المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 17 مايو 2024
محمد بالفخر
محمد بالفخر

ما سر الاهتمام الكبير والخوف من مقابلة العيسي!


اثارت مقابلة الشيخ احمد العيسي مع مركز صنعاء الكثير من ردود الافعال المتباينة، المؤيدة والمعارضة، المرحبة والمنتقدة، وهذا الاهتمام الكبير الذي حظيت به المقابلة نابع من أهمية المتحدث وقوة الطرح وصراحته.

لقد تحولت المقابلة الى حديث السياسيين خلال اليومين الماضيين وكانت الحدث الأهم الذي حظي بالاهتمام والقراءة والتحليل، ويبدو أنها مرت على كل مجموعات الواتس اب في اليمن واخضعت للنقد والأخذ والرد، وأعادت بثها معظم المواقع الاخبارية والصحف المحلية.

لقد ألقى العيسي حجرا في المياه الراكدة ووضع النقاط على الحروف في كثير من القضايا التي يحجم السياسيون عن مقارباتها نظرا لحساباتهم الخاصة، قال ما لم يجرؤ على قوله غيره رغم حساسية موقعه وخصوصية دوره، وظهر في المقابلة متحليا بالشجاعة والرصانة في ذات الوقت.

إن أكثر شيء كشفته المقابلة هو شخصية العيسي السياسية، ومقدرته على مكاشفة الرأي العام بصراحة وبلا مواربة، فالسياسي الجبان لا يصنع فرقا وهذا ما اثبته العيسي إذ تحلى بكامل الصراحة.

وعلى الرغم من حجم التعقيدات الجمة التي تحيط بالمشهد السياسي اليمني وإحجام الكثير عن تصدر المشهد خشية من دفع ضريبة ذلك وخاصة أؤلئك المنخرطين في العمل التجاري، فمنذ وصول مليشيا الحوثي الى محافظة الحديدة عام 2015 واندلاع مواجهات بين العيسي وبين هذه المليشيات غادر الى عدن ومن هناك بدأ يزاول العمل السياسي إذ أعلن موقفه الواضح الرافض للانقلاب على الدولة ووضع كل بيضه في سلة الشرعية.

إن موقف العيسي من مليشيات الحوثي غير قابل للمزايدة وقد قال في المقابلة أن بإمكانه العمل كتاجر مع الجميع لكنه لم يتاجر بقضيته الوطنية ولذا دفع كلفة باهظة ضريبة هذا الموقف.

وبالنسبة لي فما شدني في المقابلة هي اللغة السياسية الفريدة والالتقاط الذكي في الاجابات ومقدرته على المناورة وجر الصحفي الى مربعه، يناور باحتراف ويوصل رسائله بذكاء ويقدم نفسه كأهم رجال المرحلة وهو كذلك بالفعل.

ويبدو لي من خلال قراءة المقابلة أكثر من مرة أن الرسائل المهمة التي قيلت في المقابلة متفق عليها مع الرئيس هادي، وبالأخص السوال عن من يكون خليفة الرئيس في حال حصول شيء لا قدر الله، لقد حملت الاجابة رسائل خاصة لمن يعدون أنفسهم ليكونوا بدلاء للرئيس أمثال البركاني وعيدروس ومعين بأن المسألة محسومة وبأن هادي يفهم الاعيبكم جيدا.

ومجددا اقول إن الشارع اليمني يحتاج الى السياسي الشجاع والقوي الذي يخاطبه ويسبر أغواره ويجيب عن تساؤلاته ويلبي طموحه، والمقابلة خاطبت الجميع بلغتهم التي يفهمونها وهنا مكمن الذكاء والاحتراف، وفي الوقت الذي كان البعض ينتظر المقابلة لاستغلالها لصالحه وتوظيفها لإلحاق الاذى بالعيسي وممارسة الوقيعة والدس الرخيص كعادتهم، فقد القمتهم المقابلة حجرا وابتلعوا السنتهم، وعلى العكس من توقعاتهم فقد جاءت الردود قوية وذكية وصادمة.
بواسطة : محمد بالفخر
 0  0  8.5K