رساله لكل ذي لب في اليمن الحبيب "إحذروا "
من الخطأ التصوّر بأن اليمن كانت بعيدةً عن المخططات المجوسية الشيعية المتمثلة بإيران الفرس طوال السنوات الماضية او لنقل طوال العقود الماضية*
لم يكن هذا الحقد الصفوي الشيعي وليد اللحظة , بل هو حقدٌ صفويٌ يرجع للحقبة الماضية من الأزمان , فاليمن كانت تحت الدولة الفارسية قبل الإسلام وهي الأرض التي تخللها الإسلام في فترات عصره الأول حينما كان الكثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اصولهم ترجع لليمن , ويذكر بعض أهل السير والتاريخ أن هناك أكثر من 1500 صحابي هم من الاصول اليمنية وعن طريق الكثير من هؤلاء دخل الإسلام إلى اليمن وتغلغل في وقتٍ مبكر في أراضيه وبين ناسه , وكان ممن أُرسل إلى اليمن : عليٌ بن أبي طالب رضي الله عنه وايضاً معاذ بن جبل رضي الله عنه وغيرهما .
* *
* * لذا فإن المطالب المجوسية الشيعية الممثلة بإيران بحقوقها في اليمن تعود إلى مطالبة إيران بكل ما تراه حقها التاريخي فيه فلو رأينا كل الأحداث التي نجد لها تواجد اليد الشيعية فيها , لرأينا أن هذه الأيادي الخبيثة لا تمتد إلاّ إلى الدول التي كانت سيطرة الدولة الفارسية عليها نأخذ مثلاً العراق ثم البحرين ثم الكويت وليس آخراً اليمن قد يبدوا للبعض ممن لا يعرف الحقائق المبطنة بأن إيران بعيدةً كل البعد عن التواجد في الشأن اليمني كبعدها عن اليمن جغرافياً ولكن المتتبع للأحداث يرى الواقع بغير هذا الذي عليه فلو تأكد للبعض أن لإيران تواجد عسكري معنوي سياسي داخل اليمن فلن يشك بهذه المعلومة التواجد الشيعي الإيراني المتواجد في اليمن ذاك الذي يُمثله ذراع إيران في اليمن , وما نقصده هم جماعة الحوثي الرافضي ومن الحماقة أن يظن البعض أن جماعة الحوثي هي تمرد وانتهى .
* * *فالفكر الشيعي أبعد ما تنتهي فتنته طالما له تواجد في الأرض التي يسكنها والفتنة الشيعية في كل مكانٍ تتواجد فيه : تسكت , تهدأ , تُهادن , تتملق , تُنافق , تُجامل , تعمل بالتقية , ولكن لم ولن تنتهي أطماعه في الرجوع من جديد للمطالبة بما يراه حقاً له ونراه نحن تمرداً وإجراماً على الدولة باسم المطالبة بالحقوق وهي بكل تأكيد حقوق لا يستحقونها ومظلومية كاذبة يعيشون على ثراها منذ سنواتٍ وعقودٍ وقرون .
* * *والحماقة الأكبر تتمثل في تصديق البعض أن أتباع الحوثي وزمرة الشر التي تتبع هذا الفكر الخبيث أنهم من أتباع المذهب الزيدي فهؤلاء الخبثاء ابعد ما يكونوا من أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم , فلا منهج ولا دين ولا عقيدة هؤلاء يمكن نسبتها لهذا المذهب فلو تتبعنا الفكر الذي قام عليه أتباع الحوثي لرأينا أنه لا يفرق ولا يبعد عن المذهب الإيراني الصفوي المتمثل برأسه الخبيث الخميني وهذا ما سنُثبته خلال المواضيع القادمة من خلال ما سننقله من كلام الحوثي الأب نفسه وثناءه على الخميني ورأيه في فكره ودينه وجمهوريته التي اقامها بل ودعوته إلى إيجاد إيران جديدة في اليمن يكون هو _ اي الحوثي الأب _ خُمينيها.
