حروف مبعثرة ..!!
الباحث عن السراب ...!!!
يفاجئني كثيرا صديقي بمثل هذه العناوين التائهة ، قابلته مصادفة سألته عن أحواله فقال بعد أن أخرج زفرة حرى .. بخير والحمد لله .. لكن فكري منشغل بالبحث عن السراب ؟؟.. ولا أعلم هل السراب لا يقوى على المواجهة أم إنني المخدوع بما أرى وأشاهد وأتيقن أنه سراب في سراب .. لذلك لابد أن التقي به ليستبين لي من التائه فينا بين الحقيقة والخيال ...
حملقت فيه لأرى هل هو صديقي الذي أعرفه أم أنه شبيه له .. وإن كنت لازلت معتقدا أن حواسي الفكرية لله الحمد لا تزال بخير ..
قهقه ملئ شدقيه حتى غاصت عيناه ثم قال لي ، أمثالك ممن طواهم الزمن لا يصدقون ما أقول .. أنا فعلا صدقني ابحث عن السراب في زحمة الدنيا .. أبحث عن السراب بين الأزقة والطرقات .. بين الحدائق ووسط الحقول وعلى قمم الجبال .. بل وزد من ذلك حتى في دور العبادة .. أبحث عن السراب الذي ولّا دون رجعة عسى أن أجده لأسأله عن الأسباب الخفية في تواريه ..
سألته ما الداع لمثل هذا العناء النفسي والشقاء ... وأنت في نظري من المدركين لما يفعلون .. بل كيف تبحث عن سراب وأنت خير من يعلم أن له من أسمه نصيب .. سراب لا وجود له .. حدث العاقل بما يعقل ..
أخذ بيدي اليمنى وأجلسني بجانبه ونحن على أعتاب احد الحدائق ثم سحب يسراي شادا انتباهي لما يقول ثم اخذ وضع المتربع الواثق واسهب قائلا ..
لوسألتك كم في ذاكرة هاتفك من الأسماء وطلبت منك أن تحصر لي من بينهم الساعات التي جمعتك بهم كان فيها الصدق والوفاء والذكريات المشرفة الجميلة والوقفات الصادقة والمواقف المتقلبة حتى حفرت تلك الذكريات أفراحا وأتراحا في كل تفكيرك ووجدانك ورسخت في عقلك واعتقادك مالا يدع مجالا للشك أن كل تلك العرى الوثقى لن تتبدل أوتذبل ولن تمحوها الأيام في لمحة البرق ..
ثق عندما تضع كلتا يديك تحت رأسك على سرير نومك بعد أن تتلوا التعاويذ التي تسبق النوم عندما يضطجع أي مخلوق على فراش نومه وقد يسبق كل ذلك مرور ذاكرتك بشيئى مثل هذه الصور في حركة سريعة عجيبة أكثرها لا تجد لها جواب ولا تفسير .. يصطدم تفكيرك في نقطة عمياء لا تلبث أن تغير من طريقة نومك ثم تحاول جاهدا أن تطرد كل تلك الصور من ذاكرتك لتخلد للنوم ..
هذا هو السراب الذي اقلقني كثيرا ففي بعض صوره وجدت له تفسيرا وعذرا والبعض الآخر لقوة عراه ومتانة المواقف التي مرت بيننا لحظاته وعشنا ساعاته بصدق خالص لم استطع أن أجد لها تفسيرا في هذا الوقت المزدحم بكثير كثير مما يؤرق الأوفياء ... الذين لم يتخيلوا في ساعة من الساعات أو لحظة من اللحظات أن من قاسموهم الحلوة والمرة تبتلعهم أمواج النسيان والنكران ومعها الجحود المخجل ثم اسهب متحدثا محدقا بناظريه لوجهي .. لك أن تتيقن أنت معي أن مئات الأسماء الذين حشيت ذاكرة هاتفك النقال بهم لن تجد عشرة أعشارهم .. وهذا هو السراب الذي ابحث له عن مبرر في التواري والأفول إلى غير رجعه ... رغم أنني من مرددي البيت الشعري ( ما أكثر الأصحاب حين تعدهم ..... الخ ..
أنتهيت .. هكذا قلتها له وأنا شادا على يده التي لا تزال ممسكة بيسراي .. وكأني أفقته من نوم عميق .. ثم أجابني نعم ...
تابعت حديثي له ... أنت السراب .. وأجزم صادقا أنك تحتاج إلى مصحة نفسية فقلوب العباد وطبائعهم وميولاتهم وأهوائهم ورغباتهم ليست ملكا لك .. مهما على في نظرك بينك وبينهم عرى التصافي والتواد وتقاسم الهموم والشكاوى .. وتتابع المواقف الرجولية .. وتبادل الأسرار والقصص ... وتقلبات الأحداث لكما سويا .. أو بينكما أومهما جمعتكما الفرص .. ليس شرطا أن من عاش معك على مقاعد الدراسة وقاسمك ريعان الصبا .. ونأت به وبك الدنيا يمنة ويسرة أن يحفظ الود .. مثل هذا الصنف وهو ( الحقيقة ) لن تجد بين أسماء دفتر هاتفك منه إلا أشخاص لا يتجاوزون عدد كفك الأيمن .. أما كفك الأيسر فدعه للتهويش أمام وجهك الشاحب الباحث عن السراب وإن طال بحثك فأنت لاحقا بالسراب لعالم النسيان ..
دع الخلق للخالق وخذ ماطاب لك ... وصاحب من تقرب لك .. وبادل من بادلك مشاعر الصدق بصدق .. ولا تطلب من الناس المستحيل فحتى أبناء الظهور هجروا ابائهم ومن أفنوا أعمارهم في رعايتهم وتربيتهم إلا من رحم الله ... تنكروا لحقوقهم الشرعية ... فكيف بمن لا تربطه بك سوى صداقة عمر وعشرة سنين ومواقف وذكريات إن حفظها وحافظ عليها وشد على عراها بالتواصل فهو للوفاء أقرب ... وإن جثت أمالك شعثا بما قد يصادفك فقف عند أول نقطة إنعطاف ولا ترهق تفكيرك بالبحث عن السراب ..
تركته فاغرا فاه يهذي بكلمات لم أفهما وودعته مسلما .. وأنتم لكم جميعا اصدق التحايا .. وسامحونا ...
حملقت فيه لأرى هل هو صديقي الذي أعرفه أم أنه شبيه له .. وإن كنت لازلت معتقدا أن حواسي الفكرية لله الحمد لا تزال بخير ..
قهقه ملئ شدقيه حتى غاصت عيناه ثم قال لي ، أمثالك ممن طواهم الزمن لا يصدقون ما أقول .. أنا فعلا صدقني ابحث عن السراب في زحمة الدنيا .. أبحث عن السراب بين الأزقة والطرقات .. بين الحدائق ووسط الحقول وعلى قمم الجبال .. بل وزد من ذلك حتى في دور العبادة .. أبحث عن السراب الذي ولّا دون رجعة عسى أن أجده لأسأله عن الأسباب الخفية في تواريه ..
سألته ما الداع لمثل هذا العناء النفسي والشقاء ... وأنت في نظري من المدركين لما يفعلون .. بل كيف تبحث عن سراب وأنت خير من يعلم أن له من أسمه نصيب .. سراب لا وجود له .. حدث العاقل بما يعقل ..
أخذ بيدي اليمنى وأجلسني بجانبه ونحن على أعتاب احد الحدائق ثم سحب يسراي شادا انتباهي لما يقول ثم اخذ وضع المتربع الواثق واسهب قائلا ..
لوسألتك كم في ذاكرة هاتفك من الأسماء وطلبت منك أن تحصر لي من بينهم الساعات التي جمعتك بهم كان فيها الصدق والوفاء والذكريات المشرفة الجميلة والوقفات الصادقة والمواقف المتقلبة حتى حفرت تلك الذكريات أفراحا وأتراحا في كل تفكيرك ووجدانك ورسخت في عقلك واعتقادك مالا يدع مجالا للشك أن كل تلك العرى الوثقى لن تتبدل أوتذبل ولن تمحوها الأيام في لمحة البرق ..
ثق عندما تضع كلتا يديك تحت رأسك على سرير نومك بعد أن تتلوا التعاويذ التي تسبق النوم عندما يضطجع أي مخلوق على فراش نومه وقد يسبق كل ذلك مرور ذاكرتك بشيئى مثل هذه الصور في حركة سريعة عجيبة أكثرها لا تجد لها جواب ولا تفسير .. يصطدم تفكيرك في نقطة عمياء لا تلبث أن تغير من طريقة نومك ثم تحاول جاهدا أن تطرد كل تلك الصور من ذاكرتك لتخلد للنوم ..
هذا هو السراب الذي اقلقني كثيرا ففي بعض صوره وجدت له تفسيرا وعذرا والبعض الآخر لقوة عراه ومتانة المواقف التي مرت بيننا لحظاته وعشنا ساعاته بصدق خالص لم استطع أن أجد لها تفسيرا في هذا الوقت المزدحم بكثير كثير مما يؤرق الأوفياء ... الذين لم يتخيلوا في ساعة من الساعات أو لحظة من اللحظات أن من قاسموهم الحلوة والمرة تبتلعهم أمواج النسيان والنكران ومعها الجحود المخجل ثم اسهب متحدثا محدقا بناظريه لوجهي .. لك أن تتيقن أنت معي أن مئات الأسماء الذين حشيت ذاكرة هاتفك النقال بهم لن تجد عشرة أعشارهم .. وهذا هو السراب الذي ابحث له عن مبرر في التواري والأفول إلى غير رجعه ... رغم أنني من مرددي البيت الشعري ( ما أكثر الأصحاب حين تعدهم ..... الخ ..
أنتهيت .. هكذا قلتها له وأنا شادا على يده التي لا تزال ممسكة بيسراي .. وكأني أفقته من نوم عميق .. ثم أجابني نعم ...
تابعت حديثي له ... أنت السراب .. وأجزم صادقا أنك تحتاج إلى مصحة نفسية فقلوب العباد وطبائعهم وميولاتهم وأهوائهم ورغباتهم ليست ملكا لك .. مهما على في نظرك بينك وبينهم عرى التصافي والتواد وتقاسم الهموم والشكاوى .. وتتابع المواقف الرجولية .. وتبادل الأسرار والقصص ... وتقلبات الأحداث لكما سويا .. أو بينكما أومهما جمعتكما الفرص .. ليس شرطا أن من عاش معك على مقاعد الدراسة وقاسمك ريعان الصبا .. ونأت به وبك الدنيا يمنة ويسرة أن يحفظ الود .. مثل هذا الصنف وهو ( الحقيقة ) لن تجد بين أسماء دفتر هاتفك منه إلا أشخاص لا يتجاوزون عدد كفك الأيمن .. أما كفك الأيسر فدعه للتهويش أمام وجهك الشاحب الباحث عن السراب وإن طال بحثك فأنت لاحقا بالسراب لعالم النسيان ..
دع الخلق للخالق وخذ ماطاب لك ... وصاحب من تقرب لك .. وبادل من بادلك مشاعر الصدق بصدق .. ولا تطلب من الناس المستحيل فحتى أبناء الظهور هجروا ابائهم ومن أفنوا أعمارهم في رعايتهم وتربيتهم إلا من رحم الله ... تنكروا لحقوقهم الشرعية ... فكيف بمن لا تربطه بك سوى صداقة عمر وعشرة سنين ومواقف وذكريات إن حفظها وحافظ عليها وشد على عراها بالتواصل فهو للوفاء أقرب ... وإن جثت أمالك شعثا بما قد يصادفك فقف عند أول نقطة إنعطاف ولا ترهق تفكيرك بالبحث عن السراب ..
تركته فاغرا فاه يهذي بكلمات لم أفهما وودعته مسلما .. وأنتم لكم جميعا اصدق التحايا .. وسامحونا ...