المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
أ.فايزه الرحيلي
أ.فايزه الرحيلي

المتسلقون ومتصيدو الفرص


تتزاحم المواقف والأحداث في رأسي، وأخذني تفكيري إلى ظاهرة مجتمعية ليست بجديدة، بدت تتفاقم الآن؛ إذ وجدت أن هناك أناسًا لا يستطيعون تحقيق أمنياتهم، ولايجيدون التخطيط لحياتهم دون التسلق والصعود على أكتاف الآخرين، هم دخلاء على شتى المجالات والمهن، كلّ مايقومون به هو حصد ما يزرعه غيرهم. إذًا، هم لصوص مندسون، نعم لصوص، من يسرق انتصارات غيره لص، ومن يسرق نجاح غيره لص . موجودون في أماكن النجاح والانتصارات، ويكوِّنون علاقاتهم بدقة؛ حتى يتسنى لهم جلب المنفعة، وتنفيذ خططهم من خلال الضحايا المستهدفين. تجدهم دقيقين، شديدي الانتباه، متحدثين جيدين، لبقين، لديهم أسلوب مقنِع. كل ذلك يخولهم لتعبيد الطريق أمامهم للوصول إلى الضحية المثالية من وجهة نظرهم، مع أنه لو اُستُغِلَّ مايتمتعون به من مميزات، واعتمدوا على أنفسهم، لكان أفضل لهم من حيث تحقيق أهدافهم. لكن للأسف، لقد ألفوا التسلق على أكتاف الآخرين؛ لسهولة الوصول دون تعب، فهم كالنباتات المتسلقة، لا تستطيع أن تشقَّ طريقها إلى عنان السماء إلا اعتمادا على غيرها. ترتفع وتدنو كيفما دعت الحاجة. ومن السيء حقًا أن يُبتلى المجتمع بوجود مثل تلك الفئة الانتهازية من الناس، فهم يتلونون كالحرباء، ويتصفون بكل صفات الخيانة، والغدر، والمكر، والخداع، فهم يتظاهرون بماليس فيهم من القيم والأخلاق، ويدَّعون أنهم أصحاب قرار ورأي، ويدعون أنهم يعملون ويقدِّمون المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية، لكن كل غايتهم الوصول إلى القمة والسلطة ولو على حساب غيرهم.
هم يكذبون وينافقون ويراوغون، ودائمًا ما يخدعون من يتولى منصبًا وهم تحت إدارته؛ للوصول إلى هدفهم، وتحقيق مصالحهم، وكثيرًا ما يستخدمون غيرهم أداة في أيديهم؛ لطعن خصومهم.
واجبنا تجاه هذه الفئة قطع الطريق عليهم؛ كي لا يحققون مخططاتهم، وكشفهم أمام الجميع، لربما البعض لايستطيع معرفة نواياهم للوهلة الأولى. أنا شخصياً سأبدأ من الآن. ماذا عنكم؟
 0  0  10.9K