إن النهج الذي يسير عليه أتباع الحوثي نهجٌ بعيدٌ كل البعد عن مذهب الإمام زيد رحمه الله , فما هم عليه يُخالف منهج المذهب الزيدي ودينه في كل كبيرةٍ وصغيرة لذا لن نتردد بأن أمثال هؤلاء منهجهم شيعي هادوي على فكر الجارودية .
* *والجارودية تتفق مع الشيعة الجعفرية الإمامية الاثنى عشرية الرافضة في عقائدها ومبادئها , بعكس الزيديدة التي وإن نسبناها للشيعة ولكنها لا تؤمن بالإثنى عشر إماما ً الذي يراهم الشيعة أنهم خلفاء الله ع أرضه ولهذا يعتبر الكافي أن الشيعة الزيدية هم من النواصب , والناصبي عند الفكر الاثنى عشرية هم كفرة , بعكس الجارودية التي يراها فئةً ومذهباً مؤمن ويُدخلهم في زمرة التشيع الجعفري الإثنى عشرييقول معصومهم الرضا ومعصومهم الصادق : أن الزيدية والواقفة _ وهي فرقة _ والنُصّاب _ أي النواصب وهم أهل السنة بفكر الروافض _ بمنزلة عنده سواء.
من لا يحضره الفقيه : ج 4 / 543, مستدرك الوسائل : ج 7 / 109 , بحار الأنوار : ج73 / 34 وغيرها من المصادر الأخرى .
عن عمر بن يزيد قال : سألته _ اي المعصوم _ عن الصدقة على النُصّاب وعلى الزيدية : قال لا تصدق عليهم بشيء ولا تسقهم من الماء إن استطعت ,وقال الزيدية هم النُصّاب . التهذيب : ج 4 / 53 , وسائل الشيعة : ج 9 , 222 .
إذا ً فلا يوجد اي رابطٍ بين الشيعة الزيدية والشيعة الجعفرية الإثنى عشرية , فالزيدية عاشوا طوال التاريخ مع إخوانهم أهل السنة بكل حبٍ ووئام وإذا ماكان للسياسة أن فرقتهم لفترةٍ من الزمن بسبب حكم (( سيدي )) في اليمن في فترة الإمامة فهذا لا يعني أن الفكر والعقيدة والتاريخ يفرض هذا الخلاف بين الطرفين بل ماكان ذاك الخلاف بكل ما فيه إلاّ خلاف السياسة الذي اشعل ناره الإمام لتطبيق قاعدة فرّق تَسُد فالفكر الزيدي ومذهب أهل السنة خلافاتهم _ إن وُجدت _ فهي خلافاتٌ بسيطة لا تتعدى تفضيل علي على عثمان _ رضي الله عنهما وموقفهم من معاوية _ رضي الله عنه _ ثم أمور ثانية بسيطة في العقيدة لا تجعل الطرف الثاني خارجاً عن الملّة والدين وكل ذلك بعكس نظرة الشيعة الجعفرية الإمامية لأهل السنة , وبعكس حكمنا عليهم >فما بيننا وبين الشيعة الرافضة خلافُ منهجٍ ودينٍ , خلاف عقيدةٍ وأصول , لا كما يروجه البعض من دُعاة التقريب حينما يُنافقون المعممين ويُجاملونهم بالقبح على حساب دينهم وعقيدتهم .* *والفكر الجعفري الإمامي التكفيري وكما قُلنا يُمثله اتباع الحوثي في اليمن , وهو وإن كان فكراً يراه البعض محدود الأشخاص محدود الإمكانيات إلا أننا نرى فيه الذراع الأقوى لإيران في اليمن ,والذي ربما يُخَطط له في الفترة القادمة لئن يتبوأ موقع الفتنة وتصديرها في يمن الإيمانوذلك عن طريق الدعم الذي يُقدمه ما يُسمى بحزب الله اللبناني ثم ما ثبت عن تدريبات الحوثية على يد رجال جيش المهدي في العراق ثم الدعم الذي تُقدمه مرجعيات الكفر والزندقة في قُم وطهران والنجف وكربلاء .
