كلام رمضان: وفاة فنان رمضان «حسن دردير» في رمضان
كان من المفترض أن أتناول في هذه الأسبوع الحديث عن ذكرى غزوة بدر الكبرى وغياب درو الفنانين والإبداع الفني عنها ضمن أعمالهم الرمضانية استكمالاً لما تطرقت إليه في رمضان الماضي عن هذا الموضوع في مقالي «كلام رمضان: الأحداث التاريخية وبرامج التلفزيون الرمضانية» https://garbnews.net/articles/s/4570 خصوصاً وأنه أصبح من المعتاد ملئ الشاشات في رمضان بكم هائل من البرامج والمسلسلات التلفزيونية المليئة بالتُرهات والإسقاطات الفنية المثيرة للجدل والمعززة للتباعد الأسري لاختلاف الأذواق التلفزيونية بين أفراد الأسرة، والبعيدة عن الأهداف التربوية والتوجيهية التي انطلقت بها هياكل تلفزيوناتنا العربية.
ولكن فاجعة الأسرة الفنية بوفاة أحد أبرز رموزها الفنان القدير حسن دردير المعروف بـ «مشقاص» الذي وافته المنية صباح يوم الخميس 17 رمضان 1442هـ - 29 ابريل 2021م بجدة بعد معاناة مع المرض، جعلتني أغير الموضوع للحديث عنه في زاويتي «كلام رمضان» سيما وأنه يستحق أن يلقب بـ «فنان رمضان» فهو من أوائل الفنانين الذين اختصوا منذ مرحلة مبكرة بتقديم «فوازير رمضان» وإثراء الإذاعة والتلفزيون بأعمال فنية رمضانية هادفة وبناءة للصغار والكبار كان أولها «فوازير رمضان السمسمية» التي أعدها الأديب الراحل طاهر زمخشري وقدمها مع فنان العرب محمد عبده في العام 1385هـ/1965م وأتبعها بالكثير من الأعمال الرمضانية على مدى السنين مع رفيق دربه الفني لطفي زيني رحمه الله المعروف بـ «تحفة».
ولعلي من المحظوظين الذين شاءت الظروف أن يرتبط جانب من ذاكرة طفولتي به بحكم ارتباطه بعلاقة فنية وأبوية مع جدي الأديب طاهر زمخشري قال عنها «دردير» رحمه الله "علاقتنا اسرية وبيقول لأمي يا ماما وانا أقوله يا بابا!...، يا سلام ياما اجتمعنا بلبنان أحلى الأيام وفي السعودية كمان. في عكاظ (الجريدة) عشنا معا ً أصدق وامتع الأيام واللحظات. لي معاه ذكريات حلوة كثيرة على راي العم جميل محمود وأهل الصبر! أول الذكريات فاكرها عن الثلاثي عباس غزاوي وبابا طاهر وأنا ( محسوبكم حسن دردير) التقينا في بداية برنامج ( دنيا) أيام ما كانت الدنيا دنيا، أيام ما كانت الإذاعة مديرية وقبل ما تصير وزارة عام 79هـ على ما اظن لوما خانتني الذاكرة. كان برنامج (دنيا) اجتماعي تمثيلي بيحل المشاكل".
