معين تحت المجهر
اطلعت كغيري على ما نشرته صحيفة المشهد الدولي هذا الأسبوع عن معلومات صادمه حول تورط أحد الأصدقاء المقربين لرئيس الوزراء بمخالفات صريحة وواضحة تمت لعملية تمويل حوالة خارجية تخص شركتهم، وفقاً لتقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، وقالت الصحيفة أن الصديق شهاب يُعدُّ أحد أذرع رئيس الوزراء والذي يدّعي أنه يحمل معه ملف الإصلاحات الاقتصادية ليتضح حسب ما اشارت الصحيفة أنه أحد أبرز المستفيدين من حالة الفساد المهول الذي بدد الوديعة السعودية المشار اليها في تقرير لجنة الخبراء.
واذا عدنا لتصريحات رئيس الوزراء في أيامه الأولى بعد توليه رئاسة الحكومة التي قال فيها أنه رجل الاقتصاد والإدارة فقط وأنه لن يخوض في العملية السياسية وسيبتعد عنها جملة وتفصيلا، وهنا استبشر الكثير ين خيراً بمقدمه وتصريحاته وقد ساهمت انا بمقال في عمودي الأسبوعي (كل خميس) بصحيفة (عدن الغد) الغراء وتحت عنوان (أعانك الله يا معين) تمنيت له التوفيق والسداد وأشرت الى تسع نقاط جوهرية من الضرورة بمكان الالتفات اليها وأن يضعها نصب عينيه من باب (الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق بها) ولكن لأنهم لا يقرأوا ولا يلقوا بالاً لكتاب الرأي على اعتبار انهم وصلوا الى غاية امنياتهم في الحياة الدنيا فلا وقت لديهم للقراءة ولا حتى لفريق عمله الخاص أن يشعروه بمثل هكذا كتابات لا تساوي شيئا وفق ما تراكم لديهم من معارف وعلوم وخبرات،
وبدلاً أن تكون من أولوياته حل المليشيات الخارجة عن سلطة الدولة وتطبيع الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن فاذا به يخرج منها بعد أن سيطرت تلك المليشيات على قصر المعاشيق وسارت في اتجاه الشرق في محاولة لإكمال مخططها دون إدراك أن أمامهم شبوة العز والصمود التي كانت سداً منيعاً أمام استكمال مخططهم كما هو حال مارب السد المنيع الآخر أمام مخططات المليشيات الأخرى،
ضُرِبَ الجيش الوطني على مشارف عدن من قبل طيران الامارات وأكثر من 300 شهيد لم تتحرك شعرة واحدة لرئيس الوزراء ونُفّذَ انقلاب في سقطرى برعاية إماراتية ايضاً وطُرِدَ محافظها من جزيرته وساد الصمت مكتب رئيس الوزراء ولم نلحظ حتى بياناً واحداً وشاركته الصمت هيئة رئاسة مجلس النواب التوافقي أيضاً حتى لا يكون وحيداً،
وردد الأحرار في عموم الوطن ما قاله أبو فراس الحمداني (وفي الليلة الظلماء يُفتقدُ البدر) نعم افتقدنا الرجل الوطني الدكتور احمد بن دغر الذي رفض مغادرة المعاشيق حينما حاولت تلك المليشيات تنفيذ مخططها في عهده وهكذا فعل في سقطرى عندما تكررت المحاولة هناك، على الرغم انتمائه الجهوي لتلك الجهة التي تتحدث باسمها تلك المليشيات فكان في مقدمة استهدافهم ! هل بسبب جريان الدم الحضرمي في عروقه ام لروحه الوطنية التي تعشق اليمن الكبير ؟
وها هي المعاشيق تتعرض مرة أخرى لنفير جديد بعد تجديد مهمة معين على الرغم من تصريحاته السابقة بواحدية الخندق الذي يقف فيه معهم ولا ندري عن اي خندق كان يتحدث!
وإلاّ ما معنى تجاهل تنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض حتى هذه اللحظة وما معنى خروج الفريق الآخر عن النص في أكثر من مناسبة وتمر هذه الخرجات دون أدنى تنبيه رسمي على أقل تقدير،
وما معنى التنكيل بالمواطن الغلبان برفع أسعار المشتقات النفطية وتعذيبه بفقدان الخدمات الضرورية،
والكارثة الأكبر انهيار سعر العملة في مواجهة العملات الأخرى كل هذا حصل في عهده الغير ميمون فهل سعى لانقاذها من الانهيار الغير مسبوق،
ها هو معين أصبح تحت مجهر الوطن والشعب، فهل هو كذلك تحت مجهر الرئيس؟