لقد استغل رجال الحوثي واتباع فكره الخائب ثورة الشباب ليندّسوا بينهم رغبةً منهم في إسقاط النظام , النظام الذي وإن كان هو من انشأ وأعان على تواجد هذه الجماعة لأسبابٍ سياسية إلا أنه هو نفسه النظام الذي اذاق هذه الجماعة مرارة الفشل وخيبة فعاله طوال السنوات الماضية من بعد حربه الأولى ضدهم ,ومعروفٌ أن الحقد الشيعي في كل مكانٍ لن ينسى من أساء لمشروعه وأوقف تمدده _ ولنا في صدام حسين عبرة مع شيعة العراق وهذا الذي هو حاصلٌ الآن في اليمن بتواجد هذه الفئة الضالة في ساحات التغيير ولم يعد خافياً هذا التواجد على أحد بما تنقله الجزيرة مباشر أو قناة ما تُسمى بـ سهيل , أو بما رأيناه في إحدى مظاهرات هؤلاء حينما ملئوا الشارع ما بين مستشفى الجمهوري إلى جولة عصر شعارات إيرانية بإمتياز وكأننا نعيش في جنوب لبنان أو في مدينة الصدر الشيعية العراقية , فــ شعار : (( هيهات مِنّا الذلّة هو الشعار الذي يُقال في كتب الروافض أن الحسين رضي الله عنه رفعه حينما خرج ع يزيد بن معاوية , وهو شعار لا يعرفه اهل السنة ولا يقولون به , بل هو من ترديد شيعة البحرين بالذات وشيعة جنوب لبنان واتباع الصدر في العراق .*
* *
*وعلى ذكر شيعة البحرين فيجب أن لا ننسى أنه كان للحوثية دور في نصرة شيعة البحرين وذلك من خلال لافتة رفعوها في ساة التغيير في صنعاء ومكتوب ٌ عليها : (( لن ننساكِ يابحرين
)اي لن ننساكم يا شيعة البحرين , وبجانبها أعلام البحرين , وهي اللقطة التي ركّزت كاميرا قناة سهيل عليها مع التقريب للمكتوب حتى يفهمه الجميع , ونقلته بنفس اللحظة قناة الجزيرة مباشر .* * * ليس من الحكمة أن يُظن أن التواجد الشيعي في اليمن الحبيب محدود النوايا , قليل الإمكانيات , فمن يظن ذلك فليس له نظرة بعيدة إلى واقع الأحداث فمن كان يظن أن يحصل ما حصل في البحرين طوال شهر كامل من الإجرام الشيعيمع أن ما حصل لم يقُم به إلا زمرة خائبة معدودة الفئات , وطالما أن وراء الحوثية يد إيران وأموال خُمسها فيجب الخوف كل الخوف من كل من تقف بجانبه وإن كان شخصاً واحداً .*
* ليس هذا تهويلاً للصغائر بقدر ما هو رسالة تنبيه نبثها*بواقعية وبكل حب لإخواننا في اليمن الحبيب عسى ولعل أن تصل إلى قلوبهم قبل آذانهم كي يعوا حجم هذه الشرذمة المتواجدة بينهم والمندّسة وسط شباب الثورة كي لا يكون القادم ع اليمن كما هو واقع العراق ولبنان .
ومن يظن أن في كلامي مبالغة المتشدد فنقول يجب أن نتذكر التاريخ ونعود له كي نتذكر أن نفس هذه الفئة الضالة كانت يوماً تحكم اليمن وهي نفسها التي أذاقت الشعب اليمني ويلات القهر والإستبداد والظلم والتهميش.