شماعة أعذار
يُعتبر الكاتب الأمريكي المخضرم ديل كارينجي الذي عاش في القرن التاسع عشر منذ عام 1888 والقرن العشرين حتى عام 1955 من أهم من كتبوا عن التفاؤل ومحاربة اليأس. ووضع بأقواله التي نشرها في كتبه بعضا من القواعد التي قد تساعد من يؤمن بها في نجاحه وتبعده عن أسباب التشاؤم. فمن جميل ما كتب كارينجي: حينما تريد أن تكون فخورا بنفسك، لا تتعامل معها بنعومة، كذلك: قم بالأعمال الصعبة أولاً، والسهلة سوف تحل نفسها، وكذلك: دع القلق وابدأ الحياة.
من أجمل ما قرأته معبرا عن حال فئة تتنامى في مجتمعنا ووقتنا الذي نعيش، فئة أصبحت عاجزة حسب مقياس كارينجي الذي نص على: "يصبح الإنسان عجوزًا حين تحل الأعذار محل الأمل". هذه الفئة أصبحت تعتمد على الأعذار في تفسير عجزها أو فشلها أو حتى عدم محاولتها إنجاز عمل أو أداء واجب، وأصبحت وظيفتها إتقان البحث عن الأعذار والتفنن في اختلاقها بدلا من محاولة انجاز العمل والايمان بالأمل في النجاح فيه. في زمن كورونا، وخاصة في حقل التعليم، زادت أعذار أفراد هذه الفئة وأصبح لهم فنونا جديدة - مثل انقطاع الانترنت وخاصة وقت الامتحان والمحاضرات- لتدل أكثر على أناس عجّز زاد عجزهم وقلّ أمل نجاحهم.
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكُهُم)، وعلى وزن ذلك يمكن القول اذا قال الرجل فشل الناس فهو أفشلُهُم، على عكس ما من يتخذ الأزهار مثالا للبحث عن الأمل، فالزهرة تتبع الشمس كل يوم حتّى في اليوم الملبّد بالغيوم.
نبقى على شعارنا عالأصل دور،
ا.د. محمد حمد خليص الحربي
مستشار الموارد البشرية
صاحب متحف كنوز المعرفة ومنتجع الملوك بالعلا.