المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
دكتوره حياة الهندي
دكتوره حياة الهندي

عن دكتوره حياة الهندي

خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية

لنا الصدر أو القبر


أيامٌ مرت ولم يزل منظرها العجيب عالقًا بذهني ، والكاتب تستفزه أشياء تظل عالقة بذهنه لايستطع أن يتخطاها أو أن ينساها، لأنها تترك وشمًا في داخله إن لم يعبر عنه يتلوى من الألم فالحمدلله الذي خلقنا وخلق القلم ، ولنعد للب موضوعنا الأصيل الذي فجر إحساسي ، واستفز مشاعري، وأيقظ وجداني للكتابة عنه وقد كنت من ذي قبل أتروى أن أخوضه أو أُبدي فيه رأي على الأقل في هذا الحين ! لكنها أدهشتني ببنطالها الرياضي اللصيق وقد كانت نحيفة ذات سيقان طويلة أزاحت عنها العباءة بكل ثقة وشجاعة وتمكين فاتسعت حدقتي عيناي أأنثى أرى أم فرجال هندسة! وكنت في السيارة التي في خلفها ، صدمت من المنظر المريع الذي بدأته من الأسفل حتى وصلت للشمس المشعة من شعرها المنكوش المتطاير وتخيلته ممدودًا بخيطين كأنها قرون الاستشعار لهذه الأنثى التي بقي لها ثانيتين وتطير كالنحلة وأردد أنا في ذهول
بشار
بشار يا بشار
هيا الى العمل
أجمع شذى الأزهار
من روضةالأمل
حلق مدى الأجواء
رفرف على الزهر
حين طارت العباءة منها وبدت بهذا الشكل الغريب ، ومازجت عيناي بين صورة لها وهي تستر جسدها الذي يبدو كالفرجال وشعرها المنكوش كأنه مقشة والكل يتبسم في نفسه ويتساءل؟ هل هذا هو التحضر ؟ أم هو التبذل ولو سترته بالعباءة وغطت شعرها بالطرحة لبدت ملكة على العرش متربعة ومن حولها يتساءل كم مهرها هذه الفارسة؟ أما وقد أبدت الفرجال والمقشة وملامحها المضطربة فالهروب منها على عجل هو الآن القصة!
لن نذكر أنفسنا والقراء أن الحجاب فريضة أنزل فيها قرآن ليوم المعاد، ولن نقول أنه عزة وكرامة فالكل من هذا الكلام تشبع واستنار، ولكن نقول رفقًا بنا من هذه المناظر المؤذية فذاكرتنا تختزنها وتشعر بالاشمئزاز منها ونحن نبحث عن الجمال فلا تشوهوه بهذا الخبال، فإما شكلٌ مرتب بديع غير مصطنع أو مدلس، وإمّا انتظروا الباحثين عن الجمال والحضارة والأناقة يرمقونكم بنظرات الحسرة عليكم ويفرون منكم فرار الأسود فلا أحد يبتغي العلياء ويرضيه هذا العناء ، فلقد ألفت العيون أن تتذوق الجمال في البساطة والترتيب والتهذيب والنظافة، أما في الشمس المحرقة والأجواء المغبرة والأحداث المؤلمة وتطلين علينا أيتها الأنثى في الشوارع وعلى صفحات التواصل بهذه المناظر المؤذية للذائقة والجمال فهنا لزام علينا وعلى الدول أن تتخذ بحقها قرار، وهي بهذا تحفظها من شر نفسها ومن سوء المآل.
ولنذكرها بقول الشاعر الأمير أبو فراس الحمداني
من قصيدته المشهورة أراك عصي الدمع شيمتك الصبر

ليتك يافتاتي التي لم تدركي قيمة جمالك في ترتيبك والحياء وتمثلتي بقول الشاعر الأمير في كل مجالٍ أنت ، فلا رضيت الدون ولاقبلتي بأقل من العلياء ، وكنتِ كوكبًا لايُطال، أبيةٌ شامخة، عميقة، غامضةٌ، حكيمةٌ مسددة ،مهما مضت به السنوات تزيد جمالًا وإبهار فهي الأنثى والأنثى من أجلها يتصارع الشجعان.
ونحـن أنـاس لا تـوسـط بينـنـا لنا الصدر دون العالميـن أو القبـر
تهون علينا فـي المعالـي نفوسنـا ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر.





خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية
‏@hayat20202انستجرام
 0  0  8.4K