وكنت قد عرضت لذكريات لقاءاتي به ضمن الجزء الثاني من مؤلفي «رحلتي عبر السنين» "أتاح لي بابا طاهر فرصة مصاحبته إلى سوق البلد بين الفينة والأخرى، والالتقاء بأصدقائه من الفنانين، فكنا نتوقف في معرض «الوردة الحمراء» للملبوسات لصاحبه الفنان عمر الطيب، فيجلس معه ويتبادل الحديث حول الفنون وأعماله الفنية، ثم نذهب إلى «استريو النغم الحائر» المجاور لـ«استريو عش البلبل» لصاحبه الفنان الراحل لطفي زيني، حيث كان يتجمع عدد من الفنانين في حلقة حول بابا طاهر أمام الاستريو بحضور الفنان لطفي زيني وعازف الناي ثواب عبيد، والفنان مشقاص، وبعض الأحيان الفنان طلال مداح، وكنت أستمع إليهم وهم يتبادلون الحديث والنقاش حول أعمالهم الفنية والأدبية بصفة خاصة، والفنون بصفة عامة، فكانت تلك الأحاديث سببًا لحبي أولئك الفنانين، وميلي نحو أعمالهم الفنية...، كما شكل وجودنا في مدينة سوسة بتونس فرصة للالتقاء بعدد من الفنانين الذين عرفتهم من التلفزيون، وذلك حينما دعانا صديق بابا طاهر الفنان الكوميدي التونسي محمد علي الشهير بـ«سي الحطاب» لحفل عشاء في منزله حضره الفنان السعودي لطفي زيني الشهير بـ«تحفة»، وزميله حسن دردير الشهير بـ«مشقاص»، والفنانة التونسية زهيرة سالم، وبعض لاعبي كرة القدم بفريق النجم الساحلي. كان لقاؤنا المباشر بهؤلاء المشاهير عن قرب أنا وأخي نجاتي شيئًا كبيرًا وتجربة مثيرة استمتعنا بها طوال الوقت ونحن نستمع إلى أحاديثهم الاجتماعية والفنية. وشد انتباهي كثيرًا نقاشهم واستذكارهم المواقف الطريفة خلال عملهم في مسلسل «في فندق المفاجآت» الذي كان أول مسلسل تلفزيوني سعودي - تونسي مشترك سلط الضوء على الفوارق بين العادات والتقاليد في تونس والسعودية بصورة كوميدية. كذلك خطوة نقل الفنان لطفي زيني استديوهات «زيني فيلم» إلى سوسة. تناولنا طعام العشاء، وغادرنا منزل الفنان «سي الحطاب» بعد أن قضينا أمسية اجتماعية وفنية رائعة".
وفي العام 1985م التقيت به بفندق الماريوت بالرياض حينما جاء مهنئاً لبابا طاهر على نيله جائزة الدولة التقديرية للأدب وكان كعادته ملفتًا بأناقته التي اشتهر بها عند الجميع بلبسه للثوب والسديري والعمامة الحجازية ومسبحته. وإبان عملي في جمعية إبصار دعوته لحضور الحفل الختامي لحملة دعم تأهيل 15000معاق بصرياً وبرنامج بناء الأمل الصيفي للأطفال «27/08/1431 - 08/08/2010م» لعلمي بمدى تعلقه بالأطفال، ولبى الدعوة وشارك الأطفال حفلهم رغم ظروفه الصحية آنذاك، وحال مرضه دون استمراريته في حضور فعاليات الجمعية التي نظمناها للأطفال، فغفر الله له وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
الجدير بالذكر أن الفنان الراحل حسن دردير «مشقاص» من مواليد المدينة المنورة في 15 نوفمبر 1938م، بد ممارسة هوايته الفنية في العام 1947م على المسرح المدرسي، انتقل إلى جدة لاستكمال تعليمه في الثانوية الصناعية وبعد انتهائه من الدراسة عمل بوظيفة في الجمارك، دخل الإذاعة بدعوة من الفنان خالد زارع رحمه الله عام 1960م الذي لاحظ موهبته الفنية وقدم أول عمل له على مسرح الإذاعة منلوج (العازب). ثم «إسكتش عزومة لرحيمي» عام 1962م، وفي العام 1963م قدم تمثيلية خاصة بالأطفال بعنوان «مدينة الأقزام» تأليف الأديب الراحل عزيز ضياء. وفي العام 1965م قدم فوازير رمضان السمسمية مع محمد عبده، ومثل العام 1967م نقطة تحول بانطلاقته بشخصية «مشقاص» في مسلسل «مشقاص خدمات عامة» مع رفيق دربه لطفي زيني. ومن أبرز أعماله التي اشتهرت عربياً «تحفة ومشقاص في كفر البلاص بالاشتراك مع الفنان محمود المليجي والفنانة عفاف شعيب، الأصيل، في فندق المفاجئات مع الفنان التونسي محمد علي الشهير بـ«سي الحطاب»، عمارة العجائب في تونس، أغاني في بحر الأماني مع الفنان محمد عبده، العيادة، وفلم تأنيب الضمير». كما شارك مع رفيقه لطفي زيني والموسيقار عمر كدرس وجميل محمود الفنانة هيام يونس في أغنيتها "جيب الجول على الرايق" كلمات وألحان طاهر زمخشري.
ولكن فاجعة الأسرة الفنية بوفاة أحد أبرز رموزها الفنان القدير حسن دردير المعروف بـ «مشقاص» الذي وافته المنية صباح يوم الخميس 17 رمضان 1442هـ - 29 ابريل 2021م بجدة بعد معاناة مع المرض، جعلتني أغير الموضوع للحديث عنه في زاويتي «كلام رمضان» سيما وأنه يستحق أن يلقب بـ «فنان رمضان» فهو من أوائل الفنانين الذين اختصوا منذ مرحلة مبكرة بتقديم «فوازير رمضان» وإثراء الإذاعة والتلفزيون بأعمال فنية رمضانية هادفة وبناءة للصغار والكبار كان أولها «فوازير رمضان السمسمية» التي أعدها الأديب الراحل طاهر زمخشري وقدمها مع فنان العرب محمد عبده في العام 1385هـ/1965م وأتبعها بالكثير من الأعمال الرمضانية على مدى السنين مع رفيق دربه الفني لطفي زيني رحمه الله المعروف بـ «تحفة».
ولعلي من المحظوظين الذين شاءت الظروف أن يرتبط جانب من ذاكرة طفولتي به بحكم ارتباطه بعلاقة فنية وأبوية مع جدي الأديب طاهر زمخشري قال عنها «دردير» رحمه الله "علاقتنا اسرية وبيقول لأمي يا ماما وانا أقوله يا بابا!...، يا سلام ياما اجتمعنا بلبنان أحلى الأيام وفي السعودية كمان. في عكاظ (الجريدة) عشنا معا ً أصدق وامتع الأيام واللحظات. لي معاه ذكريات حلوة كثيرة على راي العم جميل محمود وأهل الصبر! أول الذكريات فاكرها عن الثلاثي عباس غزاوي وبابا طاهر وأنا ( محسوبكم حسن دردير) التقينا في بداية برنامج ( دنيا) أيام ما كانت الدنيا دنيا، أيام ما كانت الإذاعة مديرية وقبل ما تصير وزارة عام 79هـ على ما اظن لوما خانتني الذاكرة. كان برنامج (دنيا) اجتماعي تمثيلي بيحل المشاكل".
وكنت قد عرضت لذكريات لقاءاتي به ضمن الجزء الثاني من مؤلفي «رحلتي عبر السنين» "أتاح لي بابا طاهر فرصة مصاحبته إلى سوق البلد بين الفينة والأخرى، والالتقاء بأصدقائه من الفنانين، فكنا نتوقف في معرض «الوردة الحمراء» للملبوسات لصاحبه الفنان عمر الطيب، فيجلس معه ويتبادل الحديث حول الفنون وأعماله الفنية، ثم نذهب إلى «استريو النغم الحائر» المجاور لـ«استريو عش البلبل» لصاحبه الفنان الراحل لطفي زيني، حيث كان يتجمع عدد من الفنانين في حلقة حول بابا طاهر أمام الاستريو بحضور الفنان لطفي زيني وعازف الناي ثواب عبيد، والفنان مشقاص، وبعض الأحيان الفنان طلال مداح، وكنت أستمع إليهم وهم يتبادلون الحديث والنقاش حول أعمالهم الفنية والأدبية بصفة خاصة، والفنون بصفة عامة، فكانت تلك الأحاديث سببًا لحبي أولئك الفنانين، وميلي نحو أعمالهم الفنية...، كما شكل وجودنا في مدينة سوسة بتونس فرصة للالتقاء بعدد من الفنانين الذين عرفتهم من التلفزيون، وذلك حينما دعانا صديق بابا طاهر الفنان الكوميدي التونسي محمد علي الشهير بـ«سي الحطاب» لحفل عشاء في منزله حضره الفنان السعودي لطفي زيني الشهير بـ«تحفة»، وزميله حسن دردير الشهير بـ«مشقاص»، والفنانة التونسية زهيرة سالم، وبعض لاعبي كرة القدم بفريق النجم الساحلي. كان لقاؤنا المباشر بهؤلاء المشاهير عن قرب أنا وأخي نجاتي شيئًا كبيرًا وتجربة مثيرة استمتعنا بها طوال الوقت ونحن نستمع إلى أحاديثهم الاجتماعية والفنية. وشد انتباهي كثيرًا نقاشهم واستذكارهم المواقف الطريفة خلال عملهم في مسلسل «في فندق المفاجآت» الذي كان أول مسلسل تلفزيوني سعودي - تونسي مشترك سلط الضوء على الفوارق بين العادات والتقاليد في تونس والسعودية بصورة كوميدية. كذلك خطوة نقل الفنان لطفي زيني استديوهات «زيني فيلم» إلى سوسة. تناولنا طعام العشاء، وغادرنا منزل الفنان «سي الحطاب» بعد أن قضينا أمسية اجتماعية وفنية رائعة".
وفي العام 1985م التقيت به بفندق الماريوت بالرياض حينما جاء مهنئاً لبابا طاهر على نيله جائزة الدولة التقديرية للأدب وكان كعادته ملفتًا بأناقته التي اشتهر بها عند الجميع بلبسه للثوب والسديري والعمامة الحجازية ومسبحته. وإبان عملي في جمعية إبصار دعوته لحضور الحفل الختامي لحملة دعم تأهيل 15000معاق بصرياً وبرنامج بناء الأمل الصيفي للأطفال «27/08/1431 - 08/08/2010م» لعلمي بمدى تعلقه بالأطفال، ولبى الدعوة وشارك الأطفال حفلهم رغم ظروفه الصحية آنذاك، وحال مرضه دون استمراريته في حضور فعاليات الجمعية التي نظمناها للأطفال، فغفر الله له وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
الجدير بالذكر أن الفنان الراحل حسن دردير «مشقاص» من مواليد المدينة المنورة في 15 نوفمبر 1938م، بد ممارسة هوايته الفنية في العام 1947م على المسرح المدرسي، انتقل إلى جدة لاستكمال تعليمه في الثانوية الصناعية وبعد انتهائه من الدراسة عمل بوظيفة في الجمارك، دخل الإذاعة بدعوة من الفنان خالد زارع رحمه الله عام 1960م الذي لاحظ موهبته الفنية وقدم أول عمل له على مسرح الإذاعة منلوج (العازب). ثم «إسكتش عزومة لرحيمي» عام 1962م، وفي العام 1963م قدم تمثيلية خاصة بالأطفال بعنوان «مدينة الأقزام» تأليف الأديب الراحل عزيز ضياء. وفي العام 1965م قدم فوازير رمضان السمسمية مع محمد عبده، ومثل العام 1967م نقطة تحول بانطلاقته بشخصية «مشقاص» في مسلسل «مشقاص خدمات عامة» مع رفيق دربه لطفي زيني. ومن أبرز أعماله التي اشتهرت عربياً «تحفة ومشقاص في كفر البلاص بالاشتراك مع الفنان محمود المليجي والفنانة عفاف شعيب، الأصيل، في فندق المفاجئات مع الفنان التونسي محمد علي الشهير بـ«سي الحطاب»، عمارة العجائب في تونس، أغاني في بحر الأماني مع الفنان محمد عبده، العيادة، وفلم تأنيب الضمير». كما شارك مع رفيقه لطفي زيني والموسيقار عمر كدرس وجميل محمود الفنانة هيام يونس في أغنيتها "جيب الجول على الرايق" كلمات وألحان طاهر زمخشري.