سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْىِۦ نِسَآءَهُمْ
تدمير المجتمعات ونقض أركانها لايأتي بدون خطط ولا استراتيجيات ، ولايجني بذوره في يوم وليلة بل يستهلك الوقت والفكر والمتابعة والتقييم ، ولكنه يرتكز على أسس ثابتة لاتتغير بتغير العصور، قد تتطور الأساليب وتنمو الأفكار، وتتغير وتمنهج
بحسب التغيرات والظروف والأحوال، لكن الهدف المصوب إليه يظل هو ثابتًا فمن حيث نقاط القوة يتسلل العدو، وحتى يخترق القوة فلابد له من المرور بنقاط الضعف التي يمكنه التأثير عليها وبرمجتها وترويضهالمخططاته
ولئن الأسرة هي القوة الحقيقية للمجتمع ،ودعامته ، وأس صدارته كان التصويب عليها، والتركيز ولكي تهدم الأسرة كان لابد من اختراقها عبر نقاط التأثير عليها
التي يمكن قيادتها وترويضها من خلال اكتشاف مواضع الألم والخلل ثمّ تجميل الواقع الآخر، وإعلان التمرد ثم بعد ذلك يبدأ الهدم التدريجي حتى تهوي بهذا الكيان ويسقط وبتساقطه تتساقط كل البناءات تواليًا حتى نفيق ذات يوم وقد أصبحنا عالم بلا هوية، ولا انتماء، ولادين ولاقيمة، فالنفس جبلت على الضعف لاتقوى ولاتلتئم ولاتكافح إلا في ظل كيان داعم قوي عليه تتكىء وبه تشتد وتقوى وهوالأسرة ولكن إذا هدمت هذه الأسرة فكيف يكون الحال ؟
ولربما يخفى على البعض أن هناك حركات وتنظيمات تسعى لنقض وهدم أركان الأسرة
وهي في خططها أتت بما أتت به الأقوام السابقة من استهداف
1- الأطفال
2- الشباب
3- المرأة
قال تعالى(
وَقَالَ ٱلْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُۥ لِيُفْسِدُواْ فِى ٱلْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْىِۦ نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَٰهِرُونَ)الأعراف ١٢٧
عندما خشي فرعون على ملكه وآلوهيته من الزوال
أول مابدأ به هو وعصبته هو هدم الأسرة من خلال قتل الأبناء واستحياء النساء وهو تسخيرهم للخدمة وإذلالهم ومن هذين العنصرين وتفكيكهم ينحل رابط الأسر ويتهدم المجتمع تباعًا.
فمن هنا وجب على كل ذي لب أن يتأمل ويتدبر الواقع ويتعرف على مايحاك حوله
حتى لايأتي علينا يوم، ونندم على تفريطنا وتقصيرنا في الدفاع عن ديننا، وعقيدتنا بأخذ الأسباب التي تبدأ من الحفاظ على أسرنا وتقوية وشائجها والصبر والإيجابية في التعامل ، وتغيير الأساليب في التعامل مع المرأة والطفل والشباب فليست القوة في الغضب والصرعة بل القوة في الحكمة و معرفة الحقائق المصوبة التي تخترق جبهاتنا والتصدي لها،والوقوف أمام هذه الهجمات بقوة البصيرة والفكرة والفضيلة، والاحتواء، والحوار والوصول لحلول مرضية لجميع الأطراف فإذا كانت الأحداث في تغيير فلابد أن تكون المواجهة والتصدي بطرق مختلفة كما يستدعي الوضع وكما يناسب الشخوص ويبقى الهدف الرئيس هو الحفاظ على الأسرة وإن كان الثمن غاليًا للديمومة والاستمرارية فحتمًا سيظل أقل بكثير من الهدم والخسارة والخذلان الذي لن يكون فقط للأسرة بل للمجتمع ولنتذكر قوله تعالى (“وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” (النساء، الآية 104).
انستجرام @hayat20202
—————.