كيف اصبحنا هكذا ولماذا ؟
مسكين أمر المسلمين، لقد صدق فيهم قول الرسول صلوات الله وسلامه عليه بانه سوف تتداعى عليهم الأمم لا من قلة فيهم ولكن لانهم غثاء كغثاء السيل .. هم اليوم اكبر عدد على وجه البسيطة لاتباع دين واحد فهم اكثر من اتباع المسيح وهم اكثر من اتباع موسى واكثر من اتباع بوذا. ومع ذلك فهم أذلاء الا على انفسهم. ضعفاء الا فيما بينهم.
قرأت موضوعاً يقول "أن فرقتين من المسلمين في افريقيا تتقاتلان فيما بينهما ومن اجل ماذا ؟ من اجل طريقة وضع اليدين اثناء الصلاة هل يضمهما المصلي على صدره أم يرسلهما. " هذه هي القضية قضية لا تستحق حتى ان يحدث حولها جدل كلامي جاد فكيف بحمل السلاح ؟ الم اقل بانه يصدق فينا
قول الشاعر :
أسد علي وفي الحروب نعامة
ربداء تجفل من صغير الصافر
اذا كنا أمة تتكون من عدد يزيد على البليون يهيننا ويدوس على كرامتنا شراذمة البشر وافاقوه وهم لا يزيدون على خمسة ملايين فذلك لاننا هنا بتشديد النون ومن يهن يسهل الهوان عليه. هنا على انفسنا واصبحنا نهتم بالسلامة الشخصية بكل منا بصرف النظر عما هو مطلوب على اي مستوى من المستويات من تضحية .انها لمهزلة اكبر أن تؤخذ جزئية محدودة جدا من جزئیات الخلافات التعبدية لتكون اساسا الحرب بين فئتين. والمهزلة الثالثة أن تجد من بني جلدتك من يناصر عدوك عليك وهو يعلم انه هو اللقمة التالية بعد التهامك ؟ والمهزلة الرابعة « وما اكثر المهازل » في عالمنا العربي والإسلامي. والمهزلة الكبرى أن السلاح الذي يجب ان يذهب الى نحور الاعداء نجده يذهب الى نحورنا نحن. فأبو فلان يحارب ابا علان. ومخيم «أ» يصب حمم الاسلحة على مخيم «ب » وهكذا. والأمر واضح. فلو احترمنا انفسنا لدافعنا عن كرامتنا ولو تم هذا لاحترمنا الناس واذا احترمنا الناس صار لعددنا معنی ولخافت الأمم ان تتداعى علينا کتداعي الاكلة على القصعة لاشك أن ذلك من معجزات النبوة ان يخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بما يقع قبل وقوعه بمئات السنين ولكن ذلك لابجب ان ننظر اليه بانه دعوة للاستكانة والاستسلام لهذا التداعي بل يجب أن نتحرك للدفاع عن كرامتنا وللدفاع عن ذاتنا وللدفاع عن الأصول لا عن الجزئيات التي لاتستحق الجدل الكلامي فكيف الحروب