامعات.
فلنعمل على تأصيل فكرة 'العمل التطوعي' بين شبابنا و شاباتنا.. و لنشمل في ذلك مختلفَ الفئات بما يعود بالتجربة و النضج و الفائدة.
و نظرة عندنا إلى الآلاف المؤلفة من الدُّعاة و الداعيات.. فربما آن الأوان (خاصة مع تنامي و تضخم الأعداد، من النوعين)؛ و مع تنوع و تنامي الحاجات الاجتماعية، فيمكن الاستفادة منهم و منهن في مجالات العمل المنتج المباشر و ذلك بالممارسة المُجْدية فيما وراء ما كانوا قد تلقوه من التعليم اللفظي و الكلام البلاغي و الالقاء الخطابي.
فلعلنا نوجِّه اهتماماتنا لتوظيف الطاقات الكامنة و نوجهها وجهة العمل التطوعي الاجتماعي، المعزز للتنمية، والمتمثل بالإنتاجية خلال توليهم الوظائف؛ و في المساهمة الفعالة في رفعة النماء الوطني المستدام، المتمسك بالحميمية الوطنية، و المتحلي بالمحبة!
عميدسابق بجامعةالبترول