المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
وناسي مروى - الجزائر
وناسي مروى - الجزائر

عن وناسي مروى - الجزائر

استاذة ادب عربي ..خريجة المدرسة العليا الوطنية للادب
مقيمة بالجزائر...ومقدمة دروس بالتنمية البشرية ومؤلفة روايات وكتب

الاسم وصاحبه

قبل أن ،يأذن الله بخلق كل شيء خلق المسميات وأسماء الموجودات ....كل الكون كان مكتوبا ومسمى في علم الغيب ، والناس وكذلك الموجودات
فالاسم يخلق قبل صاحبه وبالنسبة لي ارى ان الاسم قدر محكم ومعلوم من الله عزوجل وللانسان يد في اختياره وقبوله ..
لأن الاسم يحمل الكثير من الغيب ويحمل جانبا خيرا وشريرا لصاحبه بطبيعة الحال لان الانسان خلقه الله مكتمل الهيئة وليس كاملا ...
الاسم يكتب له الوجود قبل صاحبه ، لذا انا اراه يشبه كل المخلوقات
ينتظر ولادة صاحبه ليلازمه طيلة الحياة وللاسم علاقة بصاحبه ولا يمكن تصنيف هذه العلاقة ...لأنها تتأرجح بين التكامل والتضاد والتعاكس
اراه يشبه الى حد بعيد العلاقة بين الأم ووليدها خلق الواحد من الآخر لكن الاسم ينشأ بمعطيات قد تصدق وقد لا تصدق ..منذ البداية نجد أحيانا أن الحمض النووي بينهما لا يتطابق بتاتا ..
مثلا اذا نفرت الأم من جنينها وهو داخل بطنه ستزوده بشعور الكره تجاهها وينشأ بعدها محملا بالعقد والضعف ومقت الذات...
والعكس صحيح
هكذا ارى العلاقة بين الاسم وصاحبه وكيف تنشأ العداوة او الالفة بينهما ..كل هذا لان الاسم يتمتع بسلطة وسمو وكل الاحقية لأنه نشأ قبل صاحبه وهذا يمنح له حق إسعاده او شقائه..
واذا رفض الاسم صاحبه منذ البداية سيرفضه صاحبه اضعافا واذا بدا الانسان في البحث عن حل للتخلص من الاسم يبدأ الاسم بفتح بوابة الجحيم عل صاحبه ويشرع في ابراز الجانب السيء منه واخفاء الجميل فيه ...
وذلك عن طريق اغضابه واحراجه امام الناس الذين يعلقون عند سماع اسمه او ان يبدوا استغرابهم عن عدم التطابق بينهما ...
وهذه احدى طرق معاقبة الاسم لصاحبه وكذلك الانسان يعاقب اسمه بمواراته عن الغير او ان يضع لنفسه اسما بديلا يشعره بالراحة ...
انها مسالة تقبل او رفض ..
حين تبدا رحلة البحث عن البدائل..
كأن تجد نفسك تقول لاحدهم جدتي هي امي
فيستغرب الناس ويسالونك عن امك ، فتجيبهم ...لقد تربيت عند جدتي ولا اتعامل مع امي كثيرا
ببساطة لا يعلم الجميع ان امك رفضت انجابك اصلا ...
وانت تتوارى وتواري لفظ الام خلف الجدة لتخفف من حدة الالم وتبرر لنفسك والاخرين ...
لان ذلك الانسب في نظرك ...
اما بالنسبة للاهل فهم منفذون بنكهة الاختيار اي انهم ليسوا مخيرون باختيار الاسم كما نظن بل سبق وان اختاره الله لك والاسم فرض نفسه منذ زمن ...
قد تجدهم قد اختاروا لك اسما قبل الولادة ويكتب لك اسم اخر بعد الولادة ..
ما اردت قوله هو ان ان العلاقة بين الانسان واسمه كعلاقة الام والمولود ..
وجب ان تنشأ بشكل صحيح حتى لا يحدث الانفصام بعد ذلك ..
والرفض ..
على الشخص تقبل اسمه كيفما كان لانه قدر ...واختيار الله له ..
فالله كتب اسماء كل الموجودات ولم تعترض ولم ترفض اسماءها ..بامكان الشوكة ان تعترض وتطالب الله ان يسميها وردة ...
لكن الله يسرها لما خلقها له
وسماها بما تحمله من خير وشر
لان الحياة لا تستقيم الا باضدادها ...
فجدلية الاسم وصاحبه ..
نظرية فلسفية قاءمة منذ القدم ...
لكن عين الرضا ونظرية القبول كفيلة بان تنشيء الحب بين الاسماء والمسميات ..يكفي ان الله حكيم وان لكل مسمى نصيب من اسمه او العكس ..
فليتحرى المسمى عن موطن التوافق والجمال في اسمه ..
لم يخلق الله شيء قبيحا
لاننا نحن من وضعنا معايير للجمال ..
 0  0  7